دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي بمستغانم

احتفالية بالذكرى الثامنة لتصنيف الشدة التلمسانية

احتفالية بالذكرى الثامنة لتصنيف الشدة التلمسانية
  • القراءات: 1156
مريم. ن مريم. ن

تحتضن دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي بمستغانم إلى غاية 30 ديسمبر الجاري، تظاهرة فنية خاصة بالذكرى الثامنة لتصنيف الشدة التلمسانية بمنظمة يونسكو؛ حيث يتابع الجمهور على الصفحة الإلكترونية لدار الثقافة، مجموعة من النشاطات الخاصة بالتراث والتاريخ، وعرضا يوميا لشريط وثائقي خاص بتاريخ تلمسان، ومنه لباس العروس الشدة.

تُعد الشدة لباسا يروي تاريخ الجزائر، وهو معروف في مدينة تلمسان، تتزين به العروس يوم زفافها، ويصل وزن هذا اللباس أحيانا إلى 15 كلغ؛ لأنه مرصع بعدة أنواع من المجوهرات، ومطرز بخيوط ذهبية. وصُنفت الشدة التلمسانية من طرف منظمة يونسكو، كتراث غير مادي للإنسانية عام 2012؛ لقيمته التاريخية والجمالية والحضارية. وشمل التصنيف أيضا جميع الطقوس والعادات المرافقة للعروس التلمسانية. وتروي بعض القصص الأسطورية للشدة، أن الجوهر الذي يغطي تقريبا كل أعضاء العروس، يحميها من الأرواح الشريرة والحسد. كما أن الشدة تراث ثقافي، يبقى حيا في مناسبات التلمسانيين، لا يتخلون عنه. كما ترتديه بعض بنات ولايات مجاورة، ويفتخرن به. ويقال عن الشدة إنها لباس الملكات بامتياز. والبلوزة عبارة عن فستان حريري مطرز بخيط مغلف بالذهب أو الفضة، ويطلق عليه اسم الفتلة”. ويوضع فوق البلوزة ثوب آخر مطرز أيضا بخيوط الذهب، ويسمى السترة”. ويرصَّع هذا الثوب بالمجوهرات والحلي التي تغطي منطقة الصدر، ويختتم هذا اللباس بـ القفطان”.

ويتألف القفطان أو أرفطان من رداء مستقيم من المخمل يُلبس فوق بلوزة مصنوعة من النسيج اليدوي. وقد نتج هذا الزي التقليدي الأكثر فخامة من بين الأزياء التلمسانية، عن الجمع بين مجموعة واسعة من مستلزمات اللباس والحلي. ويستكمل الزي إضافة إلى فستان البلوزة التحتية، بفوطة وحزام من المنسوج. ولا يُسمح للعروس بارتداء الحزام والفوطة المقلمة إلا بعد انتهاء مراسم الزفاف. وترجع أصول التقليد المتعلق بـ التاج الملكي ـ وهي عبارة عن عمرة مخملية مطرزة ذات شكل مخروطي ـ إلى تاريخ عمرات الرأس النسوية لسكان الحضر في الأندلس، وهي مزيَّنة من حوافها بمنديل من النسيج، ينتهي بخصل حريرية طويلة من الفتول المبرومة يدويا. أما مجموعة المجوهرات التي تغطي الرأس فتشكل هيكلا تراتبيا محكما مرصعا بالأحجار الكريمة يسمى زرارف، ومن تيجان تسمى جباين وزوج من الخراص، تتألف من أحجار كريمة.

ويزيَّن صدر القفطان التلمساني بأعداد كبيرة من أطواق اللؤلؤ أو الجوهر التي تسمى إبزيم، وبعقود من اللوزيات الذهبية، وبسلاسل مظفّرة تسمى كرافاش، وبقلائد من الذهب الأصفر المخرَّم من نوع مسكية وخامسة”. ولقد كان التصنيف بمثابة تشجيع للحوار بين الشعوب والمجتمعات. ويقف عند عراقة اللباس الحضري في الجزائر منذ قرون؛ حيث يعكس الرفاهية والرقي. وللتذكير، فقد أقيم حفل بمقر يونسكو في سنة 2012، أعرب فيه ممثل الجزائر الدائم لدى يونسكو حينها السيد لحسن بسيكري، عن ارتياحه لتسجيل لباس العروس التلمسانية في قائمة التراث الثقافي غير المادي.