جامعة "الشهيد حمه لخضر" بالوادي

إبراز "النثر الصوفي وقضاياه"

إبراز "النثر الصوفي وقضاياه"
جامعة "الشهيد حمه لخضر" بالوادي
  • القراءات: 7340
❊نوال جاوت ❊نوال جاوت

ينظم قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب واللغات لجامعة "الشهيد حمه لخضر" بالوادي، يوما دراسيا حول "النثر الصوفي وقضاياه النقدية والجمالية"، في الرابع عشر فيفري القادم، قصد التعريف بفنون النثر الصوفي وأعلامه، والبحث عن موقع النثر الصوفي داخل تاريخ النثر الفني العربي.

ينطلق القائمون على هذه التظاهرة العلمية، من أن الأدب الصوفي (شعره ونثره) رافدا مهم وركيزة أساسية ارتكز عليها المتصوفة، "مكنتهم من البوح والتعبير عما يتأجج في صدورهم من الفيوضات الإلهية، فجادت قرائحهم بشعر عذب سَلس يحمل خالص تجاربهم، ويعبّر عن صافي مشاعرهم وأصدق عواطفهم تجاه الذات الإلهية. فَتزَيَّـا الشعر الصوفي بزي الشعر العربي، وأخذ عنه معانيه العميقة، وصوره البديعة الفاتنة".

أشارت ديباجة اليوم الدراسي، إلى أن النثر الصوفي كان له مكانته، فصار منذ العصر العباسي مادة للمعرفة الصوفية، فتنوع عندهم النثر بين: الدعاء والتهجد والوعظ والمناجاة، المخاطبات، الوقفات..إلخ ليُبلّغ التصوف من خلال هذين الفنين (الشعر والنثر) رسالتين، رسالة روحية تربط الخَلق بالخالق وبعوالم ما ورائية صافية نقية، ورسالة جمالية مُتمثلة فيما تميز به الخطاب الصوفي من خصائص فنية، لكن ومع ذلك،  يظل النثر الصوفي بعيدا عن دائرة الاهتمام، حيث لم يأخذه كثير من الباحثين الكبار ضمن بحوثهم حول النثر الفني، من أمثال الدكتور زكي مبارك في كتابه "النثر الفني في القرن الرابع الهجري"، والدكتور شوقي ضيف في كتابه "الفن ومذاهبه في النثر العربي"، والدكتور عمر الدقاق في كتابه "ملامح النثر العباسي"، أحاطوا بكل أنواع النثر وأشكاله، لكنهم أهملوا النثر الصوفي، باستثناء نثر أبي حيان التوحيدي؛ لأنهم لا يعدونه نثرا صوفيا، فأُهمل نتيجة لذلك البيان الصوفي الجديد، وأساليبه المبتكرة، فالصوفية، فضلا عن كونها ثورة مضامين، هي ثورة أشكال فجَّرت اللغة المعهودة، فالتقت حضارةُ اللفظ حضارةَ المعنى، وانصهرت الحضارتان في بوتقة واحدة، مثّلت ذروة شامخة في البيان العربي، والإنساني، وأفرزت معيارا جديدا وحيدا، كما تذهب إلى ذلك الدكتورة وضحى يونس.

وباستثناء بعض الباحثين الذين أشاروا في بعض مؤلفاتهم إلى ظاهرة النثر الصوفي، من أمثال الشاعر والناقد المعاصر أدونيس والدكتور مصطفى ناصف، ظل النثر الصوفي بعيدا عن دائرة ضوء الباحثين.

ويرمي المنظمون من خلال تنظيم اليوم الدراسي حول"النثر الصوفي وقضاياه النقدية والجمالية"، إلى الوقوف عند جماليات النثر الصوفي، وتأويله باطنيّا لاكتشاف البلاغة الصوفية الجديدة، وإبراز الجهود النقدية المبذولة (قديما وحديثا) من أجل نقل الكتابة الإبداعية الصوفية من هامش التاريخ الثقافي العربي إلى مساحة الضوء، وإلى الاهتمام بالبعد السيميائي التحويلي الذي لم تتمتع به كتابةٌ قبل النثر الصوفي، على رأي أدونيس.

قُسمت التظاهرة هذه إلى أربعة محاور هي "التعريف بفنون النثر الصوفي وأعلامه..الدعاء، التهجد، الوعظ، المناجاة، المخاطبة، الوقفة، المناظرة، الحكمة، الرسالة، الحكاية (تحليل نماذج)"، "النثر الصوفي وقضاياه النقدية، الرمز (بكل أشكاله)، الخيال (بكل أنواعه)، التأويل، الشطح..إلخ، فضلا عن "النثر الصوفي وقضاياه الجمالية (اتجاهاته الأدبية)، جمالية اللغة الصوفية ومستوياتها، المعجم والدلالة، الإيقاع، الرمز كمكون جمالي، التناص، ورابعا "الجهود النقدية المبذولة (قديما وحديثا) من أجل نقل الكتابة الإبداعية الصوفية من هامش التاريخ الثقافي العربي إلى مساحة الضوء".