المهرجان الدولي للشريط المرسوم في طبعته 17
إبداع.. تكنولوجيا.. ورسائل إنسانية

- 294

تشهد ساحة رياض الفتح بالعاصمة، أجواء مميزة، مع الطبعة السابعة عشرة للمهرجان الدولي للشريط المرسوم، حيث توافد جمهور غفير من مختلف الفئات العمرية، ليعيش على مدار أيام التظاهرة، لحظات من المتعة والإبداع، في عالم يمزج بين الخيال والواقع، ويعكس ثراء التجارب التي يطرحها المشاركون، القادمون من داخل الوطن وخارجه.
بالمناسبة، التقت "المساء" بعدد من المشاركين في الطبعة السابعة عشرة للمهرجان الدولي للشريط المرسوم، الذي عرف تنظيم معارض ومحاضرات وورشات تكوينية، ومسابقات ولقاءات مع فنانين وناشرين ومبدعين، من بينهم السيدة نجاة بلعباس، مديرة مجلة "غميضة"، التي قالت لـ"المساء"، إن المجلة حضرت هذه السنة بورشات متعددة، تستهدف الكبار والصغار على حد سواء، منها ورشة الشريط المرسوم للكبار، وورشات للأطفال من 6 إلى 12 سنة، إضافة إلى ورشات السيناريو والتلوين والفخار، مؤكدة أن الهدف، هو ربط التراث بالفن الحديث، وإعطاء الطفل فرصة للابتكار.
وأشارت إلى أن هذه الأنشطة، عرفت إقبالا واسعا من الجمهور، الذي وجد فيها فرصة للتعلم والترفيه في آن واحد، خاصة وأنها مجانية وتديرها أسماء محترفة في الميدان. كما ذكرت أن المهرجان يتيح أيضا فضاء للمسابقات، بالتعاون مع متعاملين اقتصاديين، حيث يتم يوميا تقديم ثلاث هدايا، ويخصص اليوم الختامي لعشرين هدية، في مبادرة تعكس الاهتمام بالجانب التحفيزي للمشاركين.
من جانبها، تحدثت أمينة منصوري رفقة قواسمية منال، من مؤسسة "تكنو"، عن الدور الذي تلعبه المؤسسة في دعم عشاق المانغا والرسوم، مشيرة إلى أنها قررت تخفيض أسعار منتجاتها إلى غاية 40 بالمئة، طيلة شهر أكتوبر، وهي مبادرة امتدت إلى المحلات التابعة للمؤسسة أيضا. ولم تكتف "تكنو" بالجانب التجاري، بل قدمت بادرة إنسانية في طبعتها الثانية، بشعار "ارسم زهرة"، تضامنا مع فلسطين، من خلال لوحة جماعية سيتم عرضها بالمديرية.
ولم يكن فضاء الألعاب أقل جذبا، إذ أكد صبري بن باسيط، الذي يشارك في المهرجان منذ 2017، أن الأنشطة المبرمجة هذا العام، لاقت اهتماما أكبر، خصوصا الألعاب المرتبطة بسماعات الواقع الافتراضي، التي أقبل عليها الجمهور بكثرة، نظرا لغلاء تجهيزاتها وصعوبة تجربتها خارج المهرجان. وأضاف أن المنافسات شملت ألعاب "بلاي ستايشن 5"، ومسابقات "خمسة ضد خمسة" وغيرها، مشيرا إلى وجود لاعبين محترفين، من بينهم بطل إفريقي في لعبة "ستريت فايتر"، ما أضفى حماسا خاصا على الأجواء.
في مجال أدب الطفل، قدمت الكاتبة والرسامة المختصة في قصص الأطفال، بسمة يحياوي، تجربتها، من خلال دار نشر "بسمات"، التي فتحت أبوابها لإنتاج كتب حديثة، تزاوج بين النص والصورة، وتجعل من الكتاب صديقا للطفل، بدل أن يشعر به كواجب ثقيل.
وقالت إن الفكرة تقوم على استعمال رسومات وكتب مصورة، وحتى كتب بالفيديو، لتجذب الطفل أكثر، وتتيح له متعة تقليب الصفحات، مع اقتراح كتب تفاعلية، تقدم ألعابا بسيطة داخل النص. هذه التجربة الجديدة تندرج، حسبها، ضمن رغبة صادقة في إعادة الاعتبار للكتاب، وسط هيمنة الشاشة.
في السياق نفسه، سجلت المكتبة الوطنية الجزائرية حضورها، لأول مرة، في هذا الحدث، حيث أكدت رئيسة مصلحة النشاطات الثقافية، راضية بوزيدي، أن المشاركة جاءت من خلال ورشة للمطالعة موجهة للأطفال، بهدف تعزيز القراءة وإعادتهم إلى الكتاب. وأضافت أن جناح المكتبة يضم أيضا كتبا بطريقة البراي وأشرطة مرسومة، إلى جانب جناح خاص بوزارة الثقافة والفنون، التي عرضت منشوراتها في إطار دعم الكتاب.
من جهة أخرى، عرفت التظاهرة مشاركة متميزة من اليابان، حيث أعلنت الملحقة الثقافية اليابانية، عن تنظيم مسابقة للمانغا، شارك فيها 16 رساما جزائريا عصاميا، على أن يتولى الجمهور التصويت لاختيار الفائز الذي ستكافئه السفارة بتذكرة سفر إلى اليابان.
أما الضيف المصري خالد عبد العزيز، الكاتب والرسام الذي راكم تجربة تمتد لثلاثين سنة، في مجلات عربية ودولية، فقد عبر عن سعادته الكبيرة بزيارته الأولى للجزائر، مثمنا الحفاوة التي حظي بها، ومشيدا بمستوى المهرجان الذي لم ير له مثيلا، حسب تعبيره. وأكد أن المهرجان يشكل فضاء لتعريف الدول بثقافة بعضها البعض، فضلا عن الرسائل الإنسانية التي حملها، خصوصا في ما يتعلق بالتضامن مع فلسطين.
وبلمسة عصرية، شاركت الطالبة فلة مايليس، من المدرسة العليا للفنون الجميلة، بتنشيط ورشة للنمذجة ثلاثية الأبعاد، استعملت فيها طابعات بالخيط وأخرى بالريزين، مبرزة اختلاف النتائج، مع أفضلية للمستعملة بالريزين. وأوضحت أن هذه الورشة وُجهت إلى الطلبة والجمهور على السواء، وركزت على نمذجة شخصيات من الشريط المرسوم الجزائري، تحديدا المتعلقة بالأشرطة المرسومة لـ"سليم".
كما لم تغب دور النشر الوطنية عن الموعد، حيث حضرت المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وغيرها، بعروض وتخفيضات شملت الروايات والأشرطة المرسومة، بالإضافة إلى وجود نقاط بيع منتجات تخص فن الشريط المرسوم والمانغا.