إحياء اليوم العالمي للغة الأم

استمرار البحوث يضمن بقاء وحماية اللغة من الزوال

استمرار البحوث يضمن بقاء وحماية اللغة من الزوال
  • القراءات: 420
س. زميحي س. زميحي

أجمع الأستاذة الجامعيون والباحثون المشاركون في إحياء اليوم العالمي للغة الأم الذي احتضنته دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو يوم الخميس الماضي، على أن النضال في سبيل إبراز مكانة التراث الأمازيغي أحرز تقدما، مؤكدين أن اللغة الأم استطاعت أن تجد مكانتها ضمن الدستور، لكن العمل لازال مطلوبا أكثر لمواصلة المشوار، في ظل معركة اللغات؛ لضمان بقاء واستمرار لغة الأم.

أكد المتدخلون على هامش اللقاء حول اللغة الأم، أن تطوير وترقية اللغة يكون بكتابتها، من خلال الانتقال بها من الشفهي إلى المكتوب، مشيرين إلى أن استمرار البحوث حول هذه اللغة يُعتبر مؤشرا إيجابيا، خاصة أنّ هناك إمكانيات تسمح ببقائها بعدما استطاعت الأمازيغية أن تحظى بمكانة ضمن الدستور عبر ما يسمى بإصلاح رمزي للهوية، منوهين بأعمال المشايخ والباحثين التي بقيت وأثرت القاموس بفضل تسجيلها كتابيا. وأضاف المتدخلون أن النضال والعمل الذي بُذل في سبيل تطوير وإظهار هذا التراث، يجب أن يتواصل بغية تطويره أكثر وأكثر، والتعريف به، مؤكدين أن اللغة الأم هي الأصل الذي يتعلمه الطفل والذي يبني به شخصيته ويفكر ويصنع أفكاره، حيث تصاحب هذه اللغة حياة الطفل بدون أن يخطط لذلك، موضحين أن الطريق الذي قادته اللغة إلى اليوم طويل، ومنذ سنوات الأربعينات إلى اليوم أحرزت اللغة الكثير من التقدم، لكن لا شيء يضمن بقاء واستمرار اللغة وسط معركة اللغات؛ حيث الأقوى تضمن بقاءها، ويتطلّب منع زوال اللغة استخدامها وتطويرها والتعريف بها.

وشدّد المتدخلون على ضرورة حماية اللغة الأم بالكتابة والتدوين، وجمع ما هو مخزون في ذاكرة الشيوخ والمتقدّمات في السن، الذين يملكون كنوزا ثمينة في أشعارهم وقصصهم وغيرهما، داعين إلى حماية وتطوير التراث الثقافي المادي وغير المادي عبر نشر لغة الأم والتعريف بها؛ لكونها ناقلة للهوية، وتحمل تراثا ثقافيا قديما وغنيا ومتنوعا، مؤكدين على أن الجهود لازالت تُبذل من أجل إعطاء لغة الأم مكانتها الحقيقية في المجتمع.

وقالت مديرة الثقافة بتيزي وزو نبيلة قومزيان في كلمة ألقتها بالمناسبة، إنّ اليونسكو تؤمن بأهمية التنوّع الثقافي واللغوي لمجتمعات دائمة. وفي عهدتها من أجل السلم تسعى للحفاظ على مختلف الثقافات واللغات، مضيفة أن مديرية الثقافة بتيزي وزو، للمرة الثالثة تحتفل بهذا اليوم، مجددة التزامها لخدمة هذا التراث الثقافي الذي تضمه بلادنا، والمهم لضمان الاستقرار الوطني وتنمية مستدامة، مؤكدة أنه عامل تنمية وسلم ومصالحة. وأعقبت المتحدثة أن الاحتفال هذه السنة باليوم العالمي للغة الأم يأتي تكريما لجوهر آيت محمد، لما قدمته لهذه اللغة، قائلة: المرأة ساهمت بقصصها وبشعرها في تطوير وازدهار اللغة الأم التي تنقل القيم؛ إيماننا، هويتنا، تقاليدنا، معارفنا وكذا خبرتنا، مضيفة أن ضمن ترقية وتطوير لغتنا الأولى اللغة الأم، سجلت مديرية الثقافة بتيزي وزو في برنامجها الثقافي ككل سنة، برنامجا ثريا يشمل كل إقليم الولاية؛ من نشاطات مسرحية وقصص وغناء وشعر وأفلام وغيرها، حيث شارك في هذه الاحتفالات التي تنظمها مديرية الثقافة بولاية تيزي وزو، كل من مديرية التربية للولاية ومفتشية اللغة الأمازيغية والحركة الجمعوية والمجتمع المدني والجامعة وغيرها؛ في مسعى لتطوير وتشجيع التبادل والازدهار لهذا التراث الثقافي العريق، وهو الأمازيغية لغة الأم.