معرض الصور الفوتوغرافية برواق "محمد راسم"
احتفالات الخامس جويلية برايات الانتصار

- 654

احتضن رواق "محمد راسم" بالعاصمة، مؤخرا، معرضا للصور الفوتوغرافية، يصور فرحة الاستقلال يوم 5 جويلية 1962، حين خرج الجزائريون إلى الشوارع ليحتفلوا بانتصاراتهم ويستقبلوا جيش التحرير بالزغاريد، رغم الدموع والدماء التي سالت فداء للحرية.
تبرز الصور التي كان أغلبها بالأبيض والأسود، فرحة الحرية، خاصة بالمدن الكبرى، وعلى رأسها العاصمة، حيث بدا وكأن لا جزائريا واحدا بقي في بيته، فالكبار والصغار والرجال والنساء في الشوارع يغنون ويرقصون، ويهتفون باسم الجزائر وجيشها، ويترحمون على من سقطوا في ساحات الشرف.
كانت فرحة استقلال 1962 لا مثيل لها، البعض احتفل بشكل هيستيري، نتيجة هذا الحلم الذي تمنته الأجيال، لما عايشته من استبداد وذل وظلم، ليصبح الخامس جويلية انطلاقة لحياة جديدة، وتوالت عبر الصور مشاهد الاحتفالات، كانت فيها الراية الوطنية العروس المحتفى بها ترفرف في كل مكان ومبنى وبيت وساحة، ولا تخلو منها يد، ناهيك عن الاستعراضات وما فيها من غناء وزغاريد النسوة، خاصة عند وصول الجنود رافعين الرايات الوطنية.
يرسخ هذا المعرض، فكرة أن كتابة التاريخ لا تكون فقط في الوثائق، إنما كذلك عبر الصور الفوتوغرافية الأرشيفية المخلدة للأحداث، وهي تذكير للأجيال اللاحقة بملاحم أجدادهم، الذين تعرضوا لكل أنواع التنكيل خلال الحقبة الاستعمارية. كما استعرضت صور أخرى، أجواء الأحياء في تلك الفترة، منها الأحياء الشعبية بالقصبة وما جاورها، وكيف تزينت للحدث، وكذا بعض الأحياء الأخرى التي كانت حكرا على الأوروبيين، ليدخلها الجزائريون كدليل على استلامها وعودتها لجزائريتها التي فقدتها لعقود.