ضمّ مداخلات "مكانة الأمازيغية في وسائل الاتصال"

إصدار جديد للمحافظة السامية للأمازيغية

إصدار جديد للمحافظة السامية للأمازيغية
  • القراءات: 872
لطيفة داريب لطيفة داريب

صدر عن المحافظة السامية للأمازيغية، كتاب جديد حول الملتقى الدولي "اللغات والأساليب المتداولة في وسائل الاتصال في الجزائر، ما هي مكانة الأمازيغية؟"، والذي جرت أشغاله في الفترة الممتدة من السابع إلى التاسع جوان 2014  بدار الثقافة لعزازقة (تيزي وزو). الكتاب من الحجم المتوسط، ضمّ إشكالية الملتقى، نبذة شخصية وملخصات المداخلات وكذا توصيات الملتقى الذي نُّظم تحت إشراف الأستاذ بلقاسم مصطفاوي، وجاء في بعض كلمة وزير الاتصال حميد قرين، أنّ الأمازيغية لغة آبائنا، ولم تعرف رقيا إلاّ في العشريتين الأخيرتين في الإذاعة أوّلا ومن ثم في التلفزيون، مضيفا أنّه تمّ فتح القناة الثانية الإذاعية المتخصّصة في الثقافة الأمازيغية ومن بعدها أدرجت هذه اللغة في 25 محطة إذاعية أخرى، في حين عرفت أوّل نشرة أخبار بالأمازيغية النور سنة 1996، ليؤكّد في الأخير ضرورة التكفّل بهذه اللغة في وسائل الإعلام وكذا الاهتمام بالتكوين في هذا المجال.
أمّا سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، فقال إنّ تدريس اللغة الأمازيغية في الجزائر حقيقة لكنه يعاني من عراقيل عدة، مضيفا أنّه يجب وضع هيكل كفيل بالتكفّل العلمي على توحيد اللغة، لهذا دعا وزارة التربية إلى إجبارية تدريس اللغة الأمازيغية في المناطق التي تم إدراجها وإعادة بعث النقاش مع المعنيين بالأمر حول مسألة إنشاء مجمع للغة الأمازيغية، تحضيرا لدسترتها كلغة رسمية.
بالمقابل، تناول ملتقى "اللغات والأساليب المتداولة في وسائل الاتصال في الجزائر، ما هي مكانة الأمازيغية؟"، عدّة محاور عن إشكالية مكانة الأمازيغية في عدّة جوانب وكذا الوقوف عند الحقيقة التاريخية والتشريعية والقانونية لضم اللغة الأمازيغية في وسائل الاتصال بالجزائر والتمعّن في واقع تداخلها مع الأسلوب في التداول الإعلامي بالجزائر وفي دول الجوار.
وعرف الملتقى، أيضا طرح إشكالية وسائل الاتصال الناطقة باللغة الأمازيغية ومدى ومعرفتها بالواقع المحلي والدولي، علاوة على التعرّف عن تجارب المهنيين الناطقين بهذه اللغة، إضافة إلى تساؤلات أخرى حول مضمون الإنتاج الإعلامي الناطق باللغة الأمازيغية خاصة أمام الاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة.
وضمّ الكتاب، ملخّصات عن مداخلات الأساتذة المشاركين في هذه الفعاليات، باللغتين العربية والفرنسية، من بينها مداخلة الأستاذة آيت قاسي ذهبية بعنوان "تمثلات الثقافة الأمازيغية عبر التلفزيون الجزائري، رؤية نقدية تقييمية"، مداخلة أخرى للأستاذ مولود لوناوسي بعنوان "معطيات جديدة، رهانات جديدة، مخاوف جديدة".
وطرح المتقى أيضا، مداخلات أخرى من بينها "هوليوود والأمازيغ" للأستاذ أحمد برقاس، "القاموس الأمازيغي عبر النت" للأستاذ محمد بدر الدين، "الأمازيغية في السوق اللغوي الجزائري" للأستاذ مصطفاوي بلقاسم و"التراث الثقافي واللغوي للغة الأمازيغية، تحاليل للأحكام التشريعية والتنظيمية" للأستاذ محمد بن صالح.
أمّا توصيات الملتقى، فتمثّلت في العمل على إصدار قاموس جامع لكلّ المتغيّرات اللغوية الأمازيغية مما سيسمح بتسهيل التواصل بين كل مستخدميها وكذا ضرورة إشراك الإذاعات الجهوية لتمكين إنجاز قاموس متخصص تحت إشراف مخبر تهيئة اللغة الأمازيغية الذي هو شريك المحافظة السامية للأمازيغية.


المحافظة السامية للأمازيغية : تثمين مجهودات ترقية اللغة والثقافة الأمازيغية



ثمّن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد بسوق أهراس مجهودات الدولة لترقية اللغة والثقافة الأمازيغية في الجزائر. وأوضح السيد عصاد في لقاء صحفي نشّطه بقاعة المحاضرات "ميلود طاهري" بأنّ المحافظة السامية للأمازيغية التي تحيي الذكرى الـ20 لتأسيسها، تثمّن هذه المجهودات المتمثلة في إمكانات بشرية ومادية "هامة"، مشيرا إلى أنّ اللغة الأمازيغية أصبحت أيضا شغل واهتمام كثير من القطاعات الوزارية.
وبعدما اعتبر أنّ الأمازيغية قيمة مضافة للوحدة الوطنية، تطرّق سي الهاشمي كذلك إلى بعض النقائص الواجب تداركها على غرار تدريس الأمازيغية الذي يبقى حاليا مقتصرا على 11 ولاية بالوطن قبل أن يشير إلى الشروع في مخطّط تعميم تدريجي لتدريس هذه اللغة بالتنسيق مع قطاعات كلّ من التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والاتصال.
وأعلن بالمناسبة عن آفاق ومشاريع "واعدة" للمحافظة السامية للأمازيغية لضمان تكفّل "أنجع" و"إقلاع نوعي" لهذه اللغة ببعدها الوطني، مشيرا إلى أنه من ضمن هذه المشاريع، إعادة الاعتبار للغة الأمازيغية وإعداد قاموس شامل من خلال تكثيف الجولات الميدانية العلمية مع ذوي الاختصاص في اللسانيات والأنثروبولوجيا مع تحفيز الإنتاج الأدبي والعلمي ذي الصلة بمهمة المحافظة.
وأشار السيد عصاد كذلك إلى أهمية تثبيت مكانة اللغة الأمازيغية في المدرسة الجزائرية والإذاعات والتلفزة ووكالة الأنباء الجزائرية وكلّ الفضاءات الجامعية والثقافية والمؤسساتية بصفة عامة في ظلّ "عمل براغماتي دون تسرّع ولا ارتجالية"، وأوضح بأنّ إحياء الذكرى الـ20 لتأسيس المحافظة السامية للأمازيغية "أردناه أن يكون عمليا من خلال الملتقى الدولي لأبوليوس المادوري لنفض غبار النسيان عن هذه الشخصية والذي تحتضنه سوق أهراس في الفترة من 30 ماي الجاري إلى غاية 1 جوان المقبل بعنوان "تباين الرؤى حول أعمال الأديب أبوليوس المادوري". واعتبر أنّ هذا الملتقى دليل على إعادة الاعتبار لكلّ الشخصيات البارزة وبأنّ أبوليوس رمز عبقرية الجزائري ومن خلاله سيتم إبراز بأنّ الجزائر كانت متفتحة وتتعامل مع الحقل الفكري بكل جدارة.
وعلى هامش هذا الملتقى، ستحتضن مدينة مداوروش، موطن نشأة هذه الشخصية يوم 1 جوان (اليوم العالمي للطفولة) ورشات فنية لفائدة متمدرسي متوسطة "محمد الصديق بن يحيي" يؤطرها "فنانو الألوان والتنوّع" من فرنسا بهدف تطوير خيال الأطفال. وأوضح السيد عصاد بأنّه تمّ اختيار الموقع الأثري لمادور كمحطة لاختتام هذا الملتقى الدولي الثقافي العلمي، مشيرا إلى أنه سيتم يوم 31 ماي الجاري تقديم درس نموذجي لفائدة تلاميذ ذات المؤسسة وذلك في إطار التحسيس والتنسيق مع قطاع التربية لتجسيد إمكانية تدريس الأمازيغية خلال السنتين المقبلتين بسوق أهراس.