اختتام الأسبوع الثقافي لولايتي تبسة وتلمسان

أقصى الشرق يلتقي بأقصى الغرب على جسور قسنطينة

أقصى الشرق يلتقي بأقصى الغرب على جسور قسنطينة
  • 2423
زبير. ز زبير. ز

على وقع الزرنة والبندير، اختتم سهرة أوّل أمس، الأسبوع الثقافي لولايتي تلمسان وتبسة، المندرج في إطار الأسابيع الثقافية المحلية، ضمن فعاليات تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، فبعد أربعة أيام من العروض والحفلات الفنية، كان الموعد مع حفل الاختتام الذي نشّطه بقاعة العروض "أحمد باي"، عمار منار، الشاب عليلو وقدور لكويفي من جانب ولاية تبسة، أما من ولاية تلمسان، فقد أمتع جوق المنوّعات الموسيقية لمدينة تلمسان بقيادة المايسترو خليل بابا حمد، الجمهور الحاضر وأدى كل من محمد توفيق بن غبريط، حاج أحمد كريم بوغازي وليلى بورصالي، وصلات غنائية أندلسية.

عرف الأسبوع الثقافي لولايتي تلمسان وتبسة، إقبالا معتبرا من الجمهور القسنطيني الذي اغتنم فرصة عطلة نهاية الأسبوع، ليطّلع على الموروث الثقافي لولاية في أقصى الشرق وولاية في أقصى الغرب، جمعتهما جسور الثقافة. وطاف زوّار قاعة العروض "أحمد باي" بالمعارض المنظّمة على هامش التظاهرة، على غرار معرض المتحف البحري المصغّر من ولاية تلمسان، صناعة الأواني الفخارية والطينية، صناعة "البرنوس والقشابية" التبسية، الزربية التقليدية، الأكلات الشعبية وغيرها من المعارض التي تعكس تمسّك الشعب الجزائري بأصالته وتقاليده رغم التطوّر التكنولوجي الكبير الذي يعرفه العالم. الأسبوع الثقافي كان أيضا فرصة لتقديم الكلمة الطيبة من خلال جلسات شعرية نشّطها العديد من الشعراء من الولايتين، على غرار حسين صحراوي، علي المعيفي، بهواري علي، سايح بغداد. كما أمتعت الفرق الفلكلورية خلال أيام الأسبوع الثقافي الحضور بلوحات فنية فلكلورية، شاركت في تجسيدها فرقة "جرف الجبل"، "الجرف" و"الكاهنة" من تبسة وجمعية "عشاق سيدي يوسف"، "سعدانية عين تالوت" وجمعية "هواري بومدين" الثقافية ـ سبدو - من تلمسان.    

في هذا السياق، أعربت الحرفية ابتسام من ولاية تبسة عن سعادتها الكبيرة للمشاركة في فعاليات قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية، وتحدّثت لـ"لمساء" قائلة "حملنا معنا التراث والتقاليد وجئنا إلى قسنطينة للمشاركة في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية لنعرض ثقافة أهل مدينة تبسة، ومن منطلق أني أشتغل بمجال اللباس التقليدي، فقد شاركت في معرض ضمّ العديد من الفساتين التقليدية التي تشتهر بها المرأة التبسية وعلى رأسها "المحلفة" وما يرفقها من أكسسوارت فضية على غرار "السخاب" المعطّر بالعنبر، والملحفة لباس الجدات الذي عاد من جديد إلى الظهور خاصة في المناسبات والأفراح".

وأضافت أنّ الاهتمام بالتراث هو جزء من محاولة الحفاظ عليه ونقله للأجيال اللاحقة، مشيرة إلى أنّ اللباس التقليدي شيء جميل وفيه الكثير من الحشمة والسترة للمرأة، وقد حاولت التطوير من اللباس التقليدي وجعله يتماشي نوعا ما مع العصر الحالي، حتى تقبل عليه الفتيات والنساء الشابات. من جهته، اعتبر الحرفي بن منصور سفيان من ولاية تلمسان، أنّ الجيل الحالي، عليه مسؤولية كبيرة من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي المادي وغير المادي ونقله إلى الأجيال اللاحقة كما فعل الأباء والأجداد. وتحدّث لـ"المساء" على هامش المعرض الذي شارك به في التظاهرة وقال "أردنا من خلال مشاركتنا في تظاهرة الأسبوع الثقافي لولاية تلمسان ضمن فعاليات قسنطينة، إبراز بعض الحرف التي تشتهر بها عاصمة الزيانيين، ونشارك بمعرض للحلي التقليدية الذي يضم مجوهرات وأكسسوارات من ذهب، فضة وبرونز، نحاول التمسّك بحرف الآباء والأجداد حتى نحافظ عليها من الزوال".

وأشار إلى أنّه شخصيا ورث الحرفة عن والده الذي تعلّم على يديه، وأراد توريث هذه الحرفة لأبنائه في المستقبل، هي حرفة تجمع بين الفن والأصالة، كما تعرف أيضا طلبا معتبرا على منتوجاتها بتلمسان، وهو الأمر الذي شجّعه للمواصلة في هذا الدرب. وأضاف "أظنّ أنّ فرصة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ستسمح على غرار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، بالتعريف بمكنونات التراث الجزائري وتبرز مدى ثرائه وتنوّعه من منطقة إلى أخرى، وأرى أنّ قسنطينة وتلمسان، تجتمعان في العديد من الأمور المشتركة من حيث التقاليد والعادات.. وقد كان جسرا ثقافيا حملنا من أقصى الغرب الجزائري إلى جوهرة الشرق وكان لقاء مميزا مع الحرفيين من ولاية تبسة الذين حملوا هم أيضا تراث مدينتهم وعادتها وتقاليدها، ليكون مزيجا ثقافيا رائعا".