اختارت لجنة انتقاء الأفلام برئاسة لخضر حمينة، فيلم "إخواننا" لرشيد بوشارب لتمثيل الجزائر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2023. علما أنّ الأفلام الأربعة التي دخلت الترشيحات هي "حليم الرعد" لمحمد بن عبد الله، “الملكة الأخيرة” لداميان أونوريه وعديلة بن ديمراد، "حورية" لمونيا مدور، والفيلم المختار "إخواننا" لرشيد بوشارب. وأوكلت أكاديمية الفنون والعلوم للسينما مهمة اختيار الفيلم الذي يمثل الجزائر في مسابقة الأوسكار في طبعتها95، إلى لجنة انتقاء الأفلام التي تضمّ المخرج السينمائي المخضرم لخضر حمينة، رئيسا.

بعضوية ياسمين شويخ، فوزي سايشي، سليم دادة، حسان كشاش، علي محفيش، وسليم عقار وهذا للتنافس للظفر بجائزة أفضل فيلم أجنبي. بالمقابل، تناول المخرج فرانكو جزائري رشيد بوشارب في فيلمه "إخواننا"، قصة المهاجر مالك أوسكين، الذي يبلغ من العمر 22 عامًا، ويتعرّض للضرب حتى الموت على أيدي الشرطة، في ليلة 5 إلى 6 ديسمبر1986، ليصبح رمزا للكفاح ضدّ العنصرية وعنف الشرطة في فرنسا. يحدث هذا في سياق متوتر للغاية بعد تظاهر الطلاب في فرنسا ضد قانون “دوفاكيي” لإصلاح الجامعة في فرنسا. وبينما تحاول وزارة الداخلية الفرنسية خنق القضية، يقُتل شاب آخر من أصل جزائري في بانتين على يد شرطي. وهو عبد بن يحيى وكان يبلغ من العمر 20 عامًا.

ويحكي الفيلم من منظور عائلتين جزائريتين تعيشان في ميودون ولاكورناف، أحداث وقعت في ثلاثة أيام وليالٍ بباريس خلال أعمال الشغب الطلابية في ديسمبر 1986. حيث ستفقد كل منهما أحد أولادها على يد الشرطة وهما  مالك أوسكين وعبد بن يحيى 22 و 20سنة. ورافق الفيلم، موسيقى وّقعها أمين بوحافة، استطاع من خلالها تحقيق التوزان بين البوق الحضري لسائق التاكسي والصوت الدافئ للعود والدف. فكانت بحق موسيقى عميقة وموحية. كما كتب سيناريو الفيلم المخرج رشيد بوشارب بالتعاون مع الروائية كوثر عظيمي التي صدرت لها مؤخرا رواية "نذير شؤم"، أما التمثيل فهو لآدم عمارة، رضا كاتب، سمير قاسمي، لينا خودري ورفايال برسوناز.

ولم يبتغ بوشارب في فيلمه هذا إصدار أحكام أو المطالبة بأمور معينة، ولا حتى أن يسرد ​​السيرة الذاتية للضحايا بل أراد أن يكون فيلمه إنسانيا وموحّدا، علاوة على رغبته في تخليد قصة تستحق أن تُعرف وفضح أخطاء لا بدّ من الاعتراف بها. وعُرض فيلم "إخواننا" في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2022، ضمن ركن العرض الأوّلي للأفلام، وهذا قبل أن ينزل الى القاعات في السابع ديسمبر المقبل.

للإشارة، أثار انتقاء فيلم "إخواننا" للمشاركة في الأوسكار، موجة من الاستغراب من بعض المتخصّصين في الحقل السينمائي، لأنّ الفيلم حسب العديد من المواقع الإلكترونية من إنتاج فرنسي خالص، حتى أنّ هناك من أكّد أنّ الفيلم قدّم بموريال الكندية على أساس أنه فيلم فرنسي، فكيف له أن يمثّل الجزائر؟. وذكر البعض أنّ الفيلم الذي تدور أحداثه في 92دقيقة لم تشارك في إنتاجه الجزائر، فهو بذلك ليس بفيلم جزائري وإن أخرجه المخرج الفرنكو- جزائري رشيد بوشارب.