"قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"

اختتام الملتقى الدولي سيرتا "قسنطينة المدينة والمجال"

اختتام الملتقى الدولي سيرتا "قسنطينة المدينة والمجال"
  • القراءات: 1304
زبير. ز زبير. ز
رفع مؤخرا المشاركون في الملتقى الدولي سيرتا "قسنطينة المدينة والمجال" الذي يندرج في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، عددا من التوصيات للجهات المعنية بهدف النهوض بمدينة قسنطينة والرقي بها إلى مصاف العواصم خاصة، وأنها كانت عاصمة للعديد من الحضارات.
ومن أهم التوصيات التي رفعها الملتقى الذي نظمته دائرة الملتقيات والمؤتمرات، والذي احتضن فعالياته فندق الماريوت، حسبما كشف عنه رئيس اللجنة العلمية الأستاذ يوسف عيبش، ضرورة تنسيق العمل بين مختلف الأطراف لمزيد من تسليط الضوء ونفض الغبار على الدلائل العلمية التي تعيد لقسنطينة مكانتها مع التفكير في بناء مشروع علمي، انطلاقا من عمل ميداني يرتكز على إجراء حفريات في مختلف أنحاء قسنطينة بغرض قراءة متجددة لوقعها ومعالمها الأثرية، مع تثمين والحرص على عقد مثل هذه الملتقيات من أجل تشجيع العمل العلمي في تطوير المدن الجزائرية.
واعتبر الأستاذ يوسف عيبش، أن الملتقى قارن عددا من العواصم، على غرار العواصم الجزائرية، مثل تلمسان وبجاية وعواصم مغربية، على غرار فاس والقيروان وعواصم مشرقية، على غرار القاهرة ودمشق بقسنطينة  في محاولة للوقوف على أهم العناصر التي ترتكز عليها المدن المصنفة في مرتبة العواصم وكذا محاولة فهم منظومتها وتركيبتها لتطويريها بعد ذلك وفق المعطيات الموجودة.
وقال رئيس اللجنة العلمية للملتقى؛ إن الإشكالية كانت مزدوجة، حيث طرحت أولا إشكالية المدينة كعاصمة، ثم طرحت بعدها إشكالية المجال، حيث يرى أن المجال هو خلفية المدينة وما عرفته من منعطفات اقتصادية وبشرية وإمكانيات مادية وثروة، جعلت منها تتطور لتكون في مرتبة العواصم.
للإشارة، عرف الملتقى الذي جاء في محاولة لبعث التفكير في سياق المواريث المتراكمة والتذكير بمكانتها في معالجة أصول مدينة قسنطينة وقدرتها على استيعاب الثقافات المختلفة، التي هي أساس صيرورتها وحفاظها على أهميتها في تاريخ المغرب، مشاركة نوعية لمحاضرين من داخل وخارج الوطن، على غرار تونس، المغرب، مصر، سوريا، إيطاليا وفرنسا، وكان فرصة سانحة للتعرف على صورة للحياة المادية والسياسية بقسنطينة في العصور القديمة، بعدما كانت مملكة للنوميديين وعاصمة لمستعمرة الكونفدرالية السيرتية وكذا عاصمة للمقاطعة البونية، كما تم التطرق إلى صورة الحياة خلال فترة الفتح الإسلامي مع الوقوف على طبيعة الدور الذي لعبته إقليميا ومدى تأثيرها ونفوذها على مصير مجالها أو المدن المحيطة بها، بل حتى على مستوى المغرب، كما سمح الملتقى بقياس درجة التفاعل مع الحضارات والمؤثرات الخارجية.
وقد خلص المتدخلون في هذا الملتقى إلى أن قسنطينة، تفتقر إلى التوثيق خاصة وأن العديد من المراحل التي شهدتها المدينة، لم يؤرخ لها بالشكل اللازم، ومر الكتاب والمؤرخون عليها مرور الكرام بكتابات سطحية لم تدقق في نمط المعيشة وقتها، على عكس ما عرفتها العديد من العواصم الكبرى كدمشق بسوريا، القيروان  بتونس وحتى فاس بالمغرب، حيث دعوا إلى مزيد من التنقيب والبحث للحصول على مادة علمية أكثر، يمكنها شرح ونقل صور متعددة لمختلف الحقب لشعوب عاشت ومرت عبر هذه المدينة، بعيدا عن النصوص القديمة المجترة.