جامعة المدية تستضيف "طريق الحرير"

استحضار للتراث ورؤية استراتيجية للمستقبل

استحضار للتراث ورؤية استراتيجية للمستقبل
  • القراءات: 549
مريم . ن مريم . ن

ينظم مخبر الدراسات التاريخية المتوسطية عبر العصور، بجامعة "يحيى فارس" بولاية المدية، يومي 13 و14 مارس القادم، ملتقى دوليا بعنوان "العالم الإسلامي والصين على طريق الحرير"، يبرز أهمية الروابط التاريخية والتأثيرات المتبادلة والتحالف الاستراتيجي بين العالم الإسلامي، بموروثه الثقافي والحضاري، والصين بإرثها التاريخي المتنوع وثقلها الاقتصادي الراهن في النظام العالمي الحالي، أو أي نظام عالمي يتبلور في المنظور القريب. 

جاء في ديباجة الملتقى، أن الروابط التاريخية والجغرافية بين الصين والعالم الإسلامي، شكلت جسورا للتواصل الثقافي والحضاري والعلمي، عبر العصور التاريخية المختلفة، من الفترة القديمة إلى الوقت الراهن، مثلما انتقلت الثقافة الصينية القديمة بتراثها الفكري والعلمي والفلسفي، عبر طريق الحرير، إلى مواطن البلاد الإسلامية، فانتقل إليها فن التصوير الصيني والفلسفة الكنفوشوسية والطب الصيني القديم، وصناعة الورق، وصناعة الزجاج، في الوقت نفسه، كان طريق الحرير، أو كما يعرف بطريق الرحالة الإيطالي "ماركو بولو"، عبر الإسلام وثقافته ولغته، إلى الشعوب في أقصى شرق وجنوب شرق آسيا، ومنها الشعب الصيني وغيره من شعوب المنطقة، التي تأثرت بالثقافة الإسلامية، مثلما كان هذا الطريق محطة عبور المسيحية النسطورية، كان أيضا معبرا هاما لثقافة وحضارة المسلمين، فتأثرت الصين بثقافة وحضارة المسلمين في الفكر والأدب ومختلف الفنون، وكان طريق الحرير جسرا لعبور المخطوطات ومظاهر الثقافة الإسلامية، فتوطدت بذلك عبر التاريخ، العلاقة بين العالم الإسلامي والصين منذ العصور القديمة، مرورا بالعصور الوسطى، إلى يومنا هذا.

تمكنت الروابط الاقتصادية والثقافية والحضارية بين الطرفين، وزادت تمتنا في العصور اللاحقة، خاصة في الفترة المعاصرة، لاسيما عندما وقفت الصين بمبادئها التحررية والفكرية، خصوصا في عهد ماو تسي تونغ، مدعمة الحركات التحررية في العالم، ومنها الثورة التحريرية المباركة، حيث لعبت الصين دورا كبيرا في دعم نضال الشعب الجزائري ماديا ومعنويا، خاصة الدعم في المحافل الدولية، وشكلت العلاقة بين الصين والجزائر أنموذجا لتلك العلاقة المميزة، من خلال أصدقاء الثورة الجزائرية الصينيين، وازدادت الحاجة أكثر، لاسيما في الوقت الراهن، في ظل الرؤية الجديدة لطريق الحرير في أبعاده الحضارية والاقتصادية والاستراتيجية الجديدة، وتجاوز التعريف التقليدي لمفهوم طريق الحرير.

وفي ظل هذه الرهانات المعقدة التي يعيشها العالم، والمخاض التي تعيشه العلاقات الدولية، والرؤية الجديدة لتصور علاقات أكثر صلابة بين العالم الإسلامي والصين، وعبر المحاور المختلفة التي يقترحها الملتقى، يكون السعي  إلى إبراز أهمية الروابط التاريخية والتأثيرات المتبادلة والتحالف الإستراتيجي بين العالم الإسلامي، بموروثه الثقافي والحضاري، والصين بإرثها التاريخي المتنوع والثري، وثقلها الاقتصادي الراهن في النظام العالمي الحالي، أو أي نظام عالمي يتبلور في المنظور القريب.

يطرح الملتقى الكثير من التساؤلات، التي تستوجب الإجابة عليها، وكشف التأثير الإسلامي في الحضارة الصينية، وكيف استطاعت الحضارة الصينية في مختلف الحقب التاريخية أن تكون قريبة، وأحيانا في صلب العالم الإسلامي، ولكن الإشكالية الجوهرية التي يهدف إليها الملتقى، وهي "إلى أي مدى يمكن للعالم الإسلامي أن يستغل العوامل التاريخية، والتأثيرات الحضارية المتنوعة بينه وبين الصين، في بلورة موقف موحد اتجاه الكثير من القضايا الدولية الراهنة المختلفة على المستوى الحضاري والفكري والسياسي والاقتصادي؟"، و"إلى أي مدى تبدو التأثيرات المتبادلة بين العالم الإسلامي والصين عبر العصور التاريخية قادرة على توحيد الرؤى؟"، و"هل من مصلحة العالم الإسلامي أن يتخندق مع الصين لرسم رؤية جديدة في العلاقات الدولية، في ظل الصراع الدولي الراهن، وما تملكه الصين من مؤهلات تاريخية واقتصادية وثقل سياسي وبشري؟"، و"إلى أي مدى يمكن أن يستفيد العالم الإسلامي من الرؤية الجديدة لطريق الحرير".

من أهداف الملتقى، التعريف بالحضارة والتراث الصيني، وإبراز جسور التواصل بين العالم الإسلامي والصين في العصور الوسطى ومظاهره، وكذا إبراز مظاهر التأثير المتبادل بين حضارة العالم الإسلامي والحضارة الصينية، ومظاهر التأثير المتبادل بين حضارة العالم الإسلامي والحضارة الصينية، والصين ودورها في دعم حركات التحرر في العالم الإسلامي، والتعريف بدور الصين في النظام العالمي، مع إبراز المفهوم الجديد لطريق الحرير. يتضمن الملتقى أربعة محاور هي؛ التراث الصيني القديم" و"العلاقات الصينية الإسلامية في العصور الوسطى" و"الصين والثورة التحريرية الجزائرية" و"طريق الحرير وأفاقه الجديدة".

للإشارة، يشارك في هذا الملتقى، العديد من المحاضرين والخبراء من جامعات المدية والجزائر والبليدة، ومن خارج الوطن الدكاترة سعاد هادي حسن الطائي (العراق)، مقداد محمد (البحرين)، وليد عبود محمد الديلمي (العراق)، دعاء علي محمد (المملكة العربية السعودية، إلهام معتصم البشير بانقا (السودان) وأمجد جمعة (سلامانة عمان) وآية محمد حلمي الجندي من جامعة عين شمس (مصر).