سفيان عطية ضيف «صدى الأقلام»:

إعادة الجمهور إلى مسرح العلمة هو أكبر تحد

إعادة الجمهور إلى مسرح العلمة هو أكبر تحد
  • القراءات: 4663
❊ دليلة مالك ❊ دليلة مالك

قال سفيان عطية، مدير مسرح العلمة الجهوي، أنّ غياب مسرح رائد في الجزائر، هو سبب ضعف الأعمال المسرحية، وجلّ الأنشطة المنظّمة على مستواه لا تتصل بمهمته الأساسية، مشيرا إلى أنّ وظيفته الحقيقية هي إعادة الجمهور إلى قاعة المسرح وإنتاج مسرحيات جيدة تضطلع بنقل الواقع الجزائري ورصد انشغالاته.

 

أكد سفيان عطية، أوّل أمس، لدى نزوله ضيفا على فضاء «صدى الأقلام» بميدياتيك «بشير منتوري» التابع لمؤسسة «فنون وثقافة»، أنّ مسرح العلمة ليس نشطا وفق ما يراه البعض، بفضل مجموعة من النشاطات الثقافية الهادفة، وإنما المسارح الجهوية الأخرى هي التي لا تنشط ولا تعتمد على نفسها لخلق الإضافة، واعتبر عمل مسرح العلمة لا يصب في وظيفتها الأصلية المتمثلة في إعادة الجمهور، وهو تحد كبير يواجهه كمدير، لإيجاد إستراتيجية ناجعة، فمن غير الممكن استمرار المسرح من دون متفرجين، معربا عن أسفه لهذه الظاهرة التي يراها غريبة عن منطقة العلمة، مستحضرا ذكرياته في سنوات الجمر في بداية التسعينات من القرن الماضي، غير أن قاعة العرض كانت تغص بالجمهور.

وأضاف المتحدث أن المسرح البلدي الذي أصبح مسرحا جهويا، تم إعادة ترميمه وتهيئته، وأصبح منظما ونظيفا، بفضل فوزية آيت الحاج وعلي زيتوني، لكن رغم هذا التجديد والتنظيم، يبقى الجمهور الحلقة الغائبة في تحقيق نجاح المسرح في وظيفته، كاشفا أنه بحث عن مختص في مجال التسويق الثقافي لفك شفرة عزوف الناس عن المسرح، لكنه لم يجد.

وتحدث سفيان عطية عن فكرة الاستثمار في الإنسان، كحل لمجمل المشاكل التي تواجه المسرح، فضلا عن تطويره أيضا، حيث يفكر في تنظيم إقامة لكتابة نصوص مسرحية، موجّهة بشكل خاص لمجمل الكتّاب الموجودين بمنطقة العلمة، سطيف والمسيلة، حتى يكتسب المسرح كتّابه، والأمر عينه بالنسبة للممثلين حيث ما زال المخرج لطفي بن سبع يواصل تكوين مجموعة من الممثلين، بدأت منذ أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى تنظيم ورشات أيضا في السينوغرافيا.    

وتحدّث عطية عن المخرجين الذين لا يشتغلون في إدارة الممثلين، مشيرا إلى أنّ مختصين مسرحيين أكّدوا أنّ إدارة الممثل هو 50 بالمائة من الإخراج، إلاّ أنّ المخرج المسرحي في الجزائر لا يعتمد على هذه التقنية أو الأداة لإنجاح عمله.

كما عاد عطية إلى بدايته مع المسرح، إذ أشار إلى أنّه كان مولعا بهذا الفن قبل أن يفهمه ويتعلّمه ويحترف أبجدياته، وأكّد أنّ المسرح في الواقع ما هو إلاّ علم مثل باقي العلوم، ولا يمكن لجاهل الخوض فيه.

وتوقّف الضيف عند بعض المحطات التي مر بها، والتي شكلت له في الأخير سفيان عطية الممثل ومن ثم المخرج، وذلك بمروره باتحاد الشبيبة الجزائرية والكشافة الإسلامية الجزائرية، ثم انبهاره بمسرح قسنطينة الجهوي، ودهشته من مسرحيات رومانيا وفرنسا، علاوة على تجارب جمعية «الحوار» ومسرح «التاج» وتعاونية «كانفا».

وأشار عطية إلى أنه تخرج من كلية طب بيطري، وعصامي التكوين في المسرح، كان يقرأ الكثير من الكتب الخاصة بالفن الرابع، والوسيلة التي ساعدته على التطور أكثر هي النهل من الكبار، إذ جالس العديد من المسرحيين الجزائريين والأجانب واحتك بهم.