مارسيل خليفة في ندوة ب"سيلا2025"

استعادة لبداياته في الجزائر والكشف عن مشروع حفل جديد

استعادة لبداياته في الجزائر والكشف عن مشروع حفل جديد
الفنان اللبناني مارسيل خليفة
  • 173
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الفنان اللبناني مارسيل خليفة إنّه سيستدرك خطأه في عدم تلحينه للقصائد الجزائرية، مؤكّدا ارتباطه الوثيق بالأدب الجزائري المكتوب باللغتين العربية والفرنسية. وأوضح أنّ أوّل حفل أحياه في حياته كان في الجزائر، بعد تلقيه دعوة من منظمة الوحدة والشبيبة الجزائرية.

أضاف خليفة، خلال المنصة التي نُظّمت على شرفه ضمن فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب، أنّه حين زار الجزائر لأوّل مرة عام 1977، تفاجأ بمعرفة الجزائريين لأغانيه رغم أنّه كان لا يزال في بداياته الفنية. وأكّد في السياق نفسه عزمه العودة قريبا إلى الجزائر من خلال سيمفونية جزائرية بمشاركة عازفين من الجزائر ولبنان، إلى جانب كورال جزائري.

تحدّث الفنان اللبناني عن زياراته المتعدّدة إلى الجزائر، التي شكّلت انطلاقة لمسيرته الفنية، مشيرا إلى أنّ الجمهور الجزائري استقبله بحفاوة كبيرة، وأوّل مرة صعد فيها على خشبة المسرح لأداء وصلاته الغنائية كان في الجزائر، عام 1977. كما استرجع مشاركته في كتابة موسيقى فرقة "كاراكالا" عام 1975، التي لم تقدّم سوى عرض واحد بعد إصابة إحدى الراقصات برصاصة طائشة، ما أعلن بداية الحرب الأهلية في لبنان.

وقدّم مارسيل خليفة ورقة عن مسيرته الفنية وبعض محطات حياته، منذ طفولته في قرية عمشيت، حيث بدأ عشقه للموسيقى بدعم من جدّه، إلى أن أصبحت الموسيقى بالنسبة له هواية ومهنة. وقال إنّه بفضل والدته أحبّ الموسيقى، وإنّ رحيلها المبكّر ترك أثرا عميقا في نفسه، ما اضطره إلى مغادرة قريته لمدة عشرين سنة، حتى إنّه لم يستطع حضور دفن والده، بسبب موقفه المؤيّد للقضية الفلسطينية الذي خالف توجه قريته.

كما أشار إلى أنه سجّل أول أسطوانة له عام 1976، وكان لقاؤه بالشاعر محمود درويش نقطة تحوّل في مسيرته، إذ لحّن العديد من القصائد أبرزها "الجدارية" التي استغرق عامين في تلحينها، مؤكّدا أنّه اشتغل عليها "بروح الطفل لا بعقل الراشد"، لأنّها قصيدة فلسفية عميقة عن الحياة والموت تمتدّ على أكثر من 110 صفحة.

في سياق آخر، دعا خليفة إلى إعادة الاعتبار للأعمال الجادة والهادفة في برامجنا اليومية، خاصة تلك الموجّهة للأطفال، مؤكّدا أنّ غياب الفقرات الثقافية والموسيقية والشعرية الراقية يجعل من الصعب جدا تعويضها لاحقا، معتبرا ذلك التزاما إنسانيا وثقافيا يجب الحفاظ عليه.

من جهتها، ألقت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة كلمة بالمناسبة، وصفت فيها مارسيل بأنّه "طفل كبير، معطاء وعفوي"، ودعته إلى كتابة سيرته وتوثيق تعلّقه بالقضية الفلسطينية. كما أكّدت أنّ وجوده في الجزائر هو تعبير عن الحب المتبادل بين الفنان والجزائر، داعية إياه إلى إنجاز مشاريع فنية بالجزائر تُعيد للجمهور روح النضال وذكريات الوحدة العربية والمصير المشترك والقضية الفلسطينية.

أما الصحفي اللبناني المقيم في الجزائر حيدر حيدورة، فتحدّث عن زيارات مارسيل المتكرّرة إلى مختلف ولايات الجزائر، التي كان هو من يتولى تنظيمها. من جانبه، أشار سفير لبنان الجديد (الذي لم يقدم بعد أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون) إلى صداقته الطويلة مع مارسيل منذ الطفولة، بينما أكّد الكاتب والصحفي اللبناني أحمد علي الزين عمق صداقته بخليفة وافتتانه بالجزائر التي وصفها بـ«القارة العظيمة"، مشيرا إلى أنّ الالتزام كلمة واسعة تشمل معاني الحب والوطن والحرية.

على هامش الندوة، تم تكريم المفكر التونسي فتحي التريكي من طرف وزيرة الثقافة والفنون، حيث صرّح بأنه تعلّم النضال من الثورة التحريرية الجزائرية، التي ألهمته رفض كلّ أشكال الهيمنة، سواء كانت استعمارية أو داخلية، معربا عن امتنانه للجزائر التي علّمته معنى الحرية.