الكــــــــــــاتـــــــــــب والشـــــاعــــــــــــــر الإعــــــــــــــــــلامي أسامة البدري لـ”المساء”:

الأدب الجزائري قريب من نظيره العراقي

الأدب الجزائري قريب من نظيره العراقي
الكـاتـب والشاعـر الإعـلامي أسامة البدري
  • القراءات: 676
حاورته: لطيفة داريب حاورته: لطيفة داريب

أسامة البدري شاعر وكاتب وإعلامي، نشر تسعة كتب من بينها الديوان الشعري المجنون، ورواية رقصة جرح، والمجموعة القصصية مطلوب عشائريا ورباعيات، و"الثانية بتوقيت أم كلثوم

هل لك أن تعرفنا بنفسك؟

عراقي من مواليد الحرب. ولدت بين نهرين يجاريان الكون بأسره. كنت شاعرا، وكان الوطن قصيدة. كنت رساما، وكانت مدينتي لوحة. كنت إعلاميا، وكانت حبيبتي خبرا عاجلا.

أين يجد أسامة نفسه أكثر؛ في الكتابة، في الإعلام، أم في الرسم؟

حقيقةً سؤال كنت أخشى أن تسأليه. أظن أنني أعشق اللون الترابي ومشتقاته الداكنة. والفن الحقيقي عبارة عن فنجان قهوة، نكتبها ونلونها ونقرأها على العلن.. أجدني في الثلاثة جميعاً.

لمن يكتب أسامة؟

أنا أكتب.. كي أرص صفوف المنطق، وأبادل جثث الأكاذيب بحصى كبيرة تجثو على صدر تساؤلاتنا؛ كي تولد العناقيد خالية من دبق الصمت وهي تتحدث عبر موجة البحر الـ ..أقدر؛ كي أغازل الطريق بمدادِ أحذيتنا العابرة للتأريخ والحرب؛ كي تكترث لي مسبحة جدي، والشعر المتساقط فوق فوهة الصياد قبل أن يغني..للـطرائد.

تهتم كثيرا بالقضية الفلسطينية؛ هل تعتقد أن لها نفس المكانة في قلوب العرب مثلما كان عليه في السابق؟

لنتجرد من سرياليتنا قليلا؛ فنحن أمام فلسطين، نحن أمام جرح كبير؛ ندبة الأرض وأغنيتها الحزينة. لنبتعد عن الأنظمة، ونتحدث بلسان الشعوب، نعم جميع العرب بلا استثناء، قلوبهم تتلوى بسببها وإن لم يظهروا ذلك.

هل تواكب الكتابات الأدبية العربية التغيرات الحاصلة في مجتمعاتها؟

الحداثة وما جاءت به من تغييرات شاملة في روحية النص ودخولها عنوة في أحداث المجتمع وتبعاته، كانت سببا حقيقيا في ارتفاع الأدب، وملامسة فكر القارئ المتعب؛ لذلك هي واكبت وبشدة.

كيف كانت نقلة أسامة من الشعر إلى النثر؟

الشعر شعر ولا نقلة فيه، وسلخكِ للنثرِ من جسد الشعر أقف عنده كثيرا. النثر هو طفل الشعر المدلل، ووجه الأدب اللذيذ؛ مهما حاول بعضهم دفع النثر باتجاه بعيد عن الشعر بحجة الوزن والقافية، يعود النثر مجددا إلى القمة.

حدثنا عن عملك الإعلامي؟ ما هي المواضيع التي تهتم بها؟

إعلاميا، أنا معد ومقدم برنامج إذاعي في راديو "نورسين"، وقبلها في راديو "النهار"؛ أقدم من خلال الأثير، حلولا لمشاكل الشباب العاطفية من خلال برنامج لحظات، وأيضا مقدم برامج تلفزيونية في قناة "الطليعة" الفضائية، والتي نبث فيها برنامج صباح عراقي، وهو برنامج صباحي يعنى بالمشاكل المجتمعية العراقية، وتأثيراتها على واقع المواطن.

هل تؤمن برسالة الإعلامي في مجتمعه في زمن طغت فيه وسائل التواصل الاجتماعي؟

وسائل التواصل الاجتماعي هي الوجه الجديد للإعلام وبوابته الجديدة للدخول إلى عقول الناس. المشكلة الوحيدة التي تواجهنا في وسائل التواصل هي وجود صناع المحتوى الهابط، والذي، للأسف، أخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الناس. أتحدث هنا عالمياً وليس عربياً فقط، لذلك يحاول الإعلام المنطقي إقحام نفسه في هذه الزوايا الضيقة من هواتف البشر، وإرجاع الكفة له بعيداً عن المحتوى الهابط ولكن .. هي حرب صعبة جداً.

ماذا يعرف أسامة عن الأدب الجزائري؟

للأدب العربي ماهية خاصة، وجسد يتآكل بسبب المعاناة والصعاب المشتركة. والجزائر ليست بعيدة عن ذلك، بل هي في صفوف متقدمة من إظهار جمالية الألم العربي. أقرأ لعنفوان فؤاد، نصوصها المذهلة، وأشعر بقرب أدب الجزائر من أدبنا العراقي.

كيف تفسر العلاقة الوطيدة بين الشعبين الجزائري والعراقي؟

غيّبتنا الحروب عن أشقاء الوطن الكبير؛ ننظر إليهم بعيون الاشتياق، ونحتاج أكتافهم الصلبة في دفع الظلم. الجزائر ذلك الوطن الذي يعي جيداً حجم الأخوةِ والعروبة.

كلمة أخيرة؟

أتقدم بالشكر الكبير لكِ ولجريدتكم الغراء، وللجزائر الحبيبة التي تحتضن الأدب والفن العربي، وتحمل بين يديها باقة من زهور الوطن الكبير، لتنثرها على فراديس أوطاننا.