"سيعود" للمخرج يوسف محساس

أمل بعد انتظار

أمل بعد انتظار
  • القراءات: 496
دليلة مالك دليلة مالك

قدّم الفيلم الجزائري "سيعود" للمخرج يوسف محساس، المشارك ضمن منافسة مهرجان الجزائر الدولي للسينما الـ11، فئة الأفلام القصيرة، رؤيته بخصوص الأحداث الإرهابية التي تكبدتها الجزائر، والمسماة العشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضي، على أنها فترة وانقضت، وأن القادم أفضل. وقد استعمل رموزا كثيرة، تندرج ضمن فكرته الأساسية "بعد كل شدة يأتي الفرج".

الفيلم (إنتاج 2020، 40 دقيقة) الذي عُرض مساء أول أمس في قاعة "ابن زيدون" في الجزائر العاصمة، يروي قصة الفتى "زكي"، الذي غاب عنه والده بعد حادث انفجار وقع في إحدى المدن، وقد تركه عند الحلاق "سالم" (سليمان بن واري) من أجل دقائق معدودة، لكنها طالت لشهور. في تلك الفترة بقي "زكي" في بيت سالم، ترعاه زوجته "فيروز" (سهى ولهى)، طالت مدة الانتظار، وكبر تعلق الزوجين بالولد المميز، خاصة أنهما لم ينجبا وقد مرت 8 سنوات على ارتباطهما.يعود والد "زكي" في يوم، ويسترجع ابنه أخيرا؛ فقد كان ضحية الانفجار، وبقي في غيبوبة طويلة، فعادت البهجة إلى قلب "زكي"، وانتقل الأسى إلى قلبي الزوجين. وصوّر المخرج بيت سالم يردد صدى صوت زكي، لكن عبثا أن يعيد الدفء الذي صنعه، وسرعان ما جاء الخبر السعيد.. "فيروز" حامل، ليبزغ أمل جديد في الحياة.

ويرصد الفيلم من وجهة نظر الناجين الذين أظهروا مرونة كبيرة في القدرة على الاستمرار في العيش بشكل طبيعي وإظهار التضامن لمساعدة أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إليها، في وقت كانت الجزائر تمر بواحدة من أكثر التجارب الدرامية في التاريخ. تلك هي الطريقة التي اختار بها المخرج يوسف محساس، الاقتراب من فترة العشرية، والصدمات الناتجة عنه، وإذ يعالج العنف الإرهابي بدون أن يظهره بشكل فظ.