وهران

ابتكار تقنية في العروض المسرحية لفئة الصم البكم

ابتكار تقنية في العروض المسرحية لفئة الصم البكم
  • القراءات: 395
ق. ث ق. ث

بادر المخرج المسرحي غفور بوزبوجة هواري، بابتكار تقنية جديدة عند التخاطب مع فئة الصم والبكم على الخشبة، بدون اللجوء إلى لغة الإشارة، حسبما استُفيد من صاحب هذه المبادرة الفنية. وتعتمد هذه التقنية على الألوان عند التخاطب مع الأصم والأبكم لأداء دوره التمثيلي بدون الإخلال بقواعد العمل المسرحي، الذي يتطلب التنسيق بين المشاهد واللوحات المسرحية، والمؤثرات الصوتية والموسيقية، والإضاءة والجمهور، حسبما أبرز المسرحي بوزبوجة رئيس جمعية "تياترو" التابعة للجمعية الثقافية "كواليس" التي تنشط بوهران، لوأج.

ويتم الاستعانة بهذه الطريقة الجديدة في كواليس العرض المسرحي؛ حيث تُستعمل بطاقات تحمل ألوانا مختلفة؛ أي أن كل ممثل له لون خاص به، وترفع عندما يحين دوره لاعتلاء الخشبة وأداء الشخصية المراد تمثيلها، وفق نفس الفنان، الذي ذكر من جهة أخرى، أن هذه التقنية التي تم تطويرها تُستعمل في القاعات التي لا تتوفر على الكشاف الضوئي.

وتبلورت فكرة هذه التقنية في العمل المسرحي الذي أداه تسعة ممثلين من الصم البكم من مدرسة المعاقين سمعيا "واري ناصر" بحي "قمبيطا" بوهران، بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة المصادف لـ3 ديسمبر من كل سنة، حسبما أوضح الفنان، الذي أخرج وصمّم هذا العرض الذي يتناول النضال المستميت للشعب الفلسطيني، وجرائم العدوان الصهيوني.

وكان هذا العرض الذي يُعد أول عمل مسرحي خاص بهذه الفئة، ناجحا بفضل الأداء الجيد لهؤلاء التلاميذ، الذين تجاوبوا مع هذه التقنية الجديدة، وبرهنوا على قدرتهم الفنية في تجسيد مسرحية من مسرح الإيماء (الصامت)، والذي صمم السينوغرافيا العرائسي المشهور سعيد ميسوم، على حد تعبيره.

وتم تجسيد هذا العمل الفني الذي يُعد أول من نوعه، على مستوى وهران، بطلب من مدرسة المعاقين سمعيا، وبمعية طاقم يتشكل من معلم ومربٍّ مختصَّين، ورئيسة مصلحة البيداغوجيا والتربية للمدرسة المذكورة، وفق الفنان بوزبوجة، الذي يعتزم تأسيس أول فرقة مسرحية لفئة الصم البكم. للتذكير، يحوز هذا الفنان المختص في المسرح "الصامت" ، عدة أعمال مسرحية؛ منها "موزاييك" ، و" سيرك المهرجين"، وله عروض في مسرح الشارع، ومسرح الظل.