في وقفة تضامنية مع غزة الجريحة بوهران

إعلاميون ينظمون ندوة حول القضية الفلسطينية

إعلاميون ينظمون ندوة حول القضية الفلسطينية
  • القراءات: 742
 خ.نافع خ.نافع
أجمع المشاركون أول أمس في الندوة الفكرية التي نظمتها مجموعة من الإعلاميين بمكتب فتح لمنظمة التحرير الفلسطينية بوهران، على نشر صورة موّحدة للقضية الفلسطينية في الإعلام الجزائري والعربي، وهذا عبر مختلف المنابر الإعلامية بهذه الدول.
شدد المتدخلون بالندوة التي نشطها كل من الدكتور عبد العزيز بن طرمول، والكاتب والصحفي بوكالة الأنباء الجزائرية جيلالي عباسة، والمناضل الفلسطيني عابد مروان ممثل العلاقات الخارجية في إقليم فتح وممثل الجالية الفلسطينية في الغرب الجزائري، على ضرورة توحيد المفاهيم بما يحقق وحدة القضية الفلسطينية وثوابتها المركزية والجوهرية وهذا لمواجهة انحياز الإعلام الغربي المأجور وبعض الإعلام العربي للعدو الصهيوني.
وفي هذا السياق، أبدى السيد عابد مروان أسفه من الصورة السلبية التي يصنعها الإعلام الغربي والعربي بتقديم الشعب الفلسطيني منذ سنوات خلت على أنه «شعب مجزأ، مقسم ويعيش في شكل عشائر وعائلات متفرقة وغير موحدة»، موضحا أن هذه النظرة خاطئة، الهدف منها تضليل الرأي العام العربي والإسلامي، وغرس هذه الفكرة عند المجتمع العربي، على اعتبار أنه لا جدوى من الدفاع عن الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، بل يجب تركه لوحده يعاني ويلات الشتات والانقسام، من منطلق أنه لا يقبل العيش في دولة مستقلة تحكمها مؤسسات شرعية ودستورية.
كما أشار في سياق آخر، إلى أن جميع الفلسطينيين كانوا على علم مسبق بالعدوان الصهيوني على غزة، لاسيما بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وحتى البلدية، وهو ما أغضب كثيرا الساسة في إسرائيل، مضيفا أن الحرب الغاشمة على قطاع غزة، ما هي إلا ردة فعل صهيونية، بعد قيام الفرقاء الفلسطينيين بوضع حد نهائي لحالة الانقسام التي كانوا يعانون منها لسنوات طويلة، وهو الأمر الذي لا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني ويقف حجرة عثرة أمام مشروعه التوسعي والاستيطاني.
كما دعا نفس المتحدث في سياق مداخلته إلى ضرورة العمل بحذر مع القضية الفلسطينية، وعدم الانجرار وراء كل ما يفتت وحدة الشعب الفلسطيني الذي يناضل ويكافح منذ نشأة الكيان الصهيوني، أي أزيد من نصف قرن من أجل هدف واحد وموّحد ألا وهو إنهاء الاحتلال وإعلان الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
من جهته، أكد الدكتور بن طرمول عبد العزيز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة وهران، أن العدوان الإرهابي الإسرائيلي على غزة فضح بعض الأنظمة العربية العميلة والمتواطئة بالصمت أو بالرضوخ للأمر الواقع، وأظهر بالفعل من هو مع فلسطين ومن ضدها، مضيفا أن حرب الإبادة على القطاع، أكدت أنها أبعد أن تكون حرب طائرات F16 وتصيب أهدافا مدنية في غزة، بل أنها حرب إعلامية استخدم فيها الكثير من التضليل والعبث الإعلامي غير الموضوعي والمنحاز لإسرائيل.
وأكد بن طرمول أن إسرائيل أثبتت مجددا بأنها دولة إرهابية بامتياز، وبات على المجتمع المدني في العالم أجمع، التحرك من أجل تحويل ملف السياسيين الصهاينة إلى المحاكم الجنائية الدولية، للشروع في محاكمتهم كمجرمي حرب، ليضيف أن محور المقاومة أثبت بالفعل قدرته على التصدي ومجابهة المؤامرات الصهيو- أمريكية، وأنه يجب دعم الفكر المقاوم حتى يكون حصنا منيعا وقويا نحتمي به ونرد به عدوان ومكائد أعداء الأمة العربية والإسلامية.
كما شدد في ختام كلمته على بضرورة عدم تجريد المقاومة من السلاح والتفاوض في القاهرة على رفع الحصار وليس وقف إطلاق النار والقتال بين الطرفين، وضرورة التفاوض من منطلق القوة وليس الضعف والاستسلام لإملاءات العدو الإسرائيلي والدول المتحالفة معه وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي نفس السياق، أوضح الكاتب الصحفي بوكالة الأنباء الجزائرية السيد جيلالي عباسة، بأن الإعلام أضحى أكبر أدوات تحريك القضايا وتوجيه الآراء، من خلال استراتيجيات إعلامية تصنعها مختلف المخابر الغربية، وأضاف أن هذه الحرب الناعمة ازدادت حدّة مع وصول المحافظين الجدد إلى البيت الأبيض، موضحا أن العدوان الذي أنفقت عليه الملايير من الدولارات أضحى ينشط قبل، أثناء وبعد الحرب، ويشتمل على الكثير من الرموز والأفكار المضللة غير الموضوعية.
كما أشاد في الصدد ذاته بالهبة الشعبية والرسمية في الجزائر، واصفا إيّاها بأنها دليل آخر على الانتماء العربي الوطني القومي للجزائريين، داعيا في نفس الوقت الإعلاميين الجزائريين والعرب إلى دعم القضية الفلسطينية بمختلف الوسائل المتاحة، لاسيما الإلكترونية على غرار مواقع التواصل الاجتماعي التي أثبتت نجاعتها وفعاليتها في فضح الكثير من الممارسات والمخططات المرسومة في منطقة الشرق الأوسط، التي لا تبشر بالخير وإنما هي مخططات آثمة تعمد إلى تقسيم البلدان وترتكز في ذلك على إذكاء الفتن العرقية والطائفية، كما هو حاصل في العديد من الأقطار العربية على غرار سوريا والعراق، باستخدام تنظيمات إرهابية كمعاول للهدم وبلوغ الغايات، لاسيما في الدول العربية التي تنهج الخط المقاوم.
وأشار المتحدث إلى ظهور ما بات يسمى حاليا في وسائل الإعلام بـ«الربيع العربي»، الذي تحول بمرور الوقت بهذه الدول إلى شتاء عربي عاصف ومدمر قضى على ملامح كثير من الدول وأنهى استقرارها ونماءها الاقتصادي إلى الأبد وأضعف بنيتها التحتية، لاسيما الاقتصادية منها، مما جعلها لا تستطيع النهوض مجددا وعزلها سياسيا وإقليميا أيضا.