الفنانة سعاد عسلة لـ "المساء":

أنا منشغلة بهموم الفنان

أنا منشغلة بهموم الفنان
  • 677
  حاورها: ع. بزاعي حاورها: ع. بزاعي

أصبح المفهوم المعروف بالأصالة المرتبط بمدوّنة موسيقية أو بعض الأغاني، متّصلا بفكرة أنّ كلّ ثقافة لها رموز. من هذا المنطلق استدرجت "المساء" الفنانة سعاد عسلة التي تتلمذت على يد المعلمة حسنة البشارية، للحديث عن التضارب الحاصل من حيث تحديد ماهية التراث وعلاقة العمل الإبداعي عامةً بعنصر الأصالة، التي امتدت لجيل من الفنانين ينبشون في التراث.

 القراء يريدون المزيد عنك، ماذا تقول سعاد عسلة؟

أنا مغنية جزائرية أواكب التطور الحاصل في مجال الفن. وتشمل كذلك بحوثي في التراث، كتابة الأغاني، كنت عازفة ضمن الفرقة الموسيقية للمغنية الكبيرة حسنة البشارية. من مدينة بشار، مقيمة بفرنسا، في رصيدي الفني ما لا يقل عن 05 ألبومات. حاليا لدي ألبوم جديد في الأسواق أطلقته بالجزائر.

 تشاركين للمرة الثانية بتيمقاد، ماذا يمثل لك المهرجان في حد ذاته؟

 سعيدة بوجودي بباتنة لملاقاة جمهور تيمقاد مجددا. لقد تلقيت الدعوة بفرح وسرور، إذ ألفت جمهور تيمقاد الذواق للفن. وسأعمل على إسعاده في هذا الحفل، وسأجعله يتفاعل مع التراث. وبالنسبة للمهرجان فأنا أضعه في خانة المهرجانات الكبيرة، وبإمكانه الترويج خارج الوطن للفن الجزائري في مختلف طبوعه. 

 باعتباره مهرجانا دوليا عريقا، هل تعتقدين أن المشاركة الدولية للفنانين كافية لإضفاء الصبغة عليه؟

حقيقة مهرجان تيمقاد يحتاج لمشاركة فنانين كبار مع تنويع المشاركة لتشمل فنانين آخرين من أمريكا وأوروبا الشرقية؛ لأنّ المشاركة العربية فيه مقبولة إلى حدّ ما بالنظر إلى الأسماء التي تعاقبت عليه. 

 تعتمدين في أغانيك على المزج بين مختلف الطبوع؛ الصحراوي والقناوي وبطبوع غنائية غربية مثل "الصالصا" و«الجاز"، هل تتوقعين نجاحا من وراء ذلك؟

أكيد. هي تجربة ناجحة في ألبوم سابق عنوانه "جوال" الذي يضم عدة أغان من مختلف الطبوع، خاصة الصحراوي والقناوي النابع من إفريقيا السوداء. كما مزجته بطبوع غنائية غربية مثل "الصالصا" و«الجاز".. الأغاني من أدائي، وأغلبها من تأليفي.. سأوصل على هذا الدرب بحثا ونبشا في التراث.

 ما هي المواضيع التي تتناولينها في غنائك؟

أتطرّق لمواضيع متنوّعة اجتماعية على غرار السلام، وأخرى عن الهجرة السرية وظاهرة العبودية والغربة. وأحاول أن أحلل بعض الظواهر التي تلفت انتباهي في قالب موسيقي.

 هل تعتقدين بسهولة المهمة عند النبش في التراث؟

حقيقة.. يتطلب ذلك جهدا كبيرا، وهو ما أقوم به لجعل المستمع مطّلعا على مختلف الثقافات. أعمل على ضرورة نقل مشكلات وهموم المجتمع وتطلعاته من بوابة الفن الراقي؛ بهدف تسليط الضوء على مواقع الخلل والفساد لمعالجتها بالشكل الذي يخدم المجتمع، إضافة إلى ضرورة رعاية المواهب الشابة الوافدة على الساحة الفنية، وتنميتها ومساعدتها لتأخذ فرصتها بالعمل.

 وماذا عن التضارب الحاصل من حيث تحديد ماهية التراث، وعلاقة العمل الإبداعي عامةً بعنصر الأصالة التي امتدت إلى جيل من الفنانين؟

يحمل مشروع "التراث والتجديد" هموم الإنسان فكرا وواقعا ووطنا في العالم العربي المعاصر، وهو يقاوم لإبداء الموقف الحضاري من التراث العربي الإسلامي ومن التراث الغربي، ومن الواقع بأبعاده الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والثقافية والفكرية والفلسفية. ولا يدور الحديث فقط عن التضارب، بل يشمل الصراع والاجتهاد في فكّه. واجتهادي يصب في هذا الاتجاه للتخلص من التخلف الفكري والاجتماعي، وخلق الانسجام بين العقل والتراث والواقع بتفعيل دور الفن في هذا المسعى. 

 في الغناء الصحراوي تركزين على المديح، لماذا؟

 لأن له من الدلالات الروحية التي تعبّر عن الانتماء للإسلام، خصوصا أنّ الأوربيين يمتلكون في فضولهم حب الاطلاع على الثقافات.

 وعن هموم الفنان الجزائري ماذا تقول عسلة؟

حقيقة توجد مشاكل يعاني منها الفنان الجزائري وهو في نضال مستمر من أجل الفن، لا يجب عليه أن يفشل لإدراك ما تحقق للفنانين الأوربيين الذين لا يجدون صعوبات مع متعهدي الحفلات.

كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟ 

 أتمنى أن تصل الرسائل التي نقدمها عبر الفن، ليعم السلام والحب في العالم، ويعيش الجميع في حرية وسعادة.