مراد سنوسي عند "الأفق الجميل"

"أنا راجل ونعرف اختي" وتجاذبات المجتمع الذكوري

"أنا راجل ونعرف اختي" وتجاذبات المجتمع الذكوري
  • 1172
 خ. نافع خ. نافع

 "أنا راجل ونعرف اختي"، هو عنوان النص المسرحي الذي قرأه الكاتب مراد سنوسي مؤخرا أمام جمهور غفير غصت به قاعة جمعية "الأفق الجميل" بوهران، في إطار نشاطاتها المعروفة بالقراءة المتمدّنة، حيث تضرب الجمعية موعدا لعشاق المؤلفات والنصوص المسرحية. قراءة وتقديم مغاير ذلك الذي قدّمه مراد سنوسي، ففي هذا النص المسرحي الجديد وخلافا لما قدّمه في مونولوغ "متزوّج في عطلة" التي اعتمد فيها على الشخص الفردي أو المونودرام، فإنّ نص "أنا راجل نعرف اختي" ، اعتمد فيه سنوسي على ثنائية الدور من خلال إقحام شخصيتين يؤديهما ممثلين على الخشبة.

وكما يوحي به العنوان، فالنص ذو طابع اجتماعي، يعرض فيه مراد سنوسي تلك العلاقة التي تربط الأخ بشقيقته ووضعيتها في المجتمع، وتبعات تلك العلاقة الأسرية التي نجدها ونصادفها في كلّ الأسر الجزائرية، بين كرّ وفرّ، وبين قبول ورفض الأخ لأخته وكلّ ما يحوم حول تلك الصلة بين طرفي النقيض، فالأخ المتسلّط يجرّب رجولته على أخته التي يجعل منها حقل تجارب يبرهن فيه عن رجولته في التحكّم فيها ومراقبة تصرّفاتها بما يمليه وتقتضيه إملاءات المجتمع الذكوري. لكن مراد سنوسي أراد أن يصيّر هذه "الظاهرة" المجتمعية إلى دعابة ونص فكاهي بامتياز، وأضفى على نصه بعض المواقف الفكاهية والطريفة حتى يكون وقعها وأثرها على المتلقي خفيفا، ويتقبّل الفكرة، فينظر إلى تلك العلاقة الأخوية بمنظور جديد وأقلّ حدّة.

وفي مداخلته، أوضح مراد سنوسي بأنّ المجتمع غني بكم هائل من المواقف والتصرّفات التي تحدث من حولنا ويمكننا الاشتغال عليها وجعلها نصوصا على الخشبة، وتقديمها للمتلقي بشكل "نقدي" ولكن إيجابي. الجمهور الحاضر تابع باهتمام بالغ القراءة التي قدّمها مراد سنوسي في هذا النص المسرحي الجديد المزمع أن يقدّم على خشبة المسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بوهران من قبل ممثلين من ولاية باتنة في شهر سبتمبر المقبل.