غـابت عـن السـاحة لأكـثر مـن30 سنـة
إطلالة المطربة فايزة الجزائرية على جمهورها المغاربي الوفي

- 2223

استطاع المنشط المعروف مراد زيروني، أن يعيد الفنانة الجزائرية الكبيرة السيدة فايزة إلى الظهور أمام الجمهور، من خلال إطلالة على صفحته الالكترونية، بعدما غابت لـ30 سنة عن ساحة الأغنية الجزائرية، آخذة معها أجمل الروائع من الزمن الجميل.
أشاد فنانون وكتاب جزائريون بهذه الطلة، شاكرين من كان سببا فيها، وهو المنشط زيروني، وممن كتبوا عن هذا اللقاء الذي تم مؤخرا بتونس، الشاعر سليمان جوادي قائلا "بارك الله فيك أيها الأصيل المنشط الجميل مراد زيورني، على هذه الالتفاتة الطيبة، بزيارتك للفنانة فايزة الجزائرية بمقر سكناها في تونس".
وأضاف “فايزة الجزائرية امرأة شفافة وفنانة في حياتها، أخلاقها عالية جدا، كان لي شرف التعامل معها في أغنية “كرسي في جنينة” التي لحنها المرحوم الموسيقار عبد الله كريو، وفايزة الجزائرية هي أخت الفنانة القديرة "بيونة"، والدتهما كانت "مسامعية" مشهورة في العاصمة، سبقت السيدة "عبابسة" بعدة سنوات، والمسامع عبارة عن فرق موسيقية غنائية مشكلة من النساء، يحيين حفلات الأسر العاصمية، تقابلها المداحات في الغرب الجزائري والفقيرات في الشرق”. لا يزال الجمهور يذكر روائع هذه الفنانة التي ذاع صيتها في كل أرجاء المغرب العربي، وكان الراحل محبوباتي يخصها بأجمل الألحان، نتيجة رقة إحساسها وأدائها الصحيح والمميز، وبصوتها الفيروزي الناعم، تغنت بالحب والمرأة في طابع عاصمي هادئ، ظلت كلماتها تغنى لسنوات.
فايزة الجزائرية من مواليد فيفري 1941 بالجزائر العاصمة، بدأت حياتها الفنية في سنة 1957، تميزت بصوتها القوي الفيروزي، وأول أغنية لها هي "سهرانة ليالي"، وكان عمرها 19 سنة، حينما بدأت في راديو "كروشي ليوم الأحد" بهذه الأغنية التي فشل في أدائها فنانون آخرون، اقترحت لحصص أخرى في الراديو والتليفزيون، ودخلت معهد الموسيقى بالعاصمة من 59 إلى 62، ومن أغانيها:
"ما أحلى أيام شبابي" و"مالك مالك" و"حرام تنسى" و"صورة أمي"، إضافة لأغانيها الوطنية، منها "قصبة يا قصبة" و"أرض اجدادي".
جددت السيدة فايزة التواصل مع الجمهور في 1966، بتسجيل أربع أغاني هية "اسمر من كحل الشفر"، "هو عيده"، "انت مين"، "بزاف حكاولي عليك"، وهذه الأخيرة من كلماتها وألحانها، و«نتمنى الليلة سهرة معاك" من كلمات وألحان محمد الباجي، كما سجلت الفنانة القليل من الأسطوانات، ورصيدها متكون من 50 أغنية، حيث تعاملت مع محمد مختاري وأحمد مالك وحداد الجيلالي ومصطفى سحنون وعلال مراح ومحمد الباجي ومحبوباتي وغيرهم، ومن الأغاني التي لا تنسى لها؛ “محال ماينساني ولا ننساه"، وهي أغنية غاية في الرقة والإحساس، كان لحنها للراحل محبوباتي الذي أبدع فيه حتى القمة، كما برزت في أغنية لها بعنوان "توبة"، من كلمات رابح درياسة وألحان الغازي، ويقول مطلعها "توبة لله يا ناس توبة اختي في البيت قاعدة محجوبة"، تطرح فيها قضية المرأة وضرورة تعليمها، كي تتحرر من الجهل الذي فرض عليها بفعل التقاليد البالية، وقبلها بفعل الاستعمار.
زوج الفنانة فايزة هو المطرب المرحوم (تونسي الجنسية) أحمد شكري، وأختها الممثلة المعروفة بيونة بوزار.
للإشارة، فإن مراد زيروني موجود حاليا في تونس، لتنشيط فعاليات مهرجان المدينة بمونستير في دورته 39، الممتدة من 27 مارس إلى 17 أفريل الجاري، كما تشارك الجمعية الثقافية “نسيم الصباح” لمدينة شرشال، في هذه الطبعة، حيث أحيت بـ«دار الشرع”، أول أمس الخميس، حفلا أندلسيا ضمن برنامج مشاركتها الذي يمتد من 8 إلى 16 أفريل الجاري.