واسيني الأعرج في مقام سيدي عبد القادر الجيلاني

أيقونة من التراث الجزائري وصورة من المقاومة الثقافية

أيقونة من التراث الجزائري وصورة من المقاومة الثقافية
الروائي واسيني الأعرج
  • 879
مريم. ن مريم. ن

زار الروائي واسيني الأعرج، مؤخرا، مقام سيدي عبد القادر الجيلاني البغدادي (عبد القادر الجيلي أو الجيلاني أو الكيلاني 470 - 561 هـ)، وذلك في إطار جولة تقوده إلى العراق، للمشاركة في عدة تظاهرات ثقافية. وقد استحضر الأعرج، بالمناسبة، حضور هذا العلاّمة في الثقافة والتراث الجزائري.

 

عرّف واسيني الأعرج بهذه الشخصية قائلا إن الشيخ هو أبو محمد عبد القادر بن موسى بن عبد الله، يعرَف ويلقب في التراث المغاربي بالشيخ "بوعلام الجيلاني"، وبالمشرق عبد القادر الجيلاني، ويُعرف أيضا بـ"سلطان الأولياء"، مؤكدا أنه إمام صوفي، وفقيه حنبلي شافعي، لقبه أتباعه بـ"باز الله الأشهب"، و"تاج العارفين"، و"محيي الدين"، و"قطب بغداد". وإليه تنتسب الطريقة القادرية الصوفية، ثم قال: "كانت زيارة عظيمة لأني أتذكر أنه رؤِي أن أحد أجدادي عندما كان الاستعمار الفرنسي أيام إنجاز الحالة المدنية لضبط الساكنة ولتمزيق النظام القبلي أكثر، بدأ يعطيهم أسماء مهينة كثيرا مسبوقة دوما بـ "بو"؛ إذ مايزال إلى اليوم يعاني الكثير من الجزائريين منها، عندما سأل الضابط الفرنسي جدي سيدي محمد، أيَّ اسم تختار؟ قال لعرج (الأعرج) تبركا بالصوفي العظيم، بسيدي عبد القادر الجيلاني الذي كان ينادى بهذا الاسم أو النعت لإصابته في أواخر عمره بضرر في قدمه اليمنى ورغم المعاناة ظل يؤمّ المساجد، ولم يوقفه ذلك عن مرضاة الله، والتماهي في سيدي عبد القادر الجيلالي، غلب على الصفة التي أصبحت عنوانا للمقاومة".

للإشارة، هناك قصيدة في شعر الملحون عن القطب عبد القادر الجيلالي،  مستوحاة من التراث، ومن ديوان الشاعر الجزائري عبد القادر بطبجي. ويبقى هذا التراث حيا في الوجدان الشعبي والصوفي، تغنت به الأجيال إجلالا لهذا العالم الفقيه، الذي ملأت حياته ومواقفه العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه. كما التزم العديد من الفنانين الجزائريين بإحياء هذا التراث، وإيصاله إلى العالمية، مثل ما كانت الحال مع الشاب خالد، وحسني،  والزهوانية، ورشيد طه، وشيوخ البدوي، وغيرهم ممن رووا أمجاد الشيخ وكراماته. ويُعد موضوع التراث من بين المواضيع التي شهدت حضورا كبيرا على الساحة الأدبية، خاصة منها الرواية، ويتعلق بهوية وكيان الشعوب، وواسيني الأعرج كان واحدا من الذين يلتفتون إلى التاريخ والتراث كمادة أولية للإبداع؛ ما تجلى في العديد من رواياته. ويبدو الروائي مولعا بهذه الزيارة التي تعكس مدى هذا الاهتمام بالتاريخ والتراث، والعرفان بما قدّمه السابقون.