في بيان أصدره اتحاد الكتّاب العرب

إدانة استيلاء الكيان الصهيوني على التراث الفلسطيني

إدانة استيلاء الكيان الصهيوني على التراث الفلسطيني
  • 144
ق. ث ق. ث

أدان الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب التعبير ما تقوم به القوات الإسرائيلية من انتهاكات إنسانية غير مسبوقة تجاه أشقائنا الفلسطينيين في غزة المحتلة، وفي بقية الأراضي الفلسطينية، مؤكدا على أن آلة الحرب الصهيونية ما زالت تفتك بالشعب الفلسطيني، وتدمر غزة عن بكرة أبيها، وتهجر أهلها من بقعة إلى أخرى، وتحاصرهم وتجوعهم، إلى أن وصل الأمر إلى قتل كل متحرك فيها.

قال الاتحاد في بيان له "إنها لمقتلة كبرى تجاوزت حدود المحرقة إلى حرب التطهير العرقي والإبادة الجماعية،  طالت المؤسسات الإعلامية والثقافية ودور العبادة من مساجد وكنائس، والمؤسسات الصحية، ناهيك عن قتل الصحفيين والكتاب والعلماء والأطباء والمرضى والمسعفين وفرق الدفاع المدني".

أكد الدكتور علاء عبد الهادي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب باسم الأمانة العامة للاتحاد، التي تمثل عشرات الآلاف من المبدعين العرب، هم عقل الأمة ورأس حربتها الوطنية، أن جرائم الكيان الصهيوني الغاصب تسعى ضمن ما تسعى إليه إلى سلب التراث العربي الفلسطيني، ونسبته إلى نفسها، وكأنها لا تكتفي بابتلاع الأرض وقتل سكانها وتجويعهم وتشريدهم، فتضيف إلى هذا كله محرقة ثقافية، من ناحية، وجريمة سطو مكتملة الأركان على كل مكونات التراث الفلسطيني من ناحية أخرى، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات ما كان لها أن تحدث لولا اطمئنان إسرائيل إلى تقاعس المجتمع الدولى عن ردعها، فيما يعد غطاءً دوليا للقيام بالمزيد من الاعتداءات على الشعب الفسطينى الأعزل.

وإذا كان الاتحاد العام يؤكد أن ما يجري تجاه أهلنا في فلسطين يمثل أفظع الجرائم التاريخية على المستويات الإنسانية والقانونية والأخلاقية، فإنه ينبه إلى أن الكيان الغاصب يمارس محرقة ثقافية مكتملة الأركان، وذلك من خلال تدمير المكتبات والمراكز الثقافية والتعليمية والآثار العلمي والتاريخي، في محاولة مكشوفة لاقتلاع جذور الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني، ويكفي أن نشير في ذلك إلى ما أثبته المراقبون من أن الكيان المحتل أقدم على تدمير سبعة ملايين كتاب خلال عامين من الحرب على غزة، فضلا عن استهداف العلماء والمتقفين والشعراء والصحفيين والكتاب والنقاد الفلسطينيين.

وأضاف أن هذه الجرائم الوحشية تمثل انتهاكا إنسانيا وأخلاقيا بينا، فضلا عن أنها تمثل انتهاكا لحق قانوني ثابت دوليا، وهو الحق في التعليم والمعلومات، وانتهاكا لمبدأ التنوع الثقافي وحقوق الأقليات، مع تأكيد الاتحاد العام أن الشعب الفلسطيني لا يمثل أقلية، بل هو صاحب الحق الأصيل في أرضه وثقافته وهويته.

كما أن هذه المحارق تمثل ركنا من أركان جريمة الحرب التي تمارسها القوات الغاصبة، وذلك وفقا لاتفاقية لاهاي 1953، وهي بالضرورة تمثل جريمة ضد الإنسانية، وفقا لنظام روما الأساسي.

يجدد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب التأكيد أن هذه الاعتداءات لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفسطينيي المناضل، وأن الصمت على هذه الاستفزازات سيؤدي حتما إلى الانفجار، بحيث لا تنعم المنطقة بأي قدر من الأمن أو الاستقرار، مؤكدا أن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية العادلة، داعيا المنظمات الدولية كافة إلى النهوض بمسؤوليتها في ردع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والتي يراد منها النيل من كرامة أبناء الأمة العربية، مؤكدا أن هذه الاعتداءات الغاشمة تستدعي وقفة حازمة من المنظمات الدولية والجامعة العربية، مشيدا بصمود الشعب الفلسطيني البطل في مواجهة حلقات الاعتداء الإسرائيلي الغاشم وانتهاكاته البغيضة، مجددا التأكيد أن هذه الاعتداءات الغاشمة لن تنال من صمود الشعب الفلسطيني العظيم وإصراره على نيل حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة.