"الجزائر عاصمة الثورة من فانون إلى الفهود السود"

إلين مختفي تقدم شهادة مهمة عن فرانس فانون

إلين مختفي تقدم شهادة مهمة عن فرانس فانون
  • القراءات: 811
❊دليلة مالك ❊دليلة مالك

قالت المناضلة الأمريكية إلين مختفي التي ساندت ودعمت الثورة الجزائرية ضد المحتل الفرنسي، قالت، أول أمس في ندوة نُظمت بالصالون الدولي للكتاب 24، إن مؤلَّفها الجديد "الجزائر عاصمة الثورة من فانون إلى الفهود السود" عن منشورات "البرزخ"، يقدم شهادة عن الراحل فرانس فانون.

عادت إلين مختفي في حديثها عن فرانس فانون، إلى اللقاء الأول؛ لقاء التعارف الذي جمعها بهذا المناضل في صفوف جبهة التحرير الوطني. وقالت إن "الحديث عن فانون صعب جدا، فانون شخصية رمز، ومناضل". وأضافت المتحدثة: "كنت رفقة ثلاثة جزائريين آخرين التقيتهم على الحدود المالية الجزائرية للمشاركة في إحدى الندوات الدولية أثناء حرب التحرير الجزائرية". واستطردت قائلة: "قطعنا المسافة على ظهور الجمال، دامت الندوة حوالي أسبوع. توطدت العلاقة مع فرانس فانون، وأصبحنا نتحدث عن قضايا متعددة، ونلتقي باستمرار".

وفي كلمتها قالت أيضا: "لقد قابلت فرانس فانون الذي تربطني به صداقة كبيرة". وبناءً على ذلك كان بينهما، حسب رأيها، "تبادل الأفكار والالتزام على المستوى السياسي والإنساني".

وتروي المتحدثة عن فانون أنه كان رجلا متكاملا، يتحدث دائما عن السياسة، التقى العديد من الشخصيات الإفريقية وقتها؛ من رؤساء ورؤساء حركات التحرر. ولم تُخف أنها عندما كانت تعمل في مكتب جبهة التحرير الوطني (الحكومة المؤقتة) بنيويورك، كان فانون يعالج في أحد المستشفيات بواشنطن، وكانت تزوره كل أسبوع. وبهذا الشأن أكدت: "كان فانون مريضا جدا، وتوفي في ديسمبر 1961 وعمره لا يتجاوز 37 عاما". وتحدثت مختفي عن نفسها قائلة إن التزامها بالقضية الجزائرية كان مبكرا. واشتغلت مطولا على حملتها من أجل الاستقلال من المحتل الفرنسي"؛ إذ عاشت إلين مختفي في الجزائر مدة 12 عامًا؛ من 1962 إلى 1974، وهي ليست مجرد شاهد عيان، بل أيضًا صانعة للتاريخ. وفي كتابها تمنح القراء ذاكرة الجزائر، بما في ذلك فترة مهرجان باناف أو المهرجان الثقافي الإفريقي. كما تحدثت إلين مختفي المتعلقة بالجزائر وتاريخها، عن الفترة التي عملت فيها في مكتب جبهة التحرير الوطني في نيويورك. وأكدت أن هذا المكتب "لعب دورًا لا يصدق على الجبهة الدبلوماسية والإعلامية، وكان يقوم بالكثير من العمل لرفع الوعي بالكفاح الجزائري من أجل الاستقلال، كل أعضاء المكتب كانوا مخلصين للقضية الجزائرية".

وفي ما يتعلق بكتابها قالت إيلين مختفي إنه ناتج عن تجربة مازالت تشعر بها حتى الآن. ولازالت الصور مطبوعة في ذاكرتها والعديد من التجارب التي تحتفظ بها في الذاكرة.

وكان للكتاب الذي صدر أولاً في الولايات المتحدة، ثم في فرنسا والجزائر، تأثير مهم للغاية، لاسيما في الأوساط الأكاديمية، حيث "أجريت العديد من الدراسات حول الجزائر وحرب التحرير". واختتمت إلين مختفي تقول: "حرب استقلال الجزائر فريدة من نوعها في العالم".