فنانون جزائريون عرب وأجانب ينعون

إيدير فقيد العالم

إيدير فقيد العالم
  • القراءات: 1723
دليلة مالك دليلة مالك

إثر وفاة سفير الأغنية الأمازيغية في العالم، نعى العديد من الفنانين الجزائريين، وكذا أسماء عربية وغربية رحيل إيدير، وكتبوا كلمات جميلة عنه وعن فنه الأصيل، معبرين عن مواساتهم لعائلته، وهناك من واسى نفسه، وهو ما يعني أن إيدير هز العالم بأعماله، وترك الأثر الخالد من الجيل القديم وميراثا للجيل الحالي والآتي.

من بين من عزى الفقيد، صديقه الفنان الحكيم لونيس آيت منقلات، إذ كتب في صفحته الرسمية على "الفايسبوك"؛ "ضربة قاسية في صباح هذا الربيع الجميل! بالنسبة لي، رحيل إيدير يمثل نهاية حقبة لأغنيتنا". وتابع يقول "في زيارتي الأخيرة، أخبرني أنه من غير المرجح أن يعتلي المنصة مرة أخرى، بسبب تنفسه المساعد بآلات طبية، بدأنا نتخيل طريقة لإخفاء قارورة أكسجين بجانبه على المسرح تسمح له بالغناء بسهولة. تحولت أفكارنا  المزخرفة بروح الدعابة المعروفة إلى الكثير من المرح. لم يكن الموت على جدول الأعمال، ولم يفكر أي منا في ذلك". وختم آيت منقلات "ارقد بسلام يا صديقي، ما تركته يضمن الخلود. خالص التعازي لأولاده وأسرته كلها".

كما كتب نجله جعفر آيت منقلات على صفحته الرسمية بـ"الفايسبوك"، وقال "تعجز الكلمات عن التعبير على حزني الشديد، عندما سمعت النبأ الرهيب بوفاة إيدير. لقد فقدنا فنانا عظيما ندين له بالكثير، رجل عظيم بقلب كبير، لكنه سيبقى دائما معنا. ارقد بسلام يا صديقي. تعازنا المخلصة لأسرته، من أعماق قلبي".

من جهته، عبر الفنان تاكفاريناس عن شعوره بالحزن والانزعاج الشديد عندما علم أن أخاه الأكبر إيدير قد مات (هكذا يصفه)، مقدما تعازيه المخلصة لعائلته ولعالم الموسيقى، وأردف "ما فعله إيدير كان رائعا، فتح أول ألبوم له أبوابا كانت مغلقة منذ قرون، وفتح أبوابا لقرون مستقبلية. شكرا إيدير على كرمك وعلى كل السعادة الموسيقية التي جلبتها لنا، لن ننساك أبدا والأجيال القادمة. ارقد بسلام. أحبك أخي إيدير".

وكتبت الفنانة أمال زان "عزيزي إيدير، لقد منحتنا الكثير من السعادة والفرح، هزت نصوصك وألحانك حياتنا، رافقت احتفالاتنا، وذكرت بأهمية الحفاظ على هويتنا الأمازيغية، ... غنيت الحب والحرية، الكرامة ... تغادر اليوم دون أن تغادر حقا".

الكاتب الروائي ياسمينة خضرة هو الآخر كتب تعزية راقية، جاء فيها "لقد تركنا إيدير. ذهب على رؤوس أصابعه حتى لا يزعج أحدا. غيابه سيكون بالنسبة لنا، الجزائريين، ومعجبيه في كل مكان، لحظة رائعة من التأمل. أما صمته المميت، فقد كان مهذبا فقط".

واسترسل ياسمينة خضرا يقول "قابلت إيدير ثلاث مرات. الأولى، في شاطئ شنوة في نهاية الستينات. والثانية، في المركز الثقافي الجزائري في باريس الذي أدرته، عندما وافق على إحياء حفلين على التوالي، حيث كان الطلب هائلا وكانت القاعة صغيرة جدا. أما المرة الثالثة، فكانت خلال حفل موسيقي دعاني إليه، أنا وزوجتي وأطفالي في بروفانس بفرنسا. لكن أفضل ذكرياتي حدثت في الهند، في مهرجان للكتاب، قبل عقد من الزمان، خلال أمسية احتفالية على شرفي، وأثناء العشاء، أطلت فرقة من الراقصين في الساري باليه رائعا، بينما غنى الجوق "أفافا إنوفا" باللغة الهندية. كانت مفاجأة جميلة جدا".

ختم الكاتب "ارقد بسلام يا إيدير. ونم جيدا. سنواصل أحلامك من خلال الاستماع إلى الأغاني التي تركتها لنا كتراث".

تحدث المغني الفرنسي باتريك برويال على "الفايسبوك" تكريما لإيدير، وقال عنه "ترك إيدير أثرا في ومسني وأبهرني بفكره ومسيرته، وشرفني لما طلب مني المشاركة في ألبومه الأخير هنا وهناك، واخترت أغنية "دموع أبيه" لأدائها، لأن هذه الأغنية تحمل الكثير من المعاني بالنسبة لي، خاصة أننا نتشارك معا في الهوية الأمازيغية".

أضاف برويال "تقاسمنا الكثير من الأشياء معا، منها الصعود في المنصة للغناء معا"، وعبر عن ندمه بسبب عدم قدومه للجزائر مع إيدير في 2018، لأنه كان مشغولا في عمل فني آخر. وقال لمحبيه "من لا يعرف إيدير أدعوه لاكتشاف أغانية وفكره، إنه رجل سلام رائع".

أما الفنان القبائلي زدك مولود، فقال "تبدو الكلمات فارغة، لاغية ورقيقة للتحدث عن صديقي الفنان إيدير الذي رحل ليلة السبت الماضية، بعد أن قاوم بكرامة المرض الذي أصابه لبعض الوقت. كان بمثابة النصب التذكاري للموسيقى القبائلية، وسفيرا مستنيرا لثقافتنا في أركان العالم الأربعة، وقد جذبت أغانيه أجيالا كاملة. إنه شاعر، رجل سلام، صوت محترم، مغني أحدث ثورة في الموسيقى القبائلية بإسقاطها في مدار الموسيقى العالمية دون أن تفقد أي شيء من أصالتها. شجعتني أغانيه التي هزت طفولتي على دفع الأغنية واتباع مسارها. لإظهار إعجابي به، خططت لربطه بإنتاج ألبومي الأخير، إذا لم تتدهور صحته في تلك الأثناء. غادر إيدير المغني، لكن أعماله ستغنى لفترة طويلة هنا، وفي أماكن أخرى". وختم زدك مولود "في هذه المحنة المؤلمة، أقدم تعازي الصادقة لأسرته وأؤكد تعاطفي العميق. وألمهم هو ألمي أيضا".

من جانبه، قدم المطرب علي عمران تعازيه الخالصة لأسرته وأصدقائه وجميع أفراد الأسرة الفنية، وقال "رحل إيدير العظيم، لكن عمله غني جدا لدرجة أنه لن ينفد ما دامت الحياة، سيكون هناك دائما، كما لو كان يردد اسم الفنان الذي اختاره".

عربيا، نعت الفنانة نسرين طافش، الفنان الجزائرى إيدير، وغردت نسرين عبر حسابها على "تويتر" قائلة "إيدير.. أسطورة جزائرية لن تتكرر .. السلام لروحك.. الله يصبر ذويه ومحبيه"، كما كتبت المغنية المغربية أسماء لمنور على "تويتر"؛ "إيدير مبدع "أفافا ينوفا" يودعنا بعد صراعه مع المرض، يرحمه الله، إنا لله وإنا إليه راجعون".

كتب المخرج المسرحي شوقي بوزيد ناعيا الفقيد "لقد تغلغلت كل هذا المد فينا، فلم يعد في استطاعتك الرحيل، كم هو حار شتاؤك ومسك نسمة تلف أرواحنا، كالأغلبية من أترابي في شبابنا لم أكن أفهم ما كنت تقول، لكن ذلك الشيء الغريب الذي ينبعث من صوتك ونوتاتك كان يشدني، أرأيت الآن أنك لم يعد في مقدورك الرحيل، كيف ترحل!!؟ هكذا ببساطة تراها، جسدك هزيل جدا لا يستطيع أن يحمل معه جيلين كاملين، ولا حتى حقائب الفن لن تمكنك من حمل الجيلين وأحلامهم معهم، كيف تراك فكرت في الرحيل، وكيف صدقوك وآمنوا أن أمثالك يرحلون؟ أنت باق فينا ليس باستطاعتك الرحيل، مع الأسف، ليس بإمكاننا مساعدتك على الرحيل عنا".

وقالت منظمة "اليونيسكو"؛ إن وفاة الفنان الجزائري حميد شريط، المعروف عالميا باسم إيدير، سفير الأغنية الأمازيغية ولغته الأم وثقافته العريقة، خسارة لنا جميعا.

عبرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر في صفحتها الرسمية على "الفايسبوك"، بخصوص رحيل إيدير "تلقينا يبالغ الحزن والأسى نبأ وفاة أسطورة الموسيقى الجزائرية إيدير، يوم السبت. لقد فقد العالم صوتا للتسامح والتنوع، لكن رسالته ستبقى خالدة للأبد".