الكاتب محمد عبد الله في مقهى "مدينة الورود":

أكتب من الواقع والتاريخ حاضر ومستقبل

أكتب من الواقع والتاريخ حاضر ومستقبل
الكاتب محمد عبد الله
  • القراءات: 524
لطيفة داريب لطيفة داريب

أشار الكاتب محمد عبد الله إلى نهله من الواقع في كتاباته؛ ما يضفي عليها ثقلا أكبر، مضيفا أنه أراد من خلال روايته الأخيرة التي فاز بها بجائزة آسيا جبار بعنوان:"أفصح الريح عن اسمه"، تسليط الضوء على المثقفين الجزائريين، الذين ساهموا في نسج الثورة التحريرية الجزائرية.

استضاف المقهى الأدبي "مدينة الورود البليدة" في موسمه الجديد، الكاتب محمد عبد الله، الذي قدم للحضور روايته الأخيرة "أفصح الريح عن اسمه"، أول أمس، بمقر مدرسة الفنون المنظمة للحدث. واعتبر أن الأدب ليس ما يُكتب فقط، بل هو، أيضا، اللقاءات التي تنظَّم بين الكاتب وقرائه؛ حتى تخرج الكتابة من برجها العاجي، لينتقل في حديثه إلى حيثيات روايته التي فاز فيها بجائزة آسيا جبار للرواية المكتوبة باللغة الفرنسية في طبعتها السادسة، فقال إنه أراد أن يحصر أحداثها في أشهر عديدة ابتداء من عام 1954؛ أي قبيل اندلاع الثورة التحريرية.

وطرح عبد الله صاحب خمس وعشرين ربيعا، العديد من التساؤلات في روايته الرابعة، يأتي في مقدمتها دور الثقافة في تحقيق الثورة التحريرية أو بشكل أدق عن مكانتها في بلد محتل، قرر أبناؤه الظفر بالحرية. وتساءل: "هل يمكن أن يكون للثقافة دور في المقاومة ضد المستعمر في زمن رُفع فيه السلاح وتَقرر فيه نيل الحرية؟". وأجاب أن المقاومة حملت أكثر من وجه، وأن كتابه هذا تطرق للمقاومة المهمة جدا للفنانين والأدباء والصحفيين، متابعا أنه تناول في كتابه، مسألة تعزيز أجيال من المثقفين الجزائريين لمكانة الجزائر دوليا رغم أنها كانت تحت نير الاستعمار. واعتبر أن الثورة التحريرية كان لها أثر كبير على الجزائريين حتى في وقتنا الحالي.

وبالمقابل، تناول الكاتب في روايته هذه، أيضا، اصطدام جزائريين بواقع مختلف تماما عن واقعهم خلال التحاقهم بالمدارس، ممثلا بطفل التحق بالمتوسطة، فوجد نفسه في عالم مختلف عما ألِفه، وكذا أمام حاجز لا نعرف إذا استطاع تخطّيه أم لا، ليعود عبد الله إلى نقطة تم التطرق لها في بداية مداخلته؛ من خلال اهتمام هذا الطفل بالإبداع في زمن عرف بزوغ الثورة التحريرية، وتساؤلات حول جدوى الثقافة في هذه الظروف تحديدا.

وتحدّث محمد عبد الله عن اهتمامه بالتاريخ الذي لا يعنى به الماضي فقط، بل حتى الحاضر والمستقبل، معتبرا أن قراءتنا لأحداث تاريخية تعتمد على نظرتنا الحالية للموضوع، والذي، هو أيضا، مرتبط بالمستقبل، وهذا وفقا لظروف معيّنة؛ مثل طبيعة ميزان القوى في الفترة التي نعيشها، مضيفا أن التاريخ لا يعنَى فقط بالأحداث الكرونولوجية. ورفض الكاتب ادعاء البعض أن تصفية الاستعمار تحصيل حاصل، بل أكد استمرارية الاستعمار في حال غياب مقاومة لإنهائه، والدليل على ذلك الاحتلال المتواصل لفلسطين.

كما أكد المتحدث تغذية رواياته بالواقع؛ ما يمنحها المزيد من القوة، إضافة إلى اعتماده على القافية في كتاباته، والتدقيق في التفاصيل. وفي هذا قال إن التفاصيل مهمة جدا في كتابة رواية تاريخية رغم صعوبة الأمر؛ باعتبار أن الكثير من المراجع مكتوبة بأقلام غير جزائريةللإشارة، أنهى محمد عبد الله كتابة رواية جديدة له. كما سيعكف، قريبا، على كتابة رواية عن الجزائر المعاصرة.