أكّد المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، سامي بن شيخ الحسين، أنّ الاستراتيجية الجزائرية في مجال تطوير آليات حماية حقوق المؤلّف، ومكافحة مختلف أشكال القرصنة ستكون منطلقا لوضع مخطّط إفريقي مماثل في كلّ الدول الإفريقية المنضوية تحت الكنفدرالية العالمية لشركات المؤلّفين والملحنين.
كشف بن شيخ الحسين، أمس، بالجزائر العاصمة، خلال اجتماع اللجنة الإفريقية للكنفدرالية العالمية لشركات المؤلفين والملحنين، عن أهمية التجربة الجزائرية كمرجع مهم للدول الإفريقية بالنظر إلى الإنجازات الكثيرة التي حقّقها الديوان في السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى أنّه خلال يومي اللقاء سيتحادث زهاء 40 مدعوا من 27 دولة إفريقية وممثلين عن مؤسّسات من فرنسا وبريطانيا لوضع مخطّط يحمي حقوق المؤلف الإفريقي على ضوء التجربة الجزائرية.  
وأعلن بن شيخ الحسين، أنّ الاجتماع سينتهي بالمصادقة على هذا المخطّط وتفعيله بشراكة جميع المتعاملين المعنيين بهذا الشأن، موضّحا أنّ للجزائر دورا مركزيا في العملية، حيث لفتت الجزائر انتباه العالم في تسيير شؤون حماية حقوق المؤلف ومحاربة القرصنة، وهي الاستراتيجية التي أعدّها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وذكر المتحدّث أهم المعاهدات التي أبرمت مع الأمن الوطني والدرك الوطني والجمارك الجزائرية للتعاون والتنسيق مع أعوان الديوان في عمليات حجز الأقراص المقلّدة وإتلافها، علاوة على الجانب التحسيسي من خلال تقديم دروس بيداغوجية في المؤسّسات التعليمية لفائدة الطلبة.
وأكّد أنّ هذه الأفكار سيتم إدراجها في المخطّط الإفريقي، حتى تسير عليه الدول الإفريقية المعنية بحماية حقوق مبدعيها، وقال  مدير الديوان أنّ لقاء اليوم هو اعتراف لدور الجزائر في محاربة القرصنة، لذلك ستقدّم تجربتها في هذا الاجتماع، وكشف بالمناسبة أنّ الديوان أبرم اتفاقيات تكوين لفائدة إطارات من دول إفريقية وتمّ مؤخّرا التوقيع مع كوت ديفوار، بوركينافاسو والبنين.
وأضاف بن شيخ الحسين، أنّ الاجتماع كذلك تقييمي لحالة حقوق المؤلف في إفريقيا، واستعراض لواقعها والبحث في تطوير الحماية على ضوء الأشكال التكنولوجية الجديدة والمتطوّرة في مجال استغلال المصنّفات الفنية.
من جانبه، أكّد رئيس اللجنة الإفريقية للكنفدرالية العالمية لشركات المؤلفين والملحنين، واترا بليمين، أنّ ظاهرة القرصنة منتشرة في إفريقيا بشكل ملفت دون أن يذكر أرقاما محدّدة، موضّحا أنّ التجربة الجزائرية في هذا المجال رائدة، وأنّ هذا الاجتماع من شأنه الاتّفاق على تسيير جماعي لحماية حقوق المؤلف في إفريقيا على ضوء الخطوات الكبيرة التي قطعتها الجزائر.
ونابت زبيدة معمرية، رئيسة ديوان وزارة الثقافة عن الوزيرة نادية لعبيدي، في الاجتماع، وقالت إنّ هذه المبادرة جيّدة لحماية المبدع، وأنّ الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، يحتكم إلى آليات الحماية القانونية، وأشارت إلى أنّ القرصنة عملية معقّدة تقتل الإبداع، والعمل جار لإيجاد سبل لمواجهة هذه الانتهاكات مع اللجنة الإفريقية.
جدير بالذكر أنّ الاجتماع يختتم غدا، وتحتضنه الجزائر للمرة الثانية بعد لقاء سنة 2006، وهذا اللقاء ضمّ حوالي 40 عضوا من 27 دولة إفريقية.