وهبي يترجم قصيدتين للراحلة نادية قندوز 

أوجاع من ذاكرة استعمارية

أوجاع من ذاكرة استعمارية
  • القراءات: 631
مريم. ن مريم. ن

ترجم الكاتب والمسرحي المعروف علاوة وهبي، مؤخرا، من الفرنسية إلى العربية، قصيدتين من شعر الراحلة نادية قندوز من ديوانها آمال، القصيدة الأولى بعنوان تناقض، والثانية أخي محيي الدين. وتأتي هذه المبادرة عرفانا بهذه الشاعرة والمجاهدة الكبيرة التي تركت أعمالا راقية.

الراحلة من مواليد 26 فيفري 1932 بالقصبة حيث عاشت طفولتها. تخلت عن الدراسة وهي صغيرة بسبب أوضاع اجتماعية خاصة بأسرتها. دخلت المستشفى بسبب مرض عضال أصابها في سن المراهقة، وهناك اكتشفت حب المطالعة على سرير مستشفى الدويرة، ومع ذلك بقي شغفها بالتعليم معلقا كحلم تحقق، مع متابعتها دروسا بالمراسلة في مجال التمريض. كانت في سن شبابها مداومة على المكتبات، تنهل منها ما تيسر من العلم، لا سيما مكتبة عبعوب التي أسستها جمعية العلماء المسلمين.

وفي سنة 1954 تنقلت للعلاج بإحدى المستشفيات بفرنسا، وهناك انخرطت في العمل السياسي ضمن فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، وسُجنت شهورا بأحد السجون الفرنسية بسبب نضالها. وباستقلال الجزائر انخرطت نادية قندوز في الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وناضلت من أجل ترقية عمل المرأة في الجزائر المستقلة. صدرت لها أعمال شعرية متتالية، بدءا من ديوانها البكر الموسوم آمال الذي صدر سنة 1968، ثم ديوانها التالي الحبل سنة 1974. وتم اعتماد بعض أشعارها في المقررات الدراسية لبعدها الوطني والجمالي. كما كانت الراحلة عضوا في اتحاد الكتّاب الجزائريين. وشاركت في العديد من الملتقيات والفعاليات والأمسيات الشعرية منها، والثقافية والفكرية.

آخر أعمالها الشعرية ديوانا حالة حصار و«صيف تحت الدبابات، لكن غابت دواوينها الشعرية المفقودة والنادرة أصلا، مع أنه تم إعادة إصدار العديد من الكتب والدواوين الشعرية مؤخرا. وينتظر الكثيرون تكريم هذه الشاعرة المجاهدة بإصدار الأعمال الكاملة لها؛ عرفانا بنضالها وبما قدمته للمشهد الأدبي الجزائري طوال عقود من الزمن. وتوفيت الشاعرة في شهر أفريل من سنة 1992.