الفنانة ريم حقيقي

ارتباط بالفن الأصيل والنظيف

ارتباط بالفن الأصيل والنظيف
الفنانة ريم حقيقي
  • القراءات: 985
مريم. ن مريم. ن

تسعى الفنانة المتألقة ريم حقيقي، إلى الالتزام بالفن الراقي ونشره أكثر عند الجمهور الجزائري الذي أصبح في الكثير من الأحيان ينفر من الفن الهابط، الذي يسئ إلى ثقافتنا وذوقنا العام، المعروف بحب الجمال والأصالة والإبداع في اللحن والكلمات. التقت "المساء" مؤخرا، الفنانة ريم في إحدى المناسبات الخاصة بالعاصمة، حيث حضرت العائلات بقوة، واستمتع الجميع ومن كل الأجيال والأعمار بأدائها الرائع. وبدت السيدة ريم في كامل الانسجام مع فرقتها النسوية، التي أتقنت العزف والمرافقة، ناهيك عن مظهرها المحترم والتزامها باللباس التقليدي الذي شد انتباه الحاضرين.

أدت ريم حقيقي في بداية حفلها بعض أغاني الحوزي الكلاسيكي، ثم انتقلت إلى النوع العاصمي، لتنتقي خاصة من ريبيرتوار الراحلة فضيلة الدزيرية، كأغاني "أنا طويري" و"يا بلارج" بصوت شجي وتمكن رائع، وطالبتها السيدات بإعادة بعض المقاطع، كما راحت سيدات أخريات مسنات يرددن هذه الأغاني مع ريم، وأحيانا الرقص على أنغامها، قائلات هذا هو الفن الأصيل الذي اشتقنا لسماعه، وكتحية لهذه العائلات العاصمية، اختارت الفنانة ريم كوكتالا من أشهر الأغاني في الطبع العاصمي ولكبار الفنانين، منهم قروابي واعمر الزاهي والباجي وغيرهم، كما اختارت بعضا من أغاني الراحل درياسة كأغنية "العوامة"، وقالت لـ"المساء"، إنها ظلت تحترم الأستاذ درياسة، كونه مدرسة غنائية جزائرية قائمة بذاتها، ويبقى فنه حيا في قلوب جمهوره، وفي كل ولايات الوطن، والدليل أن الحضور ظل يرددها ولم ينساها. اختارت الفنانة ريم حقيقي أيضا، بعض الأغاني الجزائرية القديمة والجميلة في نوع "الصامبا" و"التويست" وغيرها، يرجع بعضها إلى فترة الستينات، حركت ذاكرة الحضور واستمتع بها كثيرا، وهو الذي لم يعد يسمعها كثيرا في أيامنا هذه.

خلال حديثها لـ"المساء"، قالت الفنانة ريم، إنها سعيدة بلقائها جمهورها العاصمي، خاصة من العائلات التي تظل تطلب الفن الجميل والأصيل الذي عرفت به بلادنا واشتهرت به، كما أبدت استياءها من الترويج للفن الهابط بما يحمله من كلمات لا علاقة لها بالفن، ولا بالقيم والذوق، والذي أصبحت الكثير من عائلاتنا تنفر منه، خاصة في مناسباتها الاجتماعية، حيث تبرز فيها قيمنا وأصالتنا وعاداتنا وتقاليدنا. ما شد انتباه الحضور أيضا، تواضع الفنانة الجميلة ريم وتجاوبها مع الحضور والتزامها بالكلام الطيب وبالسلوك الراقي، تماما كما كان الحال مع مطربات زمن الفن الجميل، كما برزت أيضا إمكانياتها الصوتية، حيث لم تتوقف عن الغناء لساعات، وكان ميزان أدائها مضبوطا وصارما، تماما كما في حفلاتها الرسمية.

حين حديثها لـ"المساء"، عن بعض ذكرياتها الفنية الجميلة، قالت إنها جد فخورة بتمثيلها الجزائر وفنها خارج الحدود، سواء في اللباس التقليدي أو التراث الغنائي الكلاسيكي، كما تذكرت ريم السيدة ليلى مديرة الإنتاج بالتلفزيون سابقا، وعلاقتها الطيبة مع الفنانين، فهي التي شجعتها وأعطت لها فرصة الظهور على الشاشة، لتقابل الجمهور الجزائري الذي أحبها وأحبته. تبقى هذه الفنانة مرتبطة بالتراث الأصيل ليس فقط الأندلسي منه، بل وحتى في طبوع أخرى، حيث أبدعت أيضا في البدوي الوهراني، كما تبقى ملتزمة أمام عمالقة الفن الجزائري الذين صنعوا مجد الأغنية الجزائرية، وعبروا بها الحدود ورسخوا حضورها في ذاكرة الأجيال.