مدير متحف زبانة على هامش درس تكويني:

إعادة تنظيم 20 ألف تحفة

إعادة تنظيم 20 ألف تحفة
  • القراءات: 855
ق.ث/ الوكالات ق.ث/ الوكالات

 ستستهدف عملية إعادة تنظيم مجموعات المخازن للمتحف الوطني "أحمد زبانة" بوهران زهاء 20 ألف تحفة من ضمن حوالي 200 ألف مجموعة يزخر بها المرفق، كما ستخص هذه العملية المجموعات الأثرية والإتنوغرافية والفنون، حسبما أوضحه صالح أمقران، مدير المتحف على هامش درس تكويني حول "إعادة تنظيم مجموعات المخازن".

تندرج إعادة تنظيم مجموعات المخازن لمتحف "أحمد زبانة" ضمن الشق التطبيقي لهذا اللقاء التكويني الذي سيتواصل إلى 23 جوان الجاري، بمشاركة فريق من الشباب المحافظين لزهاء 20 مؤسسة متحفية عبر الوطن.

كما يعتبر هذا التكوين الذي يشرف على تأطيره خبير من المركز الدولي للدراسات بهدف الحفاظ وترميم الممتلكات الثقافية الكائن بإيطاليا، فرصة لإعادة تنظيم هذه المجموعات المتحفية وفق الطرق والتقنيات المعتمدة عبر العالم، يضيف  المسؤول. 

وتتلخص أهداف هذه العملية في تسهيل المهام لفريق متحف "أحمد زبانة" في مجال حفظ مجموعات المخازن التي توجد في "حالة جيدة" وتسييرها بشكل أحسن، لاسيما أن هذه المؤسسة تعرف "ضيقا" في المقر، مما يسمح باسترجاع الفضاءات وتخصيصها لأنشطة أخرى، كون المتحف ليس فقط معارض وإنما مخابر للصيانة والمراقبة وغيرها.

كما ستسمح إعادة التنظيم بمعرفة أحسن لمجموعات المخازن وإعادة جردها والقيام بمراجعة عامة لها وإعادة تجديد المعارض في نفس المؤسسة المتحفية وتعريف الجمهور بها لأن المتحف موقع ديناميكي وحي، يضيف نفس المسؤول. 

من جهة أخرى، فإن الهدف من هذا الدرس التكويني الذي يدخل في إطار التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي يكمن في تكوين العامل البشري وتمكينه من اكتساب تقنيات في مجال تنظيم وتهيئة مجموعات المخازن وفق المعايير الدولية،   يقول صالح أمقران. 

يدخل هذا اللقاء في إطار برنامج الدعم لحماية وتثمين التراث الثقافي الجزائري الذي يتضمن تعليم طرق جرد المجموعات والمعالم التاريخية والتراث الثقافي اللامادي وتعليم مكوني التكوين المهني في المهن الثراتية والتكوين المتواصل الذي يخص إطارات المتاحف، حسبما ذكره المكلف بالتكوين في مجال دعم والمحافظة على التراث الثقافي في وزارة الثقافة، السيد قصاب عبد القادر.  

يتناول هذا النمط من التكوين عدة مواضيع، منها تسيير المجموعات ونقل وتغليف المجموعات وإعادة تنظيم مجموعات المخازن لمتحف "أحمد زبانة" الذي يحوي على أكبر مخازن للمجموعات، ويعد أكبر متحف عبر الوطن، استنادا للسيد قصاب. 

للإشارة، المتحف الوطني أحمد زبانة الواقع وسط مدينة وهران، أنشأته سنة 1885 مؤسسة علمية مشهورة آنذاك هي مؤسسة "الجغرافيا والآثار لمقاطعة وهران". وتعود فكرة إنشاء المتحف في المدينة للقائد دوماغ (المهتم بالآثار والنقوش)، الذي جمع في عام 1882 أشياء مختلفة مقسمة إلى ثلاثة أقسام: عملات (13 قطعة)، أثار رومانية وإفريقية (16 قطعة) وتاريخ طبيعي. 

وأضيفت إليها عند افتتاح المتحف قطعتي فسيفساء رومانية رائعتين لبورتوس ماغنوس نقلت من موقع "أرزيو القديمة"  بلدية سان لوي (بطيوة حاليا): فسيفساء كبيرة من أربعة جداول، وصغير يمثل رحيل باخوس للهند، ثم إضافة أقسام أخرى لاحقا، قسم لعصور ما قبل التاريخ والإثنوغرافيا وأقسام الرسم والنحت والرسوم والنقوش الأصلية.

كما تجلت الحاجة لمبنى مناسب، فبني المقر الحالي الواقع بـ19 شارع زبانة عام 1933، وافتتح رسميا في 11 نوفمبر 1935 في مبنى قصر الفنون الجميلة. حمل بداية تسمية متحف "دوماغ". القصر يضم متحفا ومكتبة ومدرسة للفنون الجميلة. عند الاستقلال، بقي المتحف موكلا إلى مجلس الشعب البلدي لمدينة وهران حتى عام 1986، لينتقل تحت إشراف وزارة الثقافة، ويغير اسمه ليصبح اسم "المتحف الوطني "أحمد زبانة" تكريما للشهيد أحمد زبانة المعروف.