يفضح جرائم الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية

إشادة بـ"ظلّ البدو" في مهرجان تورونتو

إشادة بـ"ظلّ البدو" في مهرجان تورونتو
  • 93
ق. ث ق. ث

شكّل العرض الأوّل للفيلم "ظلّ البدو" في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، محطة فارقة في إعادة إحياء النقاش حول القضية الصحراوية؛ إذ تحوّل العمل إلى شهادة بصرية، تفضح واقع الاحتلال المغربي، وتكسر جدار الصمت المفروض على شعب يعيش عقودا من القمع والتعتيم. وحسب ما أوردت الوكالة الإسبانية للأنباء (إيفي)، فالفيلم الذي أخرجته اليابانية-الأمريكية إيمي إيمانيشي وجسّدته بعمق الممثلة الصحراوية نذيرة محمد، "لم يكن مجرّد عمل فني، بل رسالة سياسية وثقافية، حملت معاناة الشعب الصحراوي إلى واحدة من أهم المنصات السينمائية العالمية".

أوضحت الوكالة أنّ القصة التي تتمحور حول شخصية مريم الشابة الصحراوية، قدّمت "رواية إنسانية، تضع الاحتلال في مواجهة مسؤوليته التاريخية عن مآسٍ متواصلة".

المخرجة إيمانيشي وبطلة الفيلم أكّدتا أنّ هدفهما هو إثارة التعاطف لدى الجمهور، وتسليط الضوء على قضية عادلة مطموسة منذ عقود. وتناولت صحف ومجلات عالمية أخرى الفيلم، مشيدة بالأداء المؤثر، وجمالياته البصرية، وصدق روايته.  فبحسب سينما إكسبرس، يقدم "ظل البدو" طرحا مختلفا عن قصص المهاجرين التقليدية، إذ يعيد المشاهد إلى أرض المنشأ، حيث تكابد البطلة مريم واقعا متحولا، وقمعا صامتا، وهوية ممزقة بين ما تركته وما تجده أمامها. وقد نوّهت سينما إكسبرس بجرأة الفيلم في فضح واقع السيطرة والاضطهاد، مؤكّدة أنّ المشاهد يجد نفسه أمام ملحمة صراع بين الذاكرة والسلطة، وبين الأرض المسلوبة والهوية التي تقاوم الطمس.

أما مهرجان تورونتو فرأى العملَ "شريطاً أوّلَ استثنائيا، يفتح الباب أمام مقاربة جديدة لقضية الاستعمار المستمر في الصحراء الغربية"، مبرزا أنّ "أهمية الفيلم لا تكمن في جمالياته البصرية فقط، بل في جرأته على مساءلة الروايات الرسمية، التي حاول المغرب فرضها لعقود". وفي منصات أخرى مثل "Letterboxd" و "Film Independent"، عُدَّ أداء نذيرة محمد "تجسيدا لصمود المرأة الصحراوية"، فيما أشادت مقالات نقدية بإخراج إيمانيشي، الذي قدّم "صورة حقيقية عن معاناة الشعب الصحراوي تحت نير الاحتلال". 

النقّاد الدوليون الذين تابعوا العرض، أجمعوا على أنّ "ظلّ البدو" ليس مجرد فيلم آخر عن الهجرة أو البحث عن الهوية، بل عملا يعيد الاعتبار لقضية طُمست طويلا من طرف المغرب، بعدما حوّل الصحراء الغربية إلى فضاء للحرمان، والصمت المفروض. وفي سياق فعاليات التضامن مع القضية الصحراوية، ستحتضن مدينة دونستيا (شمال إسبانيا)، سلسلة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والاجتماعية، التي تهدف إلى تسليط الضوء على المعاناة المستمرة للشعب الصحراوي تحت نير الاحتلال المغربي. 

وستقام هذه الفعاليات على مدى ثلاثة أيام من 20 إلى 22 أكتوبر المقبل. وتأتي لتعزيز الوعي الدولي بقضية الصحراء الغربية بعد خمسة عقود من الصراع المستمر، وتسليط الضوء على حقوق الشعب الصحراوي المسلوبة، وثرواتهم الطبيعية المنهوبة.

وتتضمن الفعاليات جلسات حوارية حول النساء الصحراويات، وآليات المقاومة المستمرة في مواجهة النهب والاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية. كما سيتم عرض الفيلم الوثائقي "Occupation Inc" ، ومناقشة آثار الاحتلال على حقوق الإنسان والبيئة، في خطوة تهدف إلى حشد التضامن مع الشعب الصحراوي، ودعم مطالبتهم الدولية بالاعتراف بحقهم في تقرير المصير، وبحماية مواردهم الطبيعية.