تستعد مديرية الثقافة لولاية وهران، لإطلاق أول حظيرة ثقافية بالجزائر بحديقة ابن باديس التاريخية والمعروفة بـ«حديقة بروموند دولوتان»، المصنفة كإرث ثقافي وطني، كما ستضم عدة مشاريع ثقافية لاستقطاب المواهب وفتح المجال للنشاط الثقافي بها.

حسب مصدر من مصلحة التراث بمديرية الثقافة لولاية وهران، فإن المبادرة جاءت من منطلق حاجة وهران لحظيرة ثقافية تكون في مستوى عاصمة الغرب الجزائري، بالنظر للمواهب والتراث الكبير الذي تتوفر عليه الولاية، إلى جانب المواعيد الهامة التي تنتظر الولاية، وعلى رأسها الموعد القاري الخاص بألعاب البحر الأبيض المتوسط.

وجاء اختيار الموقع، كون الحديقة تقع بقلب مدينة وهران وتضم عدة معالم تاريخية، كما أنها تمثل أكبر مساحة بالمدينة، علاوة على إطلالتها على البحر، مما يجعلها أنسب منطقة لاحتضان المشروع الهام الذي بلغت نسبة دراسته التقنية 90 بالمائة، كما سيتم خلال الأسابيع القادمة عرض الدراسة الكاملة على المجلس الشعبي الولائي للمصادقة عليها. وشرعت مديرية الثقافة لولاية وهران، في إعادة الاعتبار لعدة مواقع أثرية مصنفة والتي بقيت لسنوات عرضة للإهمال

والتخريب على غرار موقع «بورتيوس ماغينوس» بمنطقة بطيوة والذي يعد تراث إنساني عالمي، حيث تم الانتهاء من الدراسة التقنية الخاصة به، فضلا عن موقع أربريانا الذي دخل المرحلة الأولى من الدراسة التي ستسلم لاحقا، فيما استلمت مصلحة التراث بمديرية الثقافة رسميا، دراسة إعادة الاعتبار لبوابة «كرفان ساري» والتي تعد من الشواهد التاريخية بولاية وهران والتي تعرضت للتخريب منذ سنوات، حيث تركت البوابة مرمية بحديقة ابن باديس، وفي هذا سيقوم مكتب الدراسات بعد الدراسة التقنية المقترحة بإنجاز منحوتات خاصة ببعض الحجارة التي فقدت أو خربت لإعادة الباب لطبيعته الأولى.

وبخصوص حصن «ألكازار» الموجود بقلب مدينة وهران والذي يتوسط هيكل فندق شاطوناف وقصر الباي وحديقة ابن باديس، كشف المصدر من مصلحة التراث بأن الدراسة التقنية قد تم إطلاقها منذ أكثر من سنة من طرف مديرية التعمير وذ البناء لولاية وهران، وقد تمت مراسلة الوزارة بخصوص المصادقة على الدراسة، للشروع في عملية التهيئة وإعادة الاعتبار للموقع التاريخي المصنفة، كما أكدت المصادر بأن ولاية وهران تتوفر اليوم على 32 موقعا مصنفا من طرف الوزارة واليونسكو.

وعن المقر الجديد لمديرية الثقافة لولاية وهران، فسيتم عن قريب إعادة بعث أشغال المقر الذي توقفت أشغاله منذ أكثر من سنة والواقع بالحي الإداري أحمد بن أحمد ببلدية بئر الجير بعد مصادقة الولاية على تخصيص غلاف مالي للمشروع.