"خط الرمل" من الصحراء الغربية
أمل في التحرر

- 569

قدمت المخرجة الصحراوية منى محمد سالم، أول أمس، بدار الثقافة "هواري بومدين" في سطيف، عرضها المسرحي الموسوم بـ"خط الرمل"، ضمن منافسة الأيام العربية للمسرح، التي تنظمها جمعية "فن الإبداع" الثقافية، بالتعاون مع ديوان الثقافة والسياحة لبلدية سطيف.
المسرحية المبنية على الخيال والحلم، تحكي عن القضية الصحراوية التي يراها العالم قضية عادلة، لكنه يتخذ موقف الصمت اتجاهها، ويصور العمل القضية الصحراوية على أنها قبر، وقد وأد المحتل تراثه وثقافته، من خلال رمزية الرداء الأحمر الذي لبسته إحدى شخصيات المسرحية، وغطى زيها الأصلي الذي يمثل ثقافة الشعب الصحراوي، ما يعكس تعنت نظام المخزن للحيلولة دون الترويج لتراث الشعب الصحراوي أو ثقافته، كما تناول دور المحتل في طمس القضية، غير أن العمل "خط الرمل" يرصد أملا في المستقبل.
رغم أن المسرحية صامتة، واعتمدت على الحركة والرقص والموسيقى، إلا أنها صورت ضمنيا الاضطهاد والتشرد والقتل الذي يعيشه الشعب الصحراوي، الذي يطالب سلميا بعدالة قضيته، باستعمال المخرجة لمجموعة من الرموز التي تبدو في ظاهرها دجلا، لكن في عمقها، تحاول رصد كل المعاناة التي يتكبدها الصحراويون في أراضيهم المحتلة.
يتدخل رجال الغيث وهم حاملون للسلاح (المقاتلون الصحراويون)، لإنقاذ الشعب الصحراوي من محنته، ويحتضنه ويواسي آلامهم، في نهاية العرض، وتشعل المرأة ذات الرداء الأحمر، شمعة توحي بالأمل لنصرة القضية، وتحرر الشعب الصحراوي من مستعمره.
تعتقد المخرجة منى محمد سالم، في حديثها للصحافة الوطنية، أن المنابر السياسية لا تكفي للحديث عن قضية شعبها، ومن شأن الثقافة والفنون أن تفعل أكثر، وقالت إن "فن المسرح تحديدا، قادر أن يعرف بالقضية في المحافل والمهرجانات الدولية، ويتعرف علينا العالم وعلى عدالة مطالبنا".
أضافت المتحدثة "نحاول في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، أن نخلق حركة مسرحية، إضافة إلى حركات فنية أخرى في السينما والموسيقى والرسم الموجودة سابقا"، وتابعت تقول، إن اهتمامها بالمسرح شخصي، وقد نهلت من الأنترنت والدروس التفاعلية لتتعلم مبادئ العمل المسرحي، وساعدها المسرحي الجزائري بومدين بلة، ولقنها أهم أسسه.
للتذكير، "خط الرمل" ثاني عمل للمخرجة بعد مسرحية "اتهموني بالتهور"، وقد شارك في مهرجان ليالي الصحراء بأدرار مؤخرا.