في حفل فني إفريقي بقصر الثقافة بمناسبة اليوم العالمي للاجئين

إشادة بدور الجزائر والتزامها مع اللاجئين

إشادة بدور الجزائر والتزامها مع اللاجئين
  • القراءات: 596
مريم / ن  مريم / ن

أحيت المحافظة السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، سهرة أول أمس، بقصر الثقافة، حفلا بمناسبة اليوم العالمي للاجئين وكان فرصة لاستعراض أحوال هؤلاء بالجزائر التي استضافتهم وقدمت لهم يد المساعدة، كما حضر الحفل الكثير من اللاجئين أغلبهم أفارقة وقدم بعضهم فقرات فنية أطلقوا من خلالها نداءات داعية للسلم بين أبناء البشر. كما التقت "المساء" بعضهم ليحدثوها عن أحوالهم بالجزائر، وكذا مع ممثل مفوضية اللاجئين الذي شكر الجزائر على كل ما تقدمه من دعم.

كان شعار الاحتفالية "مع اللاجئين" وقد سطر بالمناسبة برنامج ثري أستهل بعرض قدمه البالي التابع للديوان الوطني للثقافة والإعلام تضمن رقصات تقليدية من مختلف أرجاء الوطن مرفوقة بمشاهد على الشاشة العملاقة تعرض منطقة الرقصة.

انطلق بعدها عرض للأزياء لأطفال أفارقة من أبناء اللاجئين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة وكان من اقتراح السيدة سليمة من كوت ديفوار ولاقت استحسان الجمهور وتشجيعه، ثم أتى دور الثنائي التوأم جوردي وجوردان ألهبا فيه الخشبة برقصاتهما وهتافهما وأغانيهما الداعية إلى الأخوة الإفريقية، وكذا عن معاناة الأطفال الأفارقة ضحايا الحروب والنزاعات.

كما أدى الأطفال رقصات إفريقية تقليدية كانت في منتهى الروعة وأغلبها كان أداء ثنائيا بين فتاة وولد وبالزي المحلي وبحركات مضبوطة ومتناغمة تماما كالراقصين المحترفين، وكانت تلك أكثر فقرة تجاوب معها الجمهور الحاضر.

لم يغب الشعر(بالفرنسية) عن السهرة من خلال حضور الشاعرين الشابين موسى سوماهوهو وديديي قبوح اللذين أبدعا في نسج الكلمات وفي أدائها بحماسة وشجاعة قبالة الجمهور الحاضر، ومن ضمن ما جاء في هذه القراءات الشعرية "لوكانت لي السلطة لعدت لأعيش في الماضي كي أقابل مانديلا وصدام حسين وزعماء آخرين من العالم، ولو كانت لي السلطة لتحدثت الآن لكبار العالم لنعيش في سلام وسأبوح بكل أحلامي لأوباما وبوتين وأنجيلا ميركل وكل أقوياء العالم حتى لا تكون حرب ولا نووي ولا حتى حدود ولا دموع أمهاتنا وآبائنا". 

بالمناسبة تحدثت "المساء" مع بعض اللاجئين الذين حضروا الحفل وكان منهم السيد عصمان أنيدو دلو، من مالي الذي غادر بلاده بعد أحداث قاو وأشار إلى أنه يقيم مع زوجته وأبنائه الأربعة بالجزائر منذ 4 سنوات ويصف حياته بها بالرائعة، حيث يقيم بمنطقة الزغارة ويعمل مع أشقائه الجزائريين كخياط ويلاقي الرعاية والاحترام وسيدخل أبناءه المدرسة مع بداية الموسم الدراسي.

من ليبيا حضر الإعلامي المعروف مصطفى الرضا، وهو لاجئ سياسي دخل الجزائر منذ الإطاحة بالقذافي وكان له في ليبيا برنامجا مشهورا بعنوان "حقيقة المؤامرة" على الفضائية الليبية بث على مدار 8 أشهر حرب وكانت في مواجهة الترسانة الإعلامية الغربية، وبعد سقوط ليبيا اختار الرضا الجزائر نتيجة مواقفها النبيلة وتاريخها المشرّف وباعتبارها لا تتاجر في بني البشر، كما أن ليبيا والجزائر لهما عمق مشترك، ورغم كل ذلك يعتب المتحدث كونه لم يعامل من منطلق وضعه السياسي وإمكانياته العلمية على اعتبار أنه كان وكيلا للجمهورية إلى غاية 2010.

عمر جالو من مالي يقيم بالجزائر منذ 2003 يقول: "أعيش في ظروف جيدة وكنت أقيم بدالي إبراهيم ومنذ سنتين أعيش بتيزي وزو وأعمل تاجرا وأحب كثيرا العائلات القبائلية التي تستضيفني في رمضان وترحب بي.

اللاجئة سيمو جاكلين من الكامرون عبّرت لـ«المساء" عن سعادتها بالجزائر رغم بعض الصعوبات التي تواجهها خاصة في مستلزمات العيش كالكراء والصحة وغيرها، آملة أن تتحسن الأمور بعدما غادرت بلدها بسبب مشاكل اجتماعية تعرضت لها بعدما تزوجت قصرا وهي في سن مبكرة جدا وبعد فرارها خافت من العودة كي لا تتعرض للعقاب من رئيس القبيلة الذي كان زوجها".

تحدثت "المساء" أيضا للسيد مغربي محمد الأمين من "أنفو-كومجان" صاحبة مشروع "أزيار" الذي وضعت فيه محافظة اللاجئين ثقتها وأعطته المشروع بعدما كان جمعية جزائرية مختصة في محاربة المخدرات والإدمان ونتيجة نجاحها على الميدان تكفّلت بهذا المشروع الذي يستهدف 150 لاجئا بالجزائر أغلبهم من العاصمة والمدن المجاورة، ومنذ 3 سنوات يعمل المشروع على ضمان المسكن والمأكل وغيرها لهؤلاء اللاجئين، أما التمدرس فتتكفّل به جمعية أخرى وهي جمعية "ندى"، كما أشارت السيدة سارة سعادنة، وهي من مؤطري هذا المشروع أن برنامج الحفل تم التكفل به من خلال كل فقراته، علما أن المشروع الذي تتبنّاه مفوضية اللاجئين تساهم فيه الجزائر كدعم منها لهؤلاء اللاجئين الذين يعيشون على أرضها.

ممثل المحافظة السامية لشؤون اللاجئين يثمّن دور الجزائر

صرح ممثل المحافظة السامية لشؤون اللاجئين بالجزائر، السيد حمدي بخاري، أن العالم يحتفل بيوم اللاجئ وهو نوع من الأمل الذي يعطى للأسر المشردة وتحت شعار "نحن مع اللاجئين" الذي أطلقته مفوضية اللاجئين وطبعا كان ذلك أيضا بالجزائر التي عرفت نفس الحملة، والتي تبين للمجتمع الدولي ولمختلف الحملات المشوشة (فوبيا) بأن هؤلاء اللاجئين ليسوا مجرمين ولا إرهابيين وبالتالي إفهام العالم كله بأن هؤلاء هم ضحايا نزاعات ويبحثون عن السلم.

وأضاف أن الجزائر منذ استقلالها تتضامن مع اللاجئين من خلال مساهمتها الفعّالة.

فوجود اللاجئين الصحراويين هو مثل لتضامنها ووقوفها معهم طيلة 40 عاما، كما أن للحكومة الجزائرية دورا هاما في تقديم المساعدات الإنسانية وتوفير مرافق الحياة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية، وأكد أن الجزائر ملتزمة بمبادئها التي تولدت قبل الاستقلال على اعتبار ما ذاقه شعبها إبان حرب التحرير. مذكّرا أن أول عملية لمفوضية اللاجئين بإفريقيا كانت بتونس مع اللاجئين الجزائريين ولذلك تتفهم الحكومة الجزائرية اليوم الوضع من خلال كل الجهات الرسمية والوزارات والهيئات.