ندوة "مسرح الطفل، الواقع والرهانات" بقسنطينة

إثراء الممارسة الفنية بالمسرح الصغير

إثراء الممارسة الفنية بالمسرح الصغير
  • القراءات: 508
م. ن م. ن

دعت دائرة المسرح بتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" مؤخّرا كافة المعنيين من باحثين وممارسين للمشاركة في الندوة العلمية الخاصة بـ«مسرح الطفل، الواقع والرهانات" والتي ستعقد يوم 11 جوان القادم بالمسرح الجهوي لمدينة قسنطينة قصد إثراء هذا الموضوع الحيوي المتعلّق بالمسرح الصغير الذي يبنى على ركائزه جمهور الغد ويتدعّم به المشهد الثقافي والفني العام لأيّ مشروع نهضوي. القائمون على الملتقى انطلقوا على أساس أنّ اهتمام المجتمعات المعاصرة بثقافة الطفل نابع من إدراك هذه المجتمعات للعلاقة القائمة بين التربية والتعليم والثقافة والفن لإعداد جيل واع بمستقبله ويعكس الحرص على إنشاء المسارح وإقامة التظاهرات المسرحية ومختلف المسابقات وإدراج مادة المسرح في البرامج الثقافية والتعليمية للدول المكانة المركزية التي يحتلها الطفل في الأسرة والمجتمع وفي خطط التنمية البشرية. ورافق هذا الاهتمام تطوّر البحث في عالم الطفل وخصوصيته كمتلق يستوجب العناية بما يقدّم له واحترامه بوصفه متفرّج المسرح المتجدّد في المستقبل، وتعويده على العمل الفني الجيد وتنمية ذوقه وتربية حسّه الجمالي وتطوير خياله وزرع القيم الإنسانية فيه وحثّه على حب الحياة.وأضاف المنظمون في ورقة طريق الملتقى أنّه ولا يغيب عن بال أحد أنّ مسرح الطفل والعروض الموجّهة لجمهور الناشئة تتطلّب وسائل فنية تختلف كثيرا عن تلك التي تميّز المسرح الموجّه لجمهور الكبار، بل إنّ هذا المسرح يتطلّب مستوى فني رفيع ما انفك المصلح المسرحي الكبير قسطنطين ستانسلافسكي يؤكّد عليه لممثليه ويدعوهم إلى ضرورة التمثيل للصغار كأنّهم يمثّلون للكبار ولكن بطريقة أحسن. ويعكس اختيار موضوع الندوة ـ حسب المنظمين - الوعي العميق بالرهانات والتحوّلات التي طرأت على المشهد الثقافي المحلي والدولي، والحرص على حماية الطفل من كلّ أشكال الاختراق وتمكينه من التسليات المفيدة، وهو ما يدفع للتساؤل أولا عن مكانة مسرح الطفل في المؤسّسات التعليمية والبرمجة العامة للمسارح، وثانيا عن السياسات المنتهجة في إنتاج وتوزيع العروض الموجهة للأطفال، وثالثا عن المعايير والرؤى الفنية لعروض الأطفال؟. في هذا السياق، تتوخى الندوة تسليط الضوء على الممارسة المسرحية الموجّهة للأطفال في الجزائر وفي العالم العربي ومقارنتها بالتجارب المماثلة في العالم. وانطلاقا من هذه الأهداف، سيتم اقتراح مناقشة هذا الموضوع من خلال المحاور الثلاثة التالية وهي "فلسفة مسرح الطفل وجمالياته ومكانته ودوره في المجتمع"، "الدراسات التي أجريت حول التجربة المسرحية الجزائرية" ومحور يخصص للممارسين.