متحف الفن والتاريخ بتلمسان

إبراز أهمية إعادة تنظيم المخازن بالمتاحف الوطنية

إبراز أهمية إعادة تنظيم المخازن بالمتاحف الوطنية
  • القراءات: 388
 ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

شــكّل موضوع "إدارة المخاطر وإعادة تنظيم المخازن بالمتاحف الوطنية"، محور اليوم الدراسي الذي احتضنه المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان، في إطار إحياء فعاليات شهر التراث، الذي جاء هذه السنة تحت شعار "التراث الثقافي وإدارة المخاطر في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية"، بمشاركة متاحف وطنية؛ على غرار الباردو، والتعابير والتقاليد الشعبية، ومتحف الآثار القديمة بالعاصمة، وكذا متحف "زبانة" بوهران.

أُبرزت، خلال هذا اللقاء، المشاكل المحدقة بالمتاحف من الأخطار الداخلية والخارجية، وما يترتب عليها من نتائج وخيمة لا يكون إلا بتذليل هذه الصعوبات؛ فإدراك أهمية الحفظ شيء ضروري وفعال من خلال إدارته بأسلوب مستدام، يسمح بالمضيّ قدما، ويفتح طرقا جديدة لتطوير مجال الحفظ في المتاحف؛ فالمتحف الحديث، كما جاء في أشغال الملتقى، ليس هو متحف القرن الماضي لما يعرفه من تطور ملحوظ على مستوى التقنيات، والعمليات التطبيقية من مراقبة وتحليل على مستوى أثاثه الداخلي، وتدابير وعرض وتخزين مقتنياته، وصيانتها من خلال توفير وسائل الوقاية والسلامة الأمنية؛ ما يستوجب السعي اليوم، حسب المتدخلين، للتطلع لكسبها، واقتنائها بشتى الطرق، ووضعها في متناول الطاقم البشري، الساهر على حمايتها، وتوفير معيار الكفاءة المهنية المستند على المنهج الصحيح والفعال في تحسين شروط التخزين، وعلى مجموعة من المعايير التي تحددها مبادئ الحفظ.

هذه المعايير تصب في اتجاه واحد، يكمن في توفير جميع المتطلبات اللازمة للبناء الجاد لمخطط التنظيم داخل المخازن؛ من أجل وضع تصميم فعال لأنظمة التخزين. كما يجب الغوص أكثر في هذا النوع من الدراسات؛ لأن الغرب آمنوا بمبدأ التعاون والشراكة بين التخصصات، والذي أرسى دعائم علمية، مكنتهم من تجاوز الكثير من المشاكل والصعوبات في الوسط المتحفي بفضل مجهود المتخصصين، واختلاف انتمائهم التكويني في العلوم الفيزيائية والبيولوجية.

وأبرز اليوم الدراسي من خلال المتدخلين من الأساتذة والباحثين القادمين من مختلف المتاحف الوطنية، عـدة محاور حول إدارة المخاطر في المتاحف الوطنية؛ منها "إدارة المخاطر في المتاحف الوطنية" لقدور مجاهد من المتحف الوطني زبانة بوهران، و"حفظ المجموعات المتحفية وجردها" مع فيروز بوخنوفة من المتحف الوطني البارود بالجزائر العاصمة، و"إدارة المخاطر في المتاحف الوطنية" لشابحة أوحاشي من المتحف الوطني للآثار القديمة بالجزائر العاصمة. 

أما الجلسة الثانية فتميزت محاورها بعدد من المداخلات، منها "إعادة تنظيم المخازن بما يتماشى مع المخططات الوقائية" لصليحة بوعلي من المتحف الوطني البارود بالجزائر العاصمة، وكذا "إعادة تنظيم مخازن المتحف الوطني للتعابير والتقاليد الشعبية الجزائرية أنموذجا"، لنورة حميدي من المتحف الوطني للتعابير والتقاليد الشعبية بالجزائر العاصمة.

من جهتها، برمجت لجنة التنظيم لهذا اليوم الدراسي، محورا آخر حول "إعادة تنظيم المخازن المتحفية"، إلى جانب محور "إعادة تهيئة وتنظيم المخازن الأثرية" منها مخزن المتحف العمومي الوطني للآثار القديمة بالجزائر العاصمة. واختُتمت أشغال هذا اليوم الدراسي بورشات عمل؛ بهدف تحسين إمكانيات حماية المجموعات المودعة لإعادة تنظيم المخازن، وهي أداة عملية توفر مواد ومصادر مفيدة للاستراتيجيات والبرامج التدريبية، وتمكّن الكوادر العاملة في المتاحف من استعادة القدرة على التحكم بمجموعاتهم المخزَّنة.

كما يشهد المتحف الوطني العمومي للفن والتاريخ لمدينة تلمسان خلال الفترة الممتدة من 18 أفريل إلى 18 ماي 2024 تزامنا مع فعاليات شهر التراث، استقبالا يوميا لعدد من تلاميذ المؤسسات التربوية من مختلف الأطوار؛ بغية التعرف عن قرب، على مختلف محتويات أروقة المتحف، والذين تلقوا باهتمام  وانتباه، الشروحات المقدمة من طرف إطارات المتحف.