انتعاش الثقافة بفلسطين

افتتاح سينما في غزة ومتحف بالقدس

افتتاح سينما في غزة ومتحف بالقدس
  • القراءات: 925
الوكالات الوكالات

دبت الحياة من جديد في أروقة سينما "السامر" أقدم دار عرض في مدينة غزة، بعد إغلاقها لأكثر من ثلاثة عقود من قوى وجماعات إسلامية محلية. كما تم افتتاح "المتحف الفلسطيني بمدينة "بيرزيت" شمال مدينة القدس، أولى معارضه الفنية تحت عنوان "تحيا القدس" بمشاركة 48 فنانا فلسطينيا وعربيا وأجنبيا.

للمرة الأولى منذ الانتفاضة الأولى عام 1987، أخذ حوالي 120 فلسطينيا من الجنسين مقاعدهم أمام شاشة العرض داخل السينما، متأثرين بمشاهدة فيلم روائي طويل عن معاناة الفلسطينيين خاصة الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وحمل الفيلم الذي أخرجه علاء العالول اسم "10 سنين" ومدته 120 دقيقة من إنتاج شركة "كونتينيو برودكشن فيلمز"،، وقد صورت جميع أحداثه في أماكن عدة من القطاع.

وقال منظمو الفيلم إن العرض هو محاولة لإعادة إحياء السينما في غزة. وقد تم اختيار سينما السامر بالذات كونها أول سينما افتتحت في القطاع عام 1944 ويقول العالول، إن اختيار مكان عرض الفيلم رسالة للعالم بأن غزة لا يوجد بها سينما كباقي دول العالم، وهي تستحق أن يكون لديها، معربا عن أمله أن يكون الفيلم انطلاقة للمشاركة فيه عربيا ودوليا.

وبشأن وجود مشاكل أو عراقيل خلال تصوير الفيلم الذي استغرق تصويره عدة شهور، أوضح العالول أن أبرز العقبات تمثلت في عدم وجود إستديوهات وآلات تصوير وانقطاع التيار الكهربائي.

وقال إن الفيلم يوجه رسائل عديدة ويعالج الظلم ضد الأسرى في السجون الإسرائيلية. وبحسب العالول، شارك في الفيلم الذي تم بتمويل ذاتي 17 فنانا وفنانة.

بدورها، أعربت الفنانة آية أبو سلطان إحدى الممثلات في الفيلم، عن شعورها بالفرحة لمشاهدتها الفيلم يعرض داخل أول دار سينما أقيمت في غزة. وقالت آية التي جسدت دور محامية في الفيلم وتدافع عن شقيقها الذي اعتقلته إسرائيلي، إن العمل الفني رائع ولا يقتصر على الذكور دون الإناث، لافتة إلى أنها تعمل على تنشيط دور الإناث داخل العمل السينمائي. كما أوضحت أن قرار التمثيل ذاتي وتم بتشجيع من عائلتها، مشيرة إلى أنها ستواصل التمثيل.

ورغم طول الفيلم إلا أنه جذب انتباه الحاضرين داخل دار السينما، كونه أول مرة يتاح لهم مشاهدة فيلم فيها. ويقول أيمن العوضي أحد رواد الفيلم، إن عرض الفيلم في غزة المحاصرة التي تحكمها حركة حماس منذ العام 2007، أمر جميل ونحن بحاجة إلى مزيد من العروض في كافة المواضيع داخل دار السينما لأنها من أوائل الدور العارضة للأفلام في الأربعينيات.

ويضيف العوضيي، إن عرض الفيلم وأفلام أخرى داخل السينما سيكون سببا في انتعاش الحياة السينمائية في ظل الحصار القائم، مشيرا إلى ضرورة أن لا تقتصر العروض فقط على أفلام النضال الفلسطيني والدولة الفلسطينية، بالمقابل، افتتح مؤخرا المتحف الفلسطيني بمدينة بيرزيت، شمال مدينة القدس، أولى معارضه الفنية تحت عنوان" تحيا القدس"، بمشاركة 48 فنانا فلسطينيا وعربيا وأجنبيا، ويقدم المعرض، فرصة لكل من يريد التعرف على أوضاع مدينة القدس السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية من خلال مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، حيث يتنقل زائر المعرض وسط أعمال مختلفة من بوسترات ورسوم كاريكاتير وأفلام فيديو وصور وتسجيلات صوتيه وأعمال تشكيلية ورسومات، تعطي في مجملها معلومات عن الواقع في المدينة بأرقام وإحصائيات.

وذكر بيان صحفي للمتحف الفلسطيني أن المعرض "يسعى لاستكشاف المدينة باعتبارها مجازيّا نموذجًا شهد نشوء العولمة وانهيارها، ويهدف لإيجاد أجوبة من أجل استلهام مستقبل أفضل"، كما يوضح (المعرض) انبعاث العولمة وآثارها وقيودها في مدينة القدس من خلال وفرة من المواد السّمعيّة - البصريّة"، ويشتمل القسم الثاني من المعرض على 18 عملًا فنيا عالميا مكلفًا أو معاد إنتاجها، معدّة خصيصا لتُثبت في حدائق المتحف الفلسطينيّ ومساحاته الخارجية .

جدير بالذكر أن المتحف الفلسطيني قد افتتح في ماي من العام الماضي وهذا هو المعرض الأول الذي يقام به، ويقع فوق تله قريبة من جامعة بيرزيت على مساحة 40 دونما وقدرت تكلفته بنحو 28 مليون دولار. وقد صمم  ليكون علامة معمارية ذات طابع حديث يمتزج بناؤه مع المدرجات الطبيعية المتتالية التي صنعها المزارعون الفلسطينيون منذ القدم لجعل أراضيهم الجبلية أكثر تماسكا وإنتاجا وأكثر قدرة على حفظ الماء.