متحف المجاهد بميلة

استحضار أمجاد شهر أوت

استحضار أمجاد شهر أوت
  • القراءات: 1530
مريم. ن مريم. ن

يستحضر متحف المجاهد بولاية ميلة، أهم المحطات التاريخية الهامة التي شهدها شهر أوت، وتقديم عروض لها لتمكين جمهور الشباب من الاطلاع عليها، وبالتالي التشبث بإحيائها من أجل ترسيخ معانيها وقيمها الوطنية التي حمت الجزائر من كل من أراد بها شرا.

من تلك الأحداث التاريخية الذكرى 65 لمعركة “سطح الدير” في عين الزرقاء بتبسة الموافق لـ 12 أوت 1956.

وتقع منطقة “سطح الدير” بوادي المهري ببلدية الكويف، يحدها من الناحية الشرقية الحدود الجزائرية التونسية، وغربا مدينة تبسة. ويعود تاريخ هذه المعركة إلى 12 أوت 1956. أما أسبابها فتتمثل في محاولة العدو القيام بمسح شامل للمنطقة، في الوقت الذي كانت هناك كتيبة من جيش التحرير الوطني مكونة من 120 مجاهد بقيادة الفقيد اغنيات رابح، وكانت الساعة تشير إلى السابعة صباحا من ذلك اليوم. عندما بلغ قائد الكتيبة خبر قدوم العدو إلى المنطقة، أرسل دورية إلى وادي المهري للتأكد من الأمر.

ونشبت المعركة بين الطرفين على الساعة العاشرة صباحا، واستمرت إلى غاية العاشرة ليلا، علما أن بدايتها كانت مع كتيبة الشهيد خليل عشى، بينما بقيت الكتيبة التي يشرف عليها المرحوم اغنيات، في انتظار توغل العدو في المنطقة المحاصرة من طرفها. وعند سقوط طائرة العدو أسرع المجاهدون إليها قصد تحطيمها بمن فيها، لكن جنود العدو هرعوا إليها أيضا، وعندئذ وقع التحام بين الطرفين، واستُعمل أثناء ذلك السلاح الأبيض. وأدى التحام الجيشين إلى قنبلة الطائرات من دون تمييز، ما مكن المجاهدين من فك الحصار المضروب عليهم ومغادرة المكان آمنين؛ لأن جنود العدو كان همهم الوحيد خلال كل ذلك، إيجاد مخبأ يحتمون به.

وأسفرت المعركة عن 140 قتيل، و80 جريحا، وإسقاط طائرة استكشافية، واستشهاد 3 مجاهدين. ولشدة ما لقيه جنود العدو من بسالة في المواجهة أمام المجاهدين وتعرضهم للقصف الوحشي من طائراتهم ذاتها، فإنهم راحوا يثأرون لقتلاهم ولأنفسهم من المدنيين العزل. وبمجرد أن توقفت الطائرات عن القنبلة، اغتالوا 36 مواطنا؛ انتقاما للانتصار الباهر الذي أحرزه المجاهدون.

كما أحيا المتحف الذكرى 176 لمحرقة شعبة الأبيار بمنطقة الظهرة بالشلف التي وقعت يوم 12 أوت 1845، وراح ضحيتها 2000 شهيد عن طريق الحرق في مغارة تسمى “شعبة الأبيار”، وهي ثاني جريمة ضد الإنسانية يرتكبها الجيش الفرنسي.

واستدرج السفاح سنتارنو سكان الصبيح إلى المغارة خلال أيام 9 و10 أوت 1845؛ فبعد اختبائهم قرر السفاح سنتارنو أن يغلق عليهم جميع المنافذ، ثم أمر بجمع الحطب الأخضر واليابس والتبن وتكديسها في خمسة مداخل للمغارة مع الإغلاق بإحكام، ثم رش مداخل المغارة بالكبريت، وأشعل النار إلى غاية الاختناق بالدخان.

وهناك أيضا الذكرى 62 لجريمة منظمة “اليد الحمراء” في تفجير قنبلة شديدة المفعول في قلب القصبة، التي أفضت إلى مقتل 53 جزائريا وإتلاف 280 منزل في 10 أوت 1959. إضافة إلى الذكرى 64 لمعركة “تعشاش” بنواحي أوزلاقن (الولاية 3 التاريخية في 9 أوت 1957).

جبل انعشاشن هو واحد من الجبال المنيعة الواقعة بحوض الصومام، يقع شمال غرب بلدية أوزلاقن ولاية بجاية حاليا. تحده شرقا جبال أكفادو، ومن الجنوب جبال جرجرة، ومن الغرب عزازقة.

وتشكلت قوة جيش التحرير الوطني من كتيبتين تابعتين للناحية الثالثة من ذات المنطقة، مجموع أفرادها 230 مجاهد وأفواج المسبلين. وكانت القيادة تتكون من الشهيد عبد القادر الباركي والشهيد محمد أبركان. وكان السلاح متكونا من بنادق فردية آلية ونصف آلية بنماذج مختلفة. أما قوات العدو فكانت مشكّلة من عدة فيالق من مختلف الوحدات البرية مدعمة بالمدرعات والآليات ومدفعية الميدان الثابتة والمتحركة، إضافة إلى أسراب من الطائرات الحربية بهدف القيام بحملة تفتيش واسعة النطاق لتراب الناحية؛ بحثا عن المجاهدين، ولإرهاب السكان العزّل والتنكيل بهم.

وأعطى المسؤول العسكري للناحية، الشهيد عبد القادر الباركي، أمرا بتجميع عناصر الكتيبتين لدراسة الوضع، وتم هذا بقرية تيغلت، لكن نظرا للسرعة التي تمت بها عملية الحصار، فقد أُجبر المجاهدون على الانتشار عبر الناحية، واحتلال المواقع المميزة قبل أن تتطور الأمور إلى غير صالحهم، ولقد فضلت القيادة البقاء بالمنطقة نظرا لموقعها الاستراتيجي.

أما العدو فشرع قبل طلوع نهار 6 أوت (فيما تذكر مصادر أخرى يوم 9 أوت) في تحريك قواته نحو المنطقة من عدة اتجاهات. وقام الطيران بقَنبلة الموقع الذي كان يتواجد فيه المجاهدون، ثم سلط عليه قصفا مدفعيا شديدا. وفي حدود الساعة التاسعة صباحا اشتعلت المنطقة في قتال كبير بين الطرفين. وتفاجأ جنود العدو الذين كانوا يظنون أن عملية القنبلة الجوية والقصف المدفعي الشديد قضيا على المجاهدين. ودارت معركة رهيبة بين الطرفين، أظهر فيها المجاهدون قدرتهم القتالية، مما دفع بالعدو إلى طلب النجدة. وأسفرت هذه المعركة عن إلحاق خسائر هامة بصفوف العدو؛ حيث فقد 150 عسكري، وعدد غير محدد من الجرحى. أما في صفوف جيش التحرير الوطني فقد استشهد 28 مجاهدا على رأسهم سي محمود قائد الكتيبة الثانية، وأصيب 25 مجاهدا بجروح مختلفة. كما قُتل ثلاثون من سكان الجهة. وغنم المجاهدون، قطعا، من السلاح من نماذج مختلفة، وجهاز إرسال واستقبال.

أحداث أخرى تم استعراضها وإحياؤها منها الذكرى 60 لاستشهاد البطل الرمز الجيلالي بونعامة، قائد الولاية الرابعة التاريخية في 8 أوت 1961.

ومحطة أخرى من تاريخ الثورة، وهي الذكرى 63 لتأسيس أول مدرسة للمواصلات السلكية واللاسلكية على الحدود الجزائرية- المغربية، ضمت 25 طالبا متربصا في 8 أوت 1958، كان ذلك بوسائل مادية محدودة جدا، وفي سرية تامة.

وتمكنت المدرسة في السنوات الأولى من تواجدها، من تكوين إطارات شابة قادرة على التحكم في التقنيات الحديثة، واستغلال أمثل لوسائل الراديو الكهربائية الموضوعة تحت تصرفهم. هذا النجاح الأول دفع بالثورة إلى فتح الأبواب لمدرسة ثانية في شرق البلاد. وتقاسمت هاتان المدرستان مهام توظيف وتكوين أقصى عدد ممكن من الإطارات، كما تكفلتا بهيكلة وتنظيم عملهم على كامل التراب الوطني.

والذكرى 157 لإشراك مقاومة بن ناصر بن شهرة وأبوبكر بن حمزة في صد الهجومات الفرنسية في عين تركين بالأبيض أولاد سيدي الشيخ في 6 أوت 1864.

والذكرى 64 لإعدام شواف حسين بالمقصلة بسجن الكدية بقسنطينة في 3 أوت 1957.

والذكرى 64 لاستشهاد البطلة اوريدة مداد في 2 أوت 1957، علما أن كل سير ونضال هؤلاء الشهداء ـ رحمهم الله ـ قُدمت بالتفصيل.