جائزة "أرتيسيمو ـ مار نوستروم" للقصة القصيرة
احتفاء بالإبداع الجزائري في الذكرى الخامسة والعشرين

- 277

أطلقت مؤسسة "أرتيسيمو"، بالتعاون مع الهيئة الاستثمارية "سود غلوبال"، جائزة "أرتيسيمو ـ مار نوستروم" الوطنية للقصة القصيرة، احتفالًا بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس "أرتيسيمو"، وبمناسبة انطلاقة الهيئة الاستثمارية الجديدة، التي تحمل الرؤية نفسها في دعم المشاريع الثقافية والفنية ذات البعد الإنساني والجمالي.
تأتي هذه المبادرة، لتجسد قناعة لدى المنظمين بأن الثقافة ليست ترفا، بل ركيزة أساسية في بناء الوعي الاجتماعي وترسيخ القيم الجمالية والإبداعية. ففي وقت تتسارع التحولات الرقمية والتكنولوجية، أرادت "أرتيسيمو" أن تعيد الاعتبار للفعل الأدبي الخالص، وللجهد الإبداعي القائم على الخيال الإنساني، من خلال إطلاق مسابقة تشجع على الكتابة الأصيلة والخيال الحر، بعيدا عن الوسائل الاصطناعية أو المساعدة الرقمية، مثل الذكاء الاصطناعي، حسبما ورد في القانون الداخلي للجائزة.
المسابقة مفتوحة أمام جميع الكتاب الجزائريين، الذين تجاوزوا سن الثامنة عشرة، سواء المقيمين في الجزائر أو في المهجر، في ثلاث لغات هي؛ العربية، الأمازيغية والفرنسية. بينما أهم ما يميز هذه الدورة الأولى، اختيار الكاتب لموضوع القصة، في خطوة تعكس الثقة في حرية المبدع، وقدرته على التعبير عن هواجسه وتجربته دون قيود.
وشدد المنظمون على أن القصص المشاركة يجب أن تكون غير منشورة سابقا، وأن تحترم خصائص القصة القصيرة من حيث البناء السردي والتكثيف والإيقاع اللغوي، مع التأكيد على أهمية الأصالة في الموضوع والأسلوب. كما حدد القانون الداخلي للجائزة، أن لا يتجاوز النص القصصي عشر صفحات، مكتوبة بخط "Times New Roman" حجم 14، وبفراغ أسطر 1.15 على ورق "A4" من وجه واحد. ويتعين على المشاركين إرسال أعمالهم بصيغة "PDF" إلى البريد الإلكتروني الرسمي للجائزة: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وذلك قبل منتصف ليلة الجمعة 21 نوفمبر 2025.
ويُرفق النص ببطاقة تعريف تحتوي على المعلومات الأساسية للمؤلف: الاسم الكامل، تاريخ ومكان الميلاد، المهنة، العنوان، ورقم الهاتف، في حين تُحول النصوص إلى لجنة التحكيم مشفرة دون أسماء، لضمان الشفافية التامة في عملية التقييم. أما لجنة التحكيم، فتضم نخبة من الأسماء الأدبية والنقدية المعروفة في الساحة الثقافية الجزائرية، يتقدمهم لزهاري لبتر (رئيسا)، وعضوية مريم قماش، مصطفى بن فضيل، حميد بوحبيب، وبشير مفتي، الذين سيتكفلون بقراءة وتقييم النصوص، وفق معايير فنية دقيقة، تراعي جودة السرد، وعمق الفكرة، وتميز اللغة والأسلوب.
وقد أوضح البيان، أن قرارات اللجنة نهائية وغير قابلة للطعن، لضمان نزاهة المسابقة ومصداقيتها. كما ترصد الجائزة مكافأة مالية قدرها 300 ألف دينار جزائري، لكل فائز عن كل لغة من اللغات الثلاث المعتمدة، أي ثلاث جوائز كبرى تُمنح لأفضل قصة بالعربية، والأمازيغية والفرنسية. على أن يتم الإعلان عن النتائج خلال حفل رسمي، يُقام يوم 12 ديسمبر 2025، بحضور الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم وشخصيات من الوسط الثقافي والإعلامي. بالمقابل، ستتم عملية فتح الأغلفة والتعرف على أسماء الفائزين، تحت إشراف محضر قضائي، في إجراء يعزز الثقة في شفافية المسابقة ومصداقية النتائج.
بهذه المبادرة، تؤكد "أرتيسيمو" و"سود غلوبال"، أن القصة القصيرة ما تزال جنسا أدبيا قادرا على عكس مشاغل المجتمع، وتحويل التفاصيل اليومية إلى أدب. في حين تشكل الجائزة دعوة مفتوحة للكتاب الشباب، ليؤمنوا بقوة الكلمة، وللجمهور كي يعيد اكتشاف الأدب الجزائري بلغاته الثلاث، بما يحمله من تنوع ثقافي ولغوي يعكس ثراء الهوية الوطنية.