الكاتبة نجاة عوف تصدر روايتها وتصرح لـ"المساء":

أكتب لأعيش

أكتب لأعيش
الكاتبة الشابة نجاة عوف
  • القراءات: 431
حاورتها: لطيفة داريب حاورتها: لطيفة داريب

الكاتبة الشابة نجاة عوف، متحصلة على شهادة ماستر في تاريخ الوطن العربي المعاصر، وعلى عدة شهادات في التنمية البشرية، صدرت لها رواية "الرصاصة القاتلة" عن دار "المثقف"، كما شاركت في كتابين جامعيين.."المساء" اتصلت بها وأجرت معها هذا الحوار.

كيف نمت حاجتك للكتابة، وهل كان نشر روايتك يسيرا؟

منذ مرحلة الابتدائي إلى غاية الآن، وأنا دوما أشعر بحاجتي للكتابة وأهميتها في حياتي، فالإنسان يتنفس ليعيش وأنا أكتب لأعيش، فهي من تمنحني القوة والأمل لأستمر رغم كل شيء. هذا الشغف الذي رافقني منذ طفولتي، منحني الكثير وجعلني أفهم ذاتي جيدا. أما بخصوص نشر أعمالي، فقد فكرت جديا في هذا الموضوع وأنا طالبة في الجامعة، وكخطوة أولى، شاركت في كتابين جامعيين، وبعد تخرجي، قررت أن أبذل ما بوسعي وأتفرغ لنشر أعمالي.

حدثينا عن مشاركتك في هذين الكتابين الجامعين؟

لقد شاركت في كلا الكتابين بخاطرتين، الكتاب الأول بعنوان "وتين"، نشرت فيه خاطرة بعنوان "لن أتخلى ولن أتراجع"، تحدثت فيها عن الطريق الذي أسلكه في سبيل تحقيق أحلامي ومواجهتي للتحديات. أما الكتاب الثاني، فتحت عنوان "بذور الحرمان"، شاركت فيه بخاطرة "نجمة القطب"، التي كتبتها عن أمي رحمها الله وعن فراقي عنها.

لماذا انطلقت في الكتابة من باب الكتاب الجامعي؟ هل بدافع الخوف من نشر عمل فردي؟

لقد بدأت بالمشاركة في الكتاب الجامعي كخطوة أولى وبسيطة لولوج عالم النشر، فأعظم النجاحات تبدأ بخطوات صغيرة وحثيثة. أما بخصوص فكرة الخوف من نشر أعمالي بشكل فردي، ففي الحقيقة لم أخف، لأنني كنت واثقة من نفسي وبقدراتي، بل بالعكس، كنت متحمسة لأخرج مؤلفاتي للنور، لكن الظروف هي من تحكم، لأن الكاتب لا يمكنه نشر أعماله بشكل مفاجئ، بل يجب أن يكون  جاهزا معنويا وماديا، ويعرف جيدا كيف يختار دار النشر المناسبة لاحتضان مؤلفه.

هل تفضلين النشر الورقي أم الإلكتروني؟

أفضل الكتاب الورقي، لما له من أهمية وتميز، مقارنة بالكتاب الإلكتروني، وحتى القارئ يفضل الورقي، رغم عيشنا في عصر السرعة والتكنولوجيا، الذي يسهل عملية النشر في العالم. لكن النشر الورقي يمكّن الكاتب من المشاركة في مختلف الأنشطة الثقافية والمعارض الوطنية والدولية، ولعل أجمل ما فيها، هو لقاء القراء وتبادل آرائهم مع الكاتب. ويبقى لكلا النوعين مميزاته التي تخصه.

كيف حققت النقلة من الكتاب الجامعي إلى الرواية؟

لقد بدأت في كتابة الخواطر والقصص القصيرة والطويلة، ثم أردت أن أجرب كتابة الرواية، التي اعتبرتها تحديا وجب علي النجاح فيه، وقد أوليتها أهميتها ووقتي في الجامعة، ولقد أعجبتني كثيرا الكتابة في هذا الجنس الأدبي، لأن في رأيي، الرواية تمنح الكاتب مساحة أكبر لإبراز قدراته وتقنياته، كما أن ميلي للرواية التي تحمل حبكة معقدة، يمنحني الكثير من المتعة، خاصة حينما أتلاعب بها وأنسجها كما يوجهني خيالي.

لماذا اخترت أن تكون روايتك بوليسية، علما أن هذا النوع من الأدب شبه غائب في الجزائر؟

للتحديد بشكل أدق، روايتي اجتماعية، لكن يتخللها الجانب البوليسي الذي تعجبني الكتابة فيه، نظرا للتشويق والغموض الذي يحمله هذا النوع، سواء في طبيعة الأحداث أو في نمط الفكرة التي تدور حولها، ففي النهاية، يجب أن نخرج من النمط الكلاسيكي الذي يتبعه أغلب الكتاب الجزائريين في رواياتهم ومواضيعهم، ونكتب عن أشياء جديدة ومميزة، ونترك المعتاد للمعتادين ونضع بصمتنا الخاصة في الميدان، حتى ولو مازلنا في بداية الطريق.

ما هي القضايا الاجتماعية التي تناولتها في روايتك؟

❊❊ لقد تناولت عدة قضايا اجتماعية مهمة وراهنة، وهي العنف الأسري وتأثيره على حياة الأبناء ومستقبلهم، والتشرد والتسول وعلاقتهما بالعمليات الإجرامية. كما تطرقت إلى حياة الأطفال في الميتم والتنمر عليهم. ولعل أهم قضية تشعبت في روايتي؛  تجارة المخدرات. وقد كتبت عن هذه القضايا، لما لها من تأثير وخطر، سواء على الفرد أو المجتمع، ولأنها ساهمت في خلق مشاكل اجتماعية أخرى أكثر حدة.

اعتمدت أيضا على الجانب النفسي في عملك هذا، أليس كذلك؟

نعم، وفي رأيي هذا جد مهم لأي رواية باختلاف نوعها وموضوعها، لأن أهمية خلق الشخصيات وتوجيهها في الرواية والتركيز على طبيعتها النفسية، بقدر أهمية الحبكة والموضوع أيضا. كما يجعل القارئ يفهم الشخصية بسطحها وعمقها جيدا، وهذا من شأنه أيضا أن يدفع به إلى التحكم في سيرورة الأحداث بشكل آخر، ومن زاوية مختلفة، وأكثر شمولا.

هل أثرت دراستك الجامعية على كتاباتك؟

نعم، لقد أثرت وبشكل إيجابي إلى حد ما، فتخصصي في التاريخ منحني قدرات إضافية ومعارف جيدة للكتابة في المواضيع التاريخية، والتعمق فيها أحسن من أي شخص آخر لم يدرس التخصص ويكتب فيه، وهذا من حسن حظي، طبعا، وأرجو أن أبدع في هذا النوع من الروايات، مستفيدة من خبرتي في المجال.