"تيندا 25" بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر

استشراف لمستقبل الفن والتكنولوجيا

استشراف لمستقبل الفن والتكنولوجيا
  • 251
دليلة مالك  دليلة مالك 

تحتضن المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، فعاليات النسخة الخامسة والعشرين من تظاهرة "تيندا" TINDA25 التي تُقام من 11 إلى 13 جوان الجاري، تحت شعار "التكنولوجيا والابتكار في التصميم والفنون"، بمشاركة نخبة من الفنانين والأكاديميين والمبدعين الشباب.

تتميّز دورة هذا العام بمحورها الرئيس، حول الذكاء الاصطناعي، باعتباره أداة فنية وتقنية، تعيد تشكيل الممارسات الإبداعية، وتفتح آفاقا جديدة لتفاعل الإنسان مع الآلة. وتأتي هذه المقاربة استجابة للتحوّلات المتسارعة التي يعرفها العالم في مجالات الفن والتصميم في ظلّ تنامي حضور الخوارزميات في الفضاء الإبداعي والثقافي.

وتحوّل "تيندا 25" المدرسة العليا للفنون الجميلة، إلى "مختبر فكري وإبداعي مفتوح"، من خلال تنظيم سلسلة من الورشات التطبيقية، والمحاضرات التفاعلية، والموائد المستديرة التي تُعالج قضايا معاصرة، من أبرزها حدود الإبداع الإنساني في مواجهة ذكاء الآلة، ومفهوم السيادة الثقافية في العصر الرقمي، واستقلالية الفنان في بيئة خوارزمية، وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الفنون.

وتهدف هذه التظاهرة إلى بناء جسور التواصل بين الأجيال، من خلال إشراك طلبة الفنون، والفنانين المحترفين، وأصحاب المشاريع الناشئة الذين يمثلون جيلًا جديدا من المبدعين، الساعين لتطويع التكنولوجيا في خدمة التعبير الفني البصري.

وتستقطب التظاهرة مجموعة من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية والأكاديمية، من بينهم ريم مختاري، وحسن عقون، ومعمر قرزيز، ومراد بوزار، وأحمد بشير شريف، ومهدي دلمي، إلى جانب المدير العام للمؤسسة بلحاج ترشاوي، الذي يشرف على تنسيق هذه النسخة المتميزة من "تيندا".

كما يُشارك في تقديم العروض والمحاضرات الفنية كل من جودت قسومة، ورفيق خاشيبة، وياسمين عيدل، وهم من الوجوه المعروفة في ميادين التصميم والفن الرقمي.

ولا تقتصر تظاهرة "تيندا 25" على عرض التجارب الفنية المعاصرة، بل تُقدّم نفسها كـ«منصة فكرية لحوار الإنسان مع الآلة"، ومحاولة لإعادة تشكيل الخطاب الفني في ضوء الثورة الرقمية الراهنة.

وفي هذا السياق، تُصرّ المدرسة العليا للفنون الجميلة، على التأكيد على أنّ "الفن رغم تحالفه مع أدوات الذكاء الاصطناعي، يبقى فعلًا إنسانيا أصيلًا، قائما على الحرية، والخيال، والتعبير الفردي.

وتسعى التظاهرة إلى إثارة الأسئلة الفلسفية والأخلاقية الكبرى حول "مستقبل الإبداع"، في زمن تتحوّل فيه الآلة من أداة مساعدة إلى شريك في التفكير والتصميم، ما يستدعي إعادة نظر جذرية في مفهوم الفنان، ودوره في مجتمع معولم تقوده التكنولوجيا.