الكاتب الشاب أشرف مسعي لـ”المساء”:

أنا عاشق للأدب ”الكابوسي”

أنا عاشق للأدب ”الكابوسي”
  • القراءات: 786
لطيفة داريب لطيفة داريب

أشرف مسعي، كاتب شاب اختار الولوج إلى عالم الكتابة من باب الفلسفة، ليصدر عن دار ”أدليس” للنشر والتوزيع، كتاب ”خطيئة قديس”..”المساء” وبغية التعرف على أشرف مسعي، اتصلت به وأجرت معه هذا الحوار.

من هو أشرف مسعي؟

❊❊ أشرف مسعي من ولاية تبسة، تحديدا بلدية صفصاف الوسرى، ابن التاسع عشر ربيعا، طالب لغة وأدب عربي بجامعة ”الشيخ العربي التبسي” -تبسة- وطالب جامعي سابق بجامعة ”الأمير عبد القادر” بقسنطينة.

حدثنا عن كتابك ”خطيئة قديس”؟

❊❊ ”خطيئة قديس” عبارة عن مجموعة نصوص فلسفية كافكاوية نقدية ساخرة، تعالج عدة مواضيع أغلبها اجتماعية، صادر عن دار ”أدليس للنشر والتوزيع” بباتنة .

إلى ما يعود اختيارك الكتابة في مجال الفلسفة؟

❊❊ ببساطة، لأنني عاشق للدراسات والبحوث الفلسفية، أردت الخوض في رحلة بحث في مغاور اللاشعور وأروقة النفس الإنسانية، بحثا عن الحقيقة المطلقة، على أرصفة الوجود والكينونة الإنسانية المجردة من التزييف والدنس، حسنا لنقل البحث عن القداسة والمثالية في معناها وجوهرها الإنساني، ومثلها العليا والسامية الذي لا تشوبه شائبة.

لماذا صنفت كتابك ”خطيئة المقدس” ضمن رواق الفلسفة الكافكاوية الساخرة؟

❊❊ صنفته ضمن هذا الرواق الفلسفي، لأن الإنسان الذي يعي جيدا ما تعنيه الحقيقة المطلقة سينتهج طريقا للسخرية... الحقيقة تكمن في معالي السعادة... ههه سعادة ... أنتم تبحثون عن هذه الأخيرة، حسنا سأخبركم بالحقيقة المطلقة، لكن لا تسخروا، بل واصلوا تجارتكم، لا وجود لمصطلح السعادة على سطح الكرة الأرضية، حسنا أعلم أنكم ستتساءلون عن دليل يثبت هذا الادعاء، الذي لا شك أنكم ستقولون فيما بعد أنه كاذب، وأن هذه سفسطة تشائمية.. ”أين السعادة في دنيا تدخلها بالبكاء عند الولادة وتنتهي بالبكاء عليك .. أعلم أنني بعثت داخل أرواحكم شتاء باردا بائسا يخلو من قصائد الغزل.. لكن هذه حقيقتكم يا سادة تقبلوا هذا الكلام من هذا المعتوه الأبله الذي يعي دائما ما يقوله، حسنا أعلم أن حفل السخرية مني سينطلق وداعا تسخر نفسي من نفسي أحيانا ... نخبكم ونخب كأسي ونخب شياطين تقرع رأسي.

في العادة، يلجأ الكاتب الشاب إلى كتابة القصة وربما الرواية، في حين اخترت الكتابة في الفلسفة في أول إصدار لك، إلى ما يعود ذلك؟

❊❊ أظن أن الفلسفة اختارتني ولم أخترها، نعم أعني بهذا أنني كثير الأسئلة (الوجود، الخلق، السعادة، الموت، الحياة، الخير، الشر)، فكل ما وراء العالم الفيزيائي يعنيني وينجيني، أبحر وأعبر عبر قوارب السؤال إلى المعرفة، سؤال يسحرني وجواب يلهمني في البحث عن سؤال آخر، ربما خرجت عن فحوى الموضوع أو السؤال أصلا، لكن الخروج عن نص السؤال في الفلسفة خاصة لا يعني الخروج عن الموضوع، بل هو تمرد عن المألوف، ليس تهورا بل جرأة، في بعث روح فكرية لموضوع قديم بفكر متجدد وقيم ومبادئ ثابتة، حسنا لنقل مصطلح جديد لمسة عصرية فكرية.

وماذا عن اهتمامك بصفة أدق بكتابات كافكا؟

❊❊ الفلسفة الكافكاوية النقدية الساخرة، حسنا، انتهجت الكتابة فيها تأثرا بالكاتب والفيلسوف التشيكي فرانز كافكا، وهذه بعض الروايات والقصص القصيرة التي قرأتها له وأنصح الجميع بالاطلاع عليها، وهي ”المسخ”، ”رسائل من كافكا إلى ميلينا”، ”المحاكمة”، ”القلعة”، ”أمريكا”، ”في مستعمرة العقاب”، ”فنان جوع”، ”طبيب ريفي”، ”أمام القانون” و”شعب الفئران”.

يشدني في كتابات كافكا العمق الفلسفي الإنساني، نعم أنا عاشق للأدب ”الكابوسي” فحياتنا اليوم عبارة عن كابوس مخيف لكنه مضحك، لأنه سينتهي يوما أما نحن ففي حضرة آلهة الفن أي لنلغي وجود مصطلح الفناء، والإنسان كائن يتغذى على الذكريات لهذا لن يفنى لأن هذه الأخيرة خالدة، ولهذا احتمال حصول الكارثة سيظل قائما في ظل وجود كائن يفرزها ألا وهو الإنسان.

هل في جعبتك مشروع كتابي جديد؟

❊❊ نعم سأخوض بعد هذه التجربة معترك الرواية وسأحافظ دائما على اللمسة الفلسفية، لأنها أنا.

هل تعتبر أن نسبة المقروئية في الجزائر في تزايد؟ وهل يهتم القارئ بمثل التوجه الكتابي الذي تبنيته؟

❊❊ نعم نسبة القراء في الجزائر وفي العالم العربي تزداد يوما بعد يوم، والحمد لله. نعم القارئ الجزائري  يهتم بكل جديد يطرح في الساحة الأدبية التي تعرف ثورة أو لنقل نهضة أدبية كثيرة لطاقات شبابية، لكن تبقى المشكلة الوحيدة في الإشهار والتوزيع الذي يكاد يكون منعدما. 

نعم يهتم القراء بالتوجهات الفلسفية، وخير دليل على ذلك ”خطيئة قديس” الذي لقى رواجا لا نقول كبيرا بل متوسطا في الساحة الأدبية الجزائرية التي تزخر بالكتاب.