الدكتور السوداني عبد الخالق فضل رحمة الله لـ«المساء»:

إقبال كبير من السودانيين على التعليم المفتوح

إقبال كبير من السودانيين على التعليم المفتوح
  • القراءات: 848
حاورته: لطيفة داريب حاورته: لطيفة داريب

عبد الخالق فضل رحمة الله، عميد الدراسات العليا بجامعة سودان المفتوحة، شارك في الملتقى الدولي للتعليم عن بعد، «الجزائر أنموذجا» الذي نظم في الفترة الأخيرة بجامعة تيزي وزو (مخبر الممارسات اللغوية)، بمداخلة «تجارب الجامعات السودانية في التعليم المفتوح (جامعة السودان أنموذجا)»، فكانت فرصة لـ«المساء» لإجراء حوار معه.

❊ حدثنا عن الجامعة المفتوحة للسودان التي تشغل فيها منصب عميد الدراسات العليا؟

❊❊ أنشئت جامعة السودان المفتوحة سنة 2002، وبالرغم من نشأتها الحديثة، إلا أنها خطت خطوات كبيرة في هذا المجال من التعليم. كما أنها تتمركز في العاصمة خرطوم ولها عدة لواحق في 18 ولاية شمالية للبلد الذي يضم أكثر من 36 جامعة حكومية و20 جامعة خاصة. علاوة على تميزها ببنية تحتية كبيرة باعتبارها تملك إذاعة خاصة بها وتلفزيونا تعليميا ومطبعة.

❊ ما الفرق بين التعليم عن بعد والتعليم المفتوح؟

❊❊ هناك فرق أولا بين التعليم الوجاهي والمفتوح، ونعني بالأول أن يدرس الطلاب داخل القسم ويتواصلون مباشرة مع الأستاذ، أما التعليم الثاني فيقصد به الفصل بين الطالب والمعلم، رغم أنهما قد يشتركان في نفس المقرر والمنهج. في المقابل، هناك تعليم عن بعد وآخر مفتوح، الأول يدرس الطالب عن بعد ويشترط فيه حضوره إلى الجامعة للامتحان، أما المفتوح فينتقل الامتحان إليه، أي أنه يعتمد كليا على الوسائط التعليمية التي أُسست خصيصا له، وكأن الأستاذ موجود فيها.

❊ هل يشهد هذا النوع من التعليم إقبالا من طرف السودانيين؟

❊❊ نعم يوجد إقبال كبير على هذا النمط التعليمي، حيث أن جامعتنا تضم منذ نشأتها أكثر من 100 ألف طالب، كما شهدت تخرج أزيد من 50 ألف طالب. وأضيف أن معظم تخصصاتنا تمس العلوم الإنسانية، مثل العلوم الإدارية والقانونية، وكذا علوم الحاسوب وتقنية المعلومات وبرمجة الهندسيات، كما تضم الجامعة عدة مراكز تعليمية، مثل المركز الخاص بالناطقين بغير اللغة العربية وآخر للإنجليزية وغيرها. كما أؤكد أن الإقبال الكبير على جامعتنا مرده عدم قدرة الكثيرين، حتى موظفين كبار من مواصلة دراستهم الجامعية بسبب شساعة البلد أو حتى لظروف اقتصادية واجتماعية معينة، فوجدوا في هذه الجامعة ضالتهم ليواصلوا الدراسة وهم في مقر عملهم أو بيوتهم.

❊ هل تعتمدون على التدريس بالمراسلة أم عن طريق وسائط تكنولوجية حديثة؟

❊❊ تتم الدراسة اعتمادا على وسائط تعليمية متعددة وليس عن طريق المراسلة، حيث تم تصميم مقررات وكتب خصيصا للتناسب مع التعليم المفتوح، وهو ما أثمرت عنه العديد من الدورات التكوينية التي أجريناها في دول عُرفت بهذا النمط التعليمي، مثل جنوب إفريقيا. وفي هذا السياق، تملك الجامعة أكثر من 430 كتابا يعنى بجميع تخصصات التعليم المفتوح. كما أن هناك مقررات في شكل تسجيلات إذاعية وتلفزيونية تقدم في أقراص مدمجة، كما هناك أيضا أشرطة كاسيت مخصصة لطالبي اللغة الإنجليزية، إضافة إلى مواقع تفاعلية من خلال التلفيزيون والإذاعة و«السكايب»، يتواصل من خلالها الطلاب. علاوة على تخصيصنا لساعات محددة من 6 إلى 12 ساعة، حيث يتقابل فيها الطالب مع الأستاذ لمناقشة الأفكار والمناهج. 

❊ هل يتلقى أساتذة الجامعة المفتوحة تكوينا خاصا؟

❊❊ أساتذة الجامعة المفتوحة كانوا في البداية منتميين إلى جامعات أخرى، وبما أن التعليم عن بعد مختلف، كان لا بد من تكوينهم سواء داخل البلد أو خارجه. في المقابل، هناك نوعان من الأساتذة، فهناك ثابتون في الجامعة وهم قليلون، وهناك أساتذة نتعاون معهم من الجامعات الأخرى، حيث نستفيد منهم بالأخص في الامتحانات.

❊ ماذا عن الاهتمام بالأطوار الأخرى في مجال التعليم عن بعد والمفتوح؟

❊❊ وضعنا برنامجا خاصا بالذين لم يتلقوا تعليما ابتدائيا، أطلقنا عليه تسمية «المنهج البديل» أو «المنهج التعويضي»، وهو برنامج قلص السنوات الثمانية للدارسة إلى أربع سنوات، وقد استفاد منه الكثيرون، خاصة الذين يعيشون في المناطق الحدودية مع إثيوبيا وأريتريا، لكننا لم نضع بعد برنامجا خاصا بالطور الثانوي.

❊ هل تتعاون جامعتكم مع الجامعات الجزائرية؟

❊❊ لدينا علاقات مع الدول التي تضم جامعات مفتوحة، كما أننا ننتمي إلى رابطة الجامعات المفتوحة على مستوى العالم العربي والإفريقي والإسلامي، لكن ليست لدينا علاقات مع جامعات جزائرية، وفي هذا السياق، أرجو أن تُفعل العلاقات بين البلدين والتي حسب وجهة نظري، ليست بالمستوى المطلوب. أذكر أن الشعب السوداني وقف مع المنتخب الجزائري لكرة القدم في المباراة الفاصلة في أم درمان، فهيا لنفّعل علاقاتنا في مجالات أخرى.