بعد توقف 22 سنة

إعادة إطلاق ”ليبيكا”.. تثمين للإنجازات الأنثروبولوجية

إعادة إطلاق ”ليبيكا”.. تثمين للإنجازات الأنثروبولوجية
  • القراءات: 1102
مريم. ن مريم. ن

تعود المجلة العلمية العريقة ”ليبيكا” إلى الصدور بعد سنوات طويلة من التوقف، لتثري مجال البحوث خاصة في التاريخ والأنثروبولوجيا، وستكون كعادتها فضاء للمعرفة في أرقى مستوياتها، داخل الجزائر وخارجها، تجمع الباحثين والأكاديميين.

بالمناسبة، كتبت السيدة مليكة بودودة، وزيرة الثقافة والفنون كلمة بعنوان ”ليبيكا العودة”، قالت فيها ”سعيدة بعودة المجلة العلمية الرائدة ‘ليبيكا’ بعد 22 سنة من الغياب، أي منذ سنة 1998، لاحظت أثناء متابعتي لسير الإصدارات الأكاديمية والمعرفية لمراكز ومؤسسات بحثية، تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون هذا الخلل، وقد وجهت بضرورة إعادة بعث ليبيكا”.

صدر العدد 36 من هذه المجلة العلمية المرموقة، التي يحررها المركز الوطني للأبحاث في عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ منذ عام 1953، في جميع أنحاء العالم، ويضم العدد الأخير، المؤلف من 480 صفحة، أحدث الأبحاث في مجال عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا، منها على سبيل المثال؛ الحفريات في موقع عين بوشريط (سطيف)، التي جعلت الجزائر مهدا جديدا للإنسانية.  

يستهدف المركز الوطني للأبحاث في عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ استقبال ونشر أعمال الباحثين الجزائريين والأجانب تحت إشراف لجنة علمية دولية رفيعة المستوى.

انطلقت مجلة ”ليبيكا” سنة 1953، حيث أسسها ليونيل بالو، وكان آخر عدد صدر في عام 1998، كانت ترصد الإنتاج المعرفي الأنثروبولوجي وموقعه في مجلة اعتبرت بالأساس مجلة لعلمي الآثار وللكتابات القديمة، إضافة إلى علم ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا الفيزيائية.

عملت المجلة على  معرفة كيفية تشكل أنثروبولوجيا المجتمعات المحلية، أي كيفية فهم ومساءلة مواضيع متعلقة بجوانب الثقافة في عمومها، عاكسة المحطات الاجتماعية والثقافية، وحاولت مواكبة هذا المنتوج الأنثروبولوجي ”المحلي” مع السياق العام للأنثروبولوجيا، وحسب بعض المؤرخين، فإن الأعداد الأولى من الجزء،الأول سنة 1953، إلى غاية الجزء الثامن، سنة 1960، لم تكن بها أية دراسة متعلقة بأي مجال من مجالات علم الإنسان، أي الأنثروبولوجيا.

للتذكير، أهم إنجازات علم الأنثروبولوجيا في الجزائر، هو بموقع عين بوشريط في سطيف، فبعد 25 سنة من البحث، تم الكشف عن ثاني أقدم تواجد بشري في العالم، وأثارت تلك الاكتشافات سنة 2018، الدهشة، بالنظر إلى أهمية ما عثر عليه من أدوات حجرية مصقولة يعود تاريخها، حسب العلماء، إلى 2.4 مليون سنة، وحمل الاكتشاف الجزائر إلى مصف حاضنة ثاني أقدم تواجد بشري في العالم.

استغرقت عمليات البحث والتنقيب خمسة وعشرين عاما، بمشاركة باحثين جزائريين وآخرين أجانب، وما زال الموقع يمنح المزيد من إمكانيات البحث بما قد يساهم في اكتشافات غير مسبوقة مستقبلا.

رئيس فريق البحث هو محمد سحنوني، الذي اكتشف مع فريقه بقايا تعود إلى أكثر من 3 ملايين سنة، من خلال دراسة الطبقات الأركيولوجية أثناء أعمال التنقيب المكرسة لمعرفة البداية الأولى للتواجد البشري، وهو ما يجعل من الموقع المصنف وطنيا منذ 2013، ذو بعد عالمي ومساحة لمواصلة الاكتشافات العلمية.