الدورة السادسة لأيام السينما

إنتاجات جديدة وتحية للراحل عبدو بوزيان

إنتاجات جديدة وتحية للراحل عبدو بوزيان
  • القراءات: 1056
مريم. ن مريم. ن

تنطلق غدا الخميس بقاعة "الموقار" فعاليات الأيام السينمائية في دورتها السادسة التي تمتد إلى غاية الثامن فيفري الجاري، بمشاركة 12 فيلما جزائريا قصيرا تُعرض لأوّل مرة بالجزائر، وكذا عدّة أفلام وثائقية أجنبية، أغلبها أُنتجت بين 2014 و2015. كما تخصّص الدورة وقفة تكريمية للراحل عبدو بوزيان، الذي تعاطى الفن السابع، واشتغل لسنوات على النقد السينمائي. ومن المنتظر مشاركة 16 فيلما وثائقيا و14 فيلما قصيرا تمثل 10 بلدان، منها تونس والمغرب وسويسرا ومصر وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة، وكذا 10 أفلام جزائرية من إنتاج مشترك. ويحضر أيضا مخرجون جزائريون منهم إلياس سالم.

كما تحضر المخرجة اللبنانية فرح علامة بفيلمها الجديد "فيلم جزائري"، وستدخل به المنافسة الرسمية، ويتناول واقع السينما في الجزائر؛ من خلال تقديم وجهة نظر صنّاع الفن السابع عندنا، على غرار بشير درايس ومرزاق علواش والممثلة عديلة بن دمراد وغيرهم. وسبق للمخرجة وأن أنجزت فيلما عن الراحل دحمان الحراشي بعنوان "ثورة الحراشي". وتتضمّن الفعالية أيضا موائد مستديرة تتناول الشؤون السينمائية والتجارب الإخراجية ومسألة النقد السينمائي المحترف، كما هي الحال بالنسبة لندوة خاصة بالنقد، تنظَّم صباح الأحد بالسينماتيك.

تقف الدورة عند روح الفقيد عبدو بوزيان (عبدو – بي) لتكرّمه على إسهاماته في عالم الفن السابع؛ حيث كان قد أسّس مجلته المعروفة "الشاشتان" التي تُعنى بهذا الفن وبقي يديرها إلى غاية سنة 1984. ويُعدّ عبدو بوزيان..أو كما كان يناديه العامة من الناس والعاملون في التلفزيون بـ "عبدو.ب"، اسما كبيرا في الإعلام المكتوب والمرئي في الجزائر، حيث وُضع الراحل على رأس التلفزيون الجزائري في بداية التسعينيات، فكان منارة للإعلام الحرّ والمتفتّح والاحترافي قبل دخول الجزائر في نفق العشرية السوداء. كما قدّم بوزيان الكثير للتلفزيون الجزائري، وأخرجه من الرتابة والرداءة، فبدأ بزيادة ساعات البث إلى 24 ساعة، وهي سابقة في التلفزيونات العربية.

تبنّى الراحل أيضا الشباب وقتها، وهم نجوم في أكبر الفضائيات العربية والعالمية اليوم. وقدّم التلفزيون وقتها أقوى البرامج السياسية التي ذاع صيتها خارج الوطن، وكتبت عنها الكثير من الصحف العربية، كما كان وراء بثّ أوّل برنامج صباحي في الوطن العربي، وهو "صباحيات" من تقديم عفيفة معلم سنة 1991، والذي نُقلت نسخته وفقراته إلى أكبر القنوات العربية بعد 1994. ونافس التلفزيون الجزائري حينها وبفضل هذه القامة الإعلامية والثقافية وبقناة واحدة، خمس قنوات فضائية فرنسية قوية فنيا، تتوجه إلى الجمهور الجزائري.

واهتم الراحل نتيجة تكوينه وخبرته في السمعي البصري، بالشاشة الفضية، ولذلك مارس النقد الأكاديمي المحترف، وقدّم قراءات لمختلف الأعمال المنتجة في الداخل والخارج، وتناول أيضا الصناعة السينمائية عندنا. بالمناسبة أيضا، قرّر منظّمو هذه الطبعة التي ستحتضن فعالياتها قاعتا "الموقار" و"السينماتيك"، استحداث جائزة النقد بتتويج أحسن عمل نقدي. للتذكير، فقد انطلقت الطبعة الأولى لهذه الطبعة التي تسمى "لنا الشاشات" في سنة 2009 وتأجلت السنة الفارطة لأسباب مادية، وها هي تعود بكامل قوّتها وبدعم كبير خلال هذه الدورة.