السيد ميعادي ضيف "سجالات ومعنى" بالإذاعة الوطنية:

اقتراحات وتطبيقات لتقريب أبي العلوم من الناشئة

اقتراحات وتطبيقات لتقريب أبي العلوم من الناشئة
  • القراءات: 638
 مريم.ن مريم.ن

استضاف العدد الأول من المقهى الأدبي "سجالات ومعنى" أمس بنادي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية، الأستاذ جمال الدين ميعادي مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر، للحديث عن دور هذه المؤسسة في حماية التراث الثقافي والثوري، وكذا انطلاقتها نحو المجتمع بكل وسائلها، وتجربتها مع قطاع التربية الوطنية.

أشار الضيف إلى أن المؤسسة تابعة لوزارة المجاهدين، وتختص بالعناية بالتاريخ الوطني من سنة 1830 إلى غاية 1962 (المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير). كما يقوم المركز ممثلا لوزارة المجاهدين من خلال لجنة وطنية، بالتحضير لاحتفالات الأيام والأعياد الوطنية (9 مناسبات)، إضافة إلى لجان ولائية وبلدية لها صلاحية إحياء الأحداث المحلية وذكريات الشهداء، وهي ذات طابع تحسيسي، وتشترك مع قطاعات أخرى.

بالنسبة لمسألة إيصال التاريخ إلى الناشئة أشار المتحدث إلى أنه ينبغي إبعاد الملل والضجر الذي يصيب بعض التلاميذ عندما يدرسون التاريخ، وذلك بإدخال وسائل بيداغوجية جديدة وعصرية، لذلك تم تقديم بعض المقترحات إلى وزارة التربية الوطنية، من خلال لجنة وزارية مشتركة تهدف إلى ترقية تدريس التاريخ، وكذلك لصياغة أفكار ومناهج من باب الإثراء والتشاور والاقتراح (من قبل خبراء).

من جهة أخرى، أكد الضيف أن وزارة المجاهدين قامت في سنة 2004 بإصدار "تاريخ الجزائر"، وهو عبارة عن قرص مضغوط يتضمن شهادات ونصوصا مصورة وغيرها عن تاريخنا الوطني الحديث، وُزّع مجانا على المؤسسات التربوية، ومس في مرحلته الأولى التعليم المتوسط والثانوي.

مؤخرا، تم إصدار سلسلة "من أمجاد الجزائر" (1830-1962)، وهو قرص مضغوط للتلاميذ، يتناول أبطال المقاومة والثورة والنضال السياسي، علما أن القرص كان في الأساس كتيبات من 25 صفحة، تتناول شخصية ما من تاريخنا الوطني، وكل عنوان طُبع منه 100 ألف نسخة، وإلى حد الآن عرّفت بـ 93 شهيدا وزعيم مقاومة، تُوزَّع مجانا في المدارس.

وضمن إحياء الذاكرة تنظم الوزارة مسابقة وطنية في صنف الرواية والشعر والمقال وغيرها، خاصة بالتاريخ، ويشرف عليها المركز.

وعن الإهمال الذي يعانيه التاريخ من طرف الشباب، أكد المتحدث أن العيب ليس في المناهج التي هي غير مقصرة، ولكن في عزوف بعض هؤلاء عن التاريخ من باب اللامبالاة؛ الأمر الذي يلاحَظ حتى في الجامعة، لكن ذلك لا يمنع من إثراء ومراجعة المناهج وتنقيحها على الأقل كل 5 سنوات مع استعمال وسائل عصرية في المدارس، منها زيارة المتاحف مثلا. ومؤخرا شاعت هذه الثقافة، وهنا يضيف: "نأمل أن تطبَّق تجارب أخرى، منها مثلا تجربة يوم بدون محفظة، يذهب فيها التلميذ إلى العالم الخارجي في خرجات بيداغوجية تطبيقية كي يلمس ما يتعلمه، وهنا يُطرح مشكل الكثافة في البرامج التي لا تسمح بإيجاد الوقت اللازم لمثل هكذا نشاطات".

بالنسبة لجمع الشهادات أشار الأستاذ ميعادي إلى أنه تم تسجيل 13 ألف شهادة حية؛ بمعدل ساعة لكل شهادة، والمركز لديه لجنة نُصبت سنة 2015 لدراسة الشهادات، وستصدر في كتيبات كمادة تاريخية خام، يستفيد منها المؤرخون.

للمركز فهرس للكفاءات العلمية يضم 200 دكتور جامعي، كل في اختصاصه. كما له أعمال بحث ضمن مشاريع وطنية تصادق عليها الحكومة، يشتغل فيها 16 فرقة بحث، كل واحدة بها 3 دكاترة، وإلى حد الآن تم إنجاز 65 بحثا.

مسائل أخرى تحدّث عنها الضيف، منها ترميم مقابر الشهداء، علما أن هناك 1316 مقبرة عبر الوطن تضم جثامين الشهداء، ويتم التعاون ودعم الجمعيات المحلية الناشطة المهتمة بالتراث لتقوم بالمهمة، وذلك بالتنسيق مع الجماعات المحلية التي رممت 25 مقبرة للشهداء سنة 2015، وهناك سعي لاسترجاع الأرشيف وجماجم الشهداء والمفقودين بالتنسيق مع وزارة الخارجية وإنتاج الأفلام؛ حيث بلغ عدد الأفلام الطويلة 11 فيلما، والوثائقية 33 فيلما.

عن حركة الطبع خاصة بالنسبة للمؤرخين الذين يكتبون بالفرنسية أو الأجانب، رد الضيف على "المساء" مؤكدا أن التجربة مثمرة، وهناك 1000 عنوان، كما هناك ترجمات لأعمال كاملة ودراسات متخصصة وكتب أصدقاء الثورة (12 جنسية).