شاعر أدرار الكبير مبروك بالنوي:

اعتذارات لمدينة الورود

اعتذارات لمدينة الورود
  • القراءات: 648
مريم. ن مريم. ن

أبدع الشاعر المعروف ابن مدينة عين صالح مبروك بالنوي، باقتدار في تناول المحنة التي تعيشها البليدة، واستطاع أن يستثمر الحوار والسردية في تأثيث النص بأحلام الطفولة وهو يحاور ابنته وهي تتوق إلى أبناء وأطفال البليدة لكي تشاركهم اللعب والمرح والحياة قصيدة موجعة، علما أن القصيدة تحمل في طياتها الأمل في الله، ودفءا في المشاعر.

إنها لوحة الشاعر الأدراري الكبير مبروك بالنوي وهو يكلم البليدة بلمساته الجمالية الدافئة.. تكبر المحنة وتكبر القصيدة أكثر وتعلن أن الحياة مستمرة:

"عذرا البليدة

أدمعك برء للبليدة أم ساق

فكيف إذا ما التفّت الساق بالساق

عزيز علينا أن نراها سبيّة

وليس لهذا الأمر في الناس من راق

سوى الله نرجوه لها وهو كاشف

إذا محنة أخنت علينا بأوثاق

وكنت إذا طافت بقلبي قصيدة

أقول فطارت للشريعة أوراقي".

وأضاف قائلا:

"فما هي إلا أزمة عند إمحاق

أجل ذاك ما نرجوه حقاً بنيّتي

وذلك أصل المصل في كل ترياق

فلكنني عزّت عليّ جراحها

وعز عليها غربة المشهد الباقي

يعز عليها الآن أنّا نخافها

وكيف استحالت من أمانٍ لإفراقي".

وقال أيضا:

"تطير إليها الروح أنَّى اختلاجها

تئنّ وأنّى لي احتباس لأوداق

لك الله حرزاً لا سواه يردّنا

إليه هنا رداً جميلاً بلا فاق

لك الله يا أرض البليدة أنني

على وجعي أرنو إليك بأشواقي

عسى الله يوماً يكشف الهمّ رحمةً

فما يكشف البلوى سواه لإشراق

فرحماك ربّي إن فيها أحبّتي

كرامٌ وفيها الصّالحون بأنساق

وفيها التّقاة الزاهدون تقيّةً

وفيها الضعاف العابدون بلا واقي

فيا ربّ عجل رحمة منك خاصة

ولح فرجاً يحنو بحقّ اسمك الباقي"

للتذكير، فإن الشاعر الصارخ من مواليد سنة 1972 بعين صالح، متحصل على شهادة منشط في مجال الموسيقى من العاصمة التي عُرف في أوساطها الثقافية والأدبية، وخريج المعهد العالي لإطارات الشباب بورقلة. في رصيده 200 قصيدة بين تفعيلة وعمودية وشعبية، وله بعض المسرحيات منها "القضية ما انتهت" و"قرن العنوسة" و"مليانة بعد 2000" و"الكسوف" وغيرها، وله مجموعة قصصية "أزقة الحلم البياتي"، وملحمة خدة تديكلت، وقصائد ملحمية وشريط غنائي. شارك في عدة ملتقيات وطنية ودولية، وتحصل على عدة جوائز فيها، منها جائزة عبد الحميد بن هدوقة، وله ديوان مطبوع "تباريح النخل".