الفنانة التشكيلية والشاعرة صليحة إمكراز في "أربعاء الكلمة":

أكتب حينما يغمرني الإلهام ليس إلا

أكتب حينما يغمرني الإلهام ليس إلا
  • القراءات: 485
لطيفة داريب لطيفة داريب

تحدّثت الفنانة التشكيلية والشاعرة صليحة إمكراز، عن عشقها الكتابة التي فرضت نفسها فرضا، ودفعت بها إلى عالم النشر بعد أن كانت تكتب لنفسها وحسب. كما تطرقت لقضايا أخرى تتعلّق بولهها هذا مثل الإلهام والحرية، وهذا خلال استضافتها، نهاية الأسبوع الماضي، بفضاء "أربعاء الكلمة" لتقديم ديوانها الذي كتبته رفقة الشاعرة ياميلي غبالو بعنوان "كلمات حميمية".

بهدوئها المعتاد وابتسامتها العريضة تحدّثت الفنانة التشكيلية والشاعرة صليحة إمكراز عن ديوانها الذي صدر حديثا عن المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، الذي خطته رفقة الشاعرة ياميلي غبالو.

الشاعرة التي وجدت نفسها أستاذة في اللغة الفرنسية وعمرها لا يتجاوز 19 سنة، أكدت أنها لم تكن تنوي نشر كتاباتها رغم أنها تكتب منذ سنين طوال، مضيفة أن الكتابة ليست ملاذا ولا علاجا، بل هي ترجمة لشعور ما أحست به المعنية في تلك اللحظة أو في الماضي القريب أو البعيد حتى.

وفي هذا السياق، أكدت عدم كتابتها الأحداث بشكل مباشر؛ فهي ليست بصحفية بل غالبا ما تخزّن الأحداث وتعبّر عنها لاحقا بشكل فني، قد يكون رسومات أو أبيات شعرية، مضيفة أنّ العديد من لوحاتها الفنية تحمل شعرا؛ رغبة منها في تزويج الفنون. ووصفت صليحة إمكراز نفسها بالإنسانة الهادئة والرزينة التي لا تحب الثرثرة، كما أنها تعشق البحر، وبالأخص الجبل، فطالما كتبت عن منطقة الشنوة، حيث تقطن وحيث ترعرعت، معتبرة إياها فضاء ساحرا ينمّي الإلهام. كما كتبت ورسمت الطبيعة وخاصة الأشجار رغم أنها، حسبما قالت، لا تهتم بمواضيع لوحاتها قط، معتبرة أن انغماسها في موضوع لوحاتها يشكّل لها مللا كبيرا. وتوقفت إمكراز عند مكانة الحرية في الإبداع، حيث تعتبر نفسها حرة؛ سواء في الكلمات التي تختارها في أشعارها أو حتى في رسوماتها، كما أنها ترفض أن يُفرض عليها موضوع معيَّن لتترجمه بإبداعها، بل وترى نفسها طائرا يرفرف حرا طليقا في سماء بعيدة.

وعن الإلهام، تحدثت صليحة وقالت إنها في بعض الأحيان، تريد أن تترجم شعورا معيّنا لكنها لا تجد الإلهام؛ فلا تكتب، مشيرة إلى أنّ الكتابة بدون إلهام واستعداد، غير صادقة، وستنتج "إبداعا" غير صادق وغير مخلص لصاحبه ولا للجمهور. وأضافت أن من المستحيل أن تكتب بشكل روتيني؛ كأن تُصدر ديوانا كل سنة، بل إنها مقلة في كتاباتها. وتطرقت صليحة إمكراز لعلاقة الشاعر بالتنبؤات، ففي أكثر من مرة، كتبت عن مواضيع تحوّلت إلى واقع بعد سنوات، معتبرة أنّ ما يحدث حاليا من حراك شعبي رغم أنها تشارك فيه من خلال المسيرات الشعبية، إلاّ أنها لا تستطيع أن تكتب عنه حاليا، وستفعل ذلك بعد وقت معيّن.

وفي ردها على سؤال "المساء" حول ظروف إصدارها ديوانا مشتركا رفقة الشاعرة ياميلي اغبالو، قالت إنّ غبالو هي من اقترحت عليها ذلك، إضافة إلى أن المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار التي نشرت الديوان، طلبت تحقيق ذلك ضمن برنامجها، المتمثل في نشر دواوين شعر مشتركة.

للإشارة، قرأت صليحة إمكراز بهذه المناسبة، عدّة قصائد من الديوان الجديد الذي يقع في 76 صفحة ويضم 57 قصيدة، من بينها "مكان" و«ربيع" و«ماء الحياة" و«شجرة الحياة" و«سر الحياة" و«كتابة حية" و«صمت" و«جميلة الليل" و«ريح تيبازة بشرشال" و«سر الأشجار" و«منفى" و«الحب من بعيد" و«بطلة شعب قوي" وو"أفكار".