صاحب أقدم جمعية في الجزائر سعيد حواس لـ "المساء":
إشراك المسنّين في توثيق الذاكرة الشعبية
- 764
مريم. ن
كشف السيد حواس السعيد خلال زيارته لـ"المساء"، أن جمعيته تسعى، كعادتها، للاهتمام بالمسنين، ومن ذلك توفير محيط ترفيهي وثقافي، يكسر عنهم رتابة يومياتهم، مع إشراكهم في توثيق التراث الشعبي الوطني، ومنحه للجيل الجديد. أشار السيد حواس إلى أن جمعية "وفاء" هي أقدم جمعية في الجزائر؛ تأسست في 3 ديسمبر 1987 ضمن قانون الجمعيات الذي صدر سنة 1986، ثم كانت المساهمة الكبيرة باقتراح أول حصة تليتون مع التلفزيون الوطني سنة 1992، وبه تم بناء "ديار الرحمة" (جمع 26 مليار في يومين) في كل من بئر خادم بالعاصمة، ومسرغين بوهران، وجبل الوحش بقسنطينة، علما أن ولاية ورقلة رفضت المشروع، وقال أبناؤها إنهم لا يستسيغون فكرة الزج بالمسنين في هذه الدور.
وتَواصل المشوار، وكان نشاط الجمعية بمقر سينما إفريقيا بحي خليفة بوخالفة بالعاصمة. كما كانت الفكرة الغالبة دوما، هي لمّ الشمل، وتقديم المزيد من الدعم لهذه الفئة من الجزائريين. وهناك في الأفق - حسب المتحدث - بناء مستشفى هو الأول من نوعه، على المستوى المغاربي والإفريقي في تخصص "جيرياتري" برئاسة البروفيسور مصطفى بن عامر، وهو في الطب الوقائي، الذي يرصد الأمراض في بداياتها قبل فوات الأوان، وسيكون في مدينة بوسعادة على مساحة 15 هكتارا. ومن ضمن المشاريع "نادي المسن"، الذي يجمع المسنين الذين تعوّدوا على اللقاء في الحدائق العمومية؛ حيث تتم دعوة هؤلاء إلى هذا الفضاء، ومنهم، مثلا، الفنانون والحرفيون، ليلتقوا غيرهم، منهم الشباب؛ كي يستفيدوا من خبراتهم، ويستمعوا لما يقولونه، ويحتكّوا بهم. هؤلاء المسنون لهم الحق، أيضا، في اكتشاف مناطق بلادهم، وتراثها، وثقافتها؛ لذلك تعمل الجمعية على توفير فرص السفر الجماعي؛ من ذلك السفر إلى البقاع المقدسة.
وهنا يقول السيد حواس: "أردنا تعزيز ثقافة السفر الجماعي للمسنين، كما هي الحال في أوروبا، علما أنه كانت عندنا تجربة ناجحة من خلال دورة سياحية امتدت لمدة 23 يوما، طاف فيها المسنون على عدة ولايات، وهي العاصمة، وبوسعادة، والمسيلة، وباتنة، وبسكرة، وسطيف، ثم برج بوعريريج، وفيها تعرّف هؤلاء على العائلات، وارتبطوا معها بعلاقات استمرت بعدها. وكانت الفكرة في بدايتها، استجماما بمختلف الحمّامات المعدنية، لكنها تحولت إلى تعارف، وبلغت درجة المصاهرة أحيانا، وتبادل الأفكار، والتقاليد، وغيرها، ثم أصبحت تأتي تلك العوائل إلى العاصمة، وتزورها باستمرار، مما زاد من ارتباط الجزائريين ببعضهم، وهنا أشكر مديريات الشباب والرياضة بالولايات، التي أمضت اتفاقيات تعاون مع الجمعية، وكان المديرون متعاونين جدا، وأحيانا يتنازلون عن تكاليف الإقامة ليومين أو أكثر، لفائدة هؤلاء المسنين. ولا ننسى، طبعا، سكان كل تلك المناطق، الذين استضافوا المسنين في بيوتهم، ورحبوا بهم، وهذا تقليد عريق وراسخ في مجتمعنا، يتم إحياؤه لتعزيز الأخوة بين أبناء الوطن والشعب الواحد".
ومن الأمور التي تحدّث عنها السيد حواس، تعزيز الجانب الثقافي في الجمعية؛ من خلال استغلال ذاكرة هؤلاء المسنين وما يحفظونه من التراث والثقافة الشعبية وغيرهما، ضمن مسابقة "ذكريات الطفولة" برئاسة لجنة وطنية لاختيار 10 قصص، ثم تحويلها إلى أفلام تلفزيونية مع جمع الحكايات والأساطير والأحجيات الجزائرية في كتاب، لتوزيعه على المدارس؛ قصد ربط الأجيال بالثقافة والهوية الجزائرية.وفي الأخير، أكد السيد حواس أن جمعيته لا تطلب الأموال، بل تنتظر وقفة الرجال لإتمام المشاريع، مطلقا نداءه إلى كل من أراد المساهمة بأفكاره واقتراحاته، وما عليه سوى الاتصال بالجمعية.