الدكتور جمال لعبيدي في محاضرة بالحامة:

ازدواجية اللغة في الجزائر مرفوضة..خدمة للمجتمع

ازدواجية اللغة في الجزائر مرفوضة..خدمة للمجتمع
  • القراءات: 1380
لطيفة داريب لطيفة داريب
دعا الدكتور جمال لعبيدي إلى القضاء على الثنائية اللغوية في الجزائر والتخلّص نهائيا من بقايا الاستعمار من جهة، ومن التهميش الذي تتعرض له اللغتان العربية والأمازيغية في الجزائر، وأضاف خلال المحاضرة التي ألقاها بالمكتبة الوطنية الجزائرية تحت عنوان ”إشكالية اللغة والتنمية في الجزائر” أنّه من الضروري العودة إلى المجتمع العميق الذي يجب أن يكون على تواصل وثيق بالنخب وهذا من خلال الاعتماد على اللغة العربية والابتعاد عن اللغة الفرنسية.
واشتكى ضيف الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية، من تهميش اللغتين العربية والأمازيغية أمام هيمنة اللغة الفرنسية في الجزائر، معتبرا أنّ اندماجهما في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلد أمر في غاية الأهمية وإلاّ أصبحتا لغتين جامدتين لا دور لهما في المجتمع.
وتوقّف لعبيدي عند سر نجاح التنمية في دول مثل الصين وهو إشراك المجتمع العميق في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية وهو ما أسماه بالفعل الديمقراطي، أما إذا همّشنا هذا المجتمع فستهمّش النخب أيضا حتى المفرنسة منها وقد تأخذ هذه الأخيرة طريق الهجرة.
وطالب المتحدّث بإيجاد حلّ لإنقاذ الوطن بأجمعه من خلال القضاء على الثنائية اللغوية في الجزائر، التي تعرقل تقدّم الحداثة ليضيف بتهكم ”يعاب على المعرّبين ابتعادهم عن الحداثة، لكن كيف لهم أن يكونوا معاصرين إذا كانت اللغة التي يستعملونها بعيدة عن مجالات الاقتصاد والتكنولوجيات وتمسّ فقط الجانب الأدبي؟”.
واستطرد المحاضر قائلا أنّ ازدواجية اللغة المستعملة في الجزائر أدّت إلى خلق ”هجين” يعبّر عن وجود شبه مجتمعين يحاولان التواصل بينهما ولكن دون جدوى، مما شكّل حالة مرضية في المجتمع الجزائري، لينتقل لسرد الوظائف المختلفة للغة والبداية بالوظيفة الاجتماعية من حيث لعبها دورا كبيرا في توحيد المجتمع ودفعه نحو الحداثة، أما الوظيفة الاقتصادية للغة فتتمثّل في استعمالها بصفة أدق في المبادلات التجارية وحتى في التوظيف ليقدّم مثالا عن استعمال اللغة الفرنسية في مجال التكنولوجيات والتوظيف في المناصب العليا أمّا اللغة العربية فمع الأسف نجدها في مجال التجارة التقليدية.
وفي هذا السياق، تأسّف المحاضر لمستقبل الشباب الذي يدرس باللغة العربية ويجد نفسه مجبرا على استعمال اللغة الفرنسية في العمل مما يسبّب له الكثير من المشاكل وربما البطالة أيضا.
بالمقابل، تناول الدكتور مسألة تحقيق اللغة لأرباح في مجالات عديدة أخرى مثل الجرائد والكتب وبالأخص الإشهار مما يخلق مصالح متضاربة، وأكّد المحاضر أنّ كلّ مجموعة من المجتمع الجزائري تتكلّم بإحدى اللغتين حتى الهجين المستعمل متنوّع أيضا، مضيفا أنّ مسألة الانتماء مهمة والإنسان لا بدّ له من الشعور به، أمّا الوظيفة السيكولوجية للغة فنجدها في الجانب الانفعالي ليضيف أنّ الجزائري المعرّب يسعى إلى تعلّم أبجديات اللغة الفرنسية لأنّه يشعر بعامل نقص نظرا لموقع هذه اللغة في المجتمع الجزائري.
واعتبر لعبيدي أنّ الشاب الذي لا يستطيع أن يعّبر بلغة سليمة سيستعمل العنف، أمّا وظيفة اللغة التكنولوجية فتتمثّل في خزن المعلومات وتلعب هذا الدور بصفة ريادية اللغة الانجليزية، ليشير إلى أنّ اللغة العربية إن لم تلعب نفس الدور ستبقى لغة جامدة، وقال عن اللغة الفرنسية أنها موجودة وبقوّة في الجزائر حتى أنها تمثل لغة شبه رسمية ويتحدّث بها المسؤولون.
أما ايجابيات ازدواجية اللغة في المجتمع الواحد من عدمها، قال المتحدث أنّها قد تكون إيجابية بالنسبة للفرد الواحد ولكنها سيئة للمجتمع برمته، هذا الأخير بحاجة إلى تواصل وإلى حياة اقتصادية واجتماعية متجانسة ليتطوّر.