"بيت أبو عبد الله" من العراق

إدانة للأنظمة المراقبة للشعوب والمستغلة لحياتهم

إدانة للأنظمة المراقبة للشعوب والمستغلة لحياتهم
  • القراءات: 323
مبعوثة "المساء" إلى بغداد: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى بغداد: دليلة مالك

دخلت المسرحية العراقية "بيت أبو عبد الله" للمخرج أنس عبد الصمد، منافسة المسار الأول لجائزة القاسمي لحساب المهرجان العربي الـ14، المقامة مجرياته في العاصمة العراقية بغداد، وقدمت عرضا لافتا على مسرح "الرشيد"، شدّ الجمهور العربي المشارك على مدار خمسين دقيقة، للدهشة المسرحية المقترحة.

يتناول العمل بالمعالجة موضوع تحكّم الأنظمة العالمية الظالمة للشعوب الضعيفة، واستغلالها كفئران تجارب، في مخابر مصالحهم الخاصة، وقد استعان المخرج بتقنيات بصرية لتقريب الفكرة المطروحة، والتي كانت لفترة طويلة من العرض مبهمة، خاصة وأنّ العمل صامت، غير أنّ السينوغرافيا وجهد الممثلين على الخشبة كان لافتا ومثيرا، ثم سرعان ما توضّحت الأمور وتفكّكت شيفرة العرض.

إنّ العرض يدين صراحة النظام العالمي القابع على قلوب الشعوب، المتحكّم في حياتهم اليومية، بهدف الوصول إلى مبتغاه، ويلمح من خلال إدراج صورة العين في خلفية المسرحية للدلالة على أنّ كلّ شيء مراقب، وكذلك صورة العنكبوت التي تشير إلى خطورة الشبكة العنكبوتية أو الأنترنت في حياة الناس، وكذلك صورة الفأر التي تحيل إلى مخابر تجارب الفئران، وإذ يضع لوحة حقن الوسائد للحديث عن فكرة تسميم الشعوب بمنتوجات غير صحية.

قسط كبير من المسرحية جعل من المتلقي في حالة قلق، لكنّه لا يستطيع أن يترك مكانه، حتى أجاب المخرج في الأخير عن كلّ الأجوبة مفسّرا جميع اللوحات السابقة التي لم تكن لتفهم إلاّ إذا أكمل العرض، ويصاب الجمهور المتواجد بحالة من الذهول والدهشة لكمية الجمالية المقدمة وطريقة تمرير الأفكار بطريقة ذكية جدا، ما ترك الأثر على المشاهدين.