المهرجان الدولي للسينما

استحضار ”فن الاستلهام بدون خيانة”

استحضار ”فن الاستلهام بدون خيانة”
  • القراءات: 690
لطيفة داريب لطيفة داريب

نشط الأساتذة محمود بن محمود من تونس وجورجي بالانوف من بلغاريا وبوخالفة أمازيت من الجزائر، أول أمس بقاعة فرانس فانون برياض الفتح، مائدة مستديرة تحت عنوان من الفكرة إلى الحكاية ومن الحكاية إلى السيناريو، فن الاستلهام بدون خيانة، في إطار مهرجان الجزائر الدولي للسينما في طبعته العاشرة.

تحدّث المخرج وأستاذ تدريس السيناريو في جامعة بروكسل التونسي محمود بن محمود، عن انغماس كاتب السيناريو في محيط أحداث القصة المراد كتابتها، قبل الشروع الفعلي في الكتابة، ممثلا بفيلمه فتوى الذي عُرض ليلة أول أمس في مهرجان الجزائر الدولي للسينما، وحاز على أكثر من عشرين جائزة، حيث أشار إلى عرض طلبته في بروكسل، مقالين أثناء الدرس، أولهما حول تفكيك الشرطة مخيما جهاديا بمنطقة الأردان، والثاني يتعلق بالدعاية السلفية التي تقام على مستوى الكشافة الإسلامية بنفس المنطقة. وأضاف محمود أنه صُدم بمثل هذه الأحداث التي تدور في قلب أوروبا، لتنطلق مغامرة كتابة فيلم عن هذا الموضوع بعد توجيه من أحد منتجيه داردان. كما أشار إلى حاجته الملحة إلى الانغماس في محيط الموضوع الذي سيكتب عنه، فزار المنطقة التي كانت تحتضن مخيم الإرهابيين. واعتمد على هذا العنصر الجغرافي في كتابة النسخة الأولى من سيناريو فيلمه، ليقوم بكتابة نسخة أخرى، حينما حوّل تصوير مشاهد فيلمه إلى تونس بعد ثورة الابتسامة.

أما المخرج البلغاري جورجي بالانوف فتحدّث عن فيلمه ملف بيتروف، وقال إنه بعد تغير الحكم في بلغاريا اكتشف أن نصف البلغاريين كانوا مخبرين، فكتب سيناريو فيلمه، محدثا مقارنة بين المسرح وما تحدث فيه من تمثيليات ونظام الحكم، الذي يشهد الكثير من الزيف والنفاق. كما سلّط الضوء بصفة أدق، على المثقفين الذين خدموا النظام، ومثل بمفكر بلغاري سهل له حصولها على جواز سفر للهجرة نحو فرنسا، وفي الأخير اكتشف أنه مخبر أيضا. أما بوخالفة أمازيت فقد أكد تسييس الثورة التحريرية الجزائرية، وهو ما انعكس سلبا على صناعة الأفلام الثورية. وفي هذا قال إنه أعد فيلما عن الحركة الوطنية (1912 - 1945) رفقة راشدي سنة 2011، لم يُبث في التلفزيون إلا منذ خمسة عشر يوما، مضيفا أن الساسة منذ استقلال الجزائر، يعتمدون على شرعيتهم من التاريخ وليس بفعل الاستحقاق الانتخابي، لينتقل إلى الحديث عن ظروف كتابة فيلم كريم بلقاسم مع أحمد راشدي، فقال إن هناك كتابا واحدا كتب عن كريم بلقاسم من طرف حمداني بدون معرفة المصادر التي اعتمد عليها، وهو ما أجبرهم على تقصي المعلومات من الشاهدين، الذين بقوا على قيد الحياة. وأشار بوخالفة إلى تفاوض فريق عمل الفيلم مع وزارة المجاهدين، لتمرير مشهد يتحدث فيه كريم بلقاسم مع فرانتز فانون عن وفاة عبان رمضان، في حين حددت نفس الوزارة الفترة التاريخية التي تدور فيها أحداث الفيلم، والتي تنتهي قبل وفاة كريم بلقاسم.

وفي هذا السياق، اعتبر بوخالفة أن تمويل الأفلام من طرف وزارتي الثقافة والمجاهدين، يضع المبدع في خانة ضيقة، ولا يمكنه صنع الأفلام التي يريدها، مضيفا: إلى حد الساعة لم نستطع صنع فيلم عن الأمير عبد القادر؛ حيث أجهضت سبعة مشاريع عنه.